تركيا تعمل على تطوير وثيقة سياسة الأمن القومي.. أبرز المضامين
تعمل الحكومة التركية على تطوير وثيقة سياسة الأمن القومي (الكتاب الأحمر) التي تعد دستور البلاد السري وتحديثها لتشمل مخاطر جديدة.
ميدل ايست نيوز: تعمل الحكومة التركية على تطوير وثيقة سياسة الأمن القومي (الكتاب الأحمر) التي تعد دستور البلاد السري وتحديثها لتشمل مخاطر جديدة تتضمن مواضيع إقليمية وصراعات عديدة وتطورات البحر المتوسط وقضايا الذكاء الاصطناعي.
وتُعِد المؤسسات التركية بمختلف اختصاصاتها وجهات نظر حول هذه المخاطر لتكون داخل الوثيقة المسماة محلية “الكتاب الأحمر”، حيث يتم تحديث هذه الوثيقة كل خمس سنوات، علمًا أنها المرة الخامسة التي تعد في ظل حكم حزب العدالة والتنمية.
وأفادت وسائل إعلام تركية بأن المؤسسات المعنية قدمت رؤيتها إلى الرئاسة التركية، التي بدورها ستعد وثيقة “الكتاب الأحمر” لتطرح للنقاش أمام اجتماع مجلس الأمن القومي الشهر المقبل، وتقر لاحقا بمصادقة الرئيس رجب طيب أردوغان، وتدخل بعد أشهر حيز التنفيذ.
وقالت قناة “سي إن إن” التركية، اليوم الأربعاء، إن العمل متواصل لتحديث وثيقة سياسة الأمن القومي، ومن المتوقع أن يتم تضمين مفهوم الذكاء الاصطناعي في الوثيقة لأول مرة.
وقد بدأ العمل على تجديد سياسة الأمن القومي هذه المرة بعد أن كانت قد شهدت تجديدًا في أعوام 2005 و2010 و2015 و2020 خلال حكم الرئيس رجب طيب أردوغان وخلال ولايته كرئيس للوزراء، وهذا هو التجديد العاشر للوثيقة.
وأضافت القناة “بدأت الأمانة العامة لمجلس الأمن الوطني بجمع المقترحات من الوزارات والمؤسسات حول القضايا التي ترغب بإضافتها إلى وثيقة سياسة الأمن القومي، وبحسب المعلومات التي تم الحصول عليها، فمن المتوقع الانتهاء من العمل ومناقشة الوثيقة وقبولها في اجتماع لمجلس الأمن القومي، لتدخل حيز التنفيذ عام 2025”.
وأكملت “من المتوقع أن يتم إدراج الذكاء الاصطناعي في وثيقة سياسة الأمن القومي لأول مرة، كما من المتوقع أن تتضمن الوثيقة عنوان إدارة السكان، وبحث مسألة الهجرة في هذا المجال، كما تم تضمين الكوارث”.
وأكدت أن “الكتاب الأحمر” يتكون “من ثلاثة أقسام رئيسية: سياسة الأمن الداخلي، وسياسة الأمن الخارجي، وسياسة أمن الدفاع، قسم الأمن الداخلي تتبعه وزارة الداخلية، وقسم الأمن الخارجي وزارة الخارجية، وقسم الدفاع وزارة الدفاع الوطني”.
وفي هذا السياق، قالت قناة “خبر تورك” إن هناك مواضيع قديمة وجديدة في وثيقة سياسة الأمن القومي منها التهديدات التقليدية من قبل الأحزاب والمنظمات المحظورة والانفصالية وامتداداتها وتلك المصنفة على منها التنظيمات التي تستغل الدين مثل “داعش” و”حزب الله” و”القاعدة” والمنظمات الأصولية والمنظمات التي تؤجج الصراعات الطائفية والمتواجدة بدول الجوار مثل العراق وسورية وتعمل في هذه المناطق.
وتضمن “الكتاب الأحمر” أيضا في السابق التهديد النووي والصراع الفلسطيني الإسرائيلي في الشرق الأوسط وقضية الجرف القاري والحدود المائية مع اليونان في بحر إيجه، فيما دخل الأمن السيبراني لأول مرة عام 2010، وتطورات مواجهة حزب العمال الكردستاني داخل تركيا وجنوب شرقها مع إعلان مناطق حكم ذاتي في العام 2015.
أما جماعة الخدمة فدخلت إلى “الكتاب الأحمر” بعد المواجهة مع الحكومة اعتبارا من العام 2013 وصولا للمحاولة الانقلابية، كما دخل وباء كورونا أيضا في العام 2020.
وأوضحت القناة أنه أثناء كتابة نص سياسة الأمن القومي يتم اتباع منطق “الأمن يبدأ من الدستور وحمايته” وبالتالي السياسيون يكتبون نص السياسة الأمنية ويعطون التوجيهات للجنود والتعليمات للمؤسسات المدنية، أما وثائق الأمن العسكري فيكتبها العسكريون، بحسب القناة.
ومن المواضيع التي تحدثت عنها القناة “ظاهرة الاحتباس الحراري وتغير المناخ، والكوارث الطبيعية، وزلزال مرمرة المحتمل، والتهديدات السيبرانية، والهجمات والتلاعبات التي تستهدف الاقتصاد، والهجمات الثقافية، ومحاولات التأثير على المجتمع المدني والتلاعب به، والأزمات الاقتصادية والكساد في العالم، إذ معظم هذه التطورات ستؤثر على سلامة أراضي تركيا ووحدتها وتضامنها”.
وينتظر أن تتضمن سياسة الأمن القومي، المناسبات الاجتماعية والأنشطة التي تهدف إلى إثارة الجمهور ومحاولات تشجيع التمرد. ومن بين التهديدات التقليدية التي تتضمنها الوثيقة الحركات الانفصالية مثل حزب العمال الكردستاني/وحدات حماية الشعب، كما تعتبر المنظمات الأصولية أو الإرهابية التي تستغل الدين، والهياكل التي تحاول الاستيلاء على جهاز الدولة وتدميره، مثل جماعة غولن من بين التهديدات الداخلية.
وأكملت القناة، بما أن حزب العمال الكردستاني وامتداده وحدات حماية الشعب يعتبران تهديدًا أمنيا فمن المحتمل أن يتم أيضا اعتبار العناصر المسلحة التي تستخدمها الولايات المتحدة “كقوة برية” في سورية، بمثابة تهديد في الوثيقة، مثل قوات سورية الديمقراطية.
ومن المواضيع الخارجية التي تشكل تأثيرا أو تهديدًا على تركيا بحسب القناة، عدم الاستقرار في البحر الأسود وتأثيراته، وتدخل روسيا في جورجيا وتدخل الولايات المتحدة في الحرب الروسية الأوكرانية.
وكذلك مسألة احتياطيات الهيدروكربون في شرق البحر الأبيض المتوسط والأنشطة الاقتصادية والتجارية في هذه المنطقة وأمن الطرق البحرية من التهديدات ذات الأولوية بالنسبة لتركيا، من خلال تحرير ارتباط تركيا للخارج في مسألة الطاقة، واستثمارات الطاقة النووية، وأيضا تطورات قضية قبرص.
وفيما يخص الخلاف البحري مع اليونان، تلخص التطورات بمسألة تسليح الولايات المتحدة لليونان مؤخرا وإنشاء العديد من القواعد العسكرية هناك من بين التهديدات الرئيسية لتركيا وحقوقها في بحر إيجه والمتوسط.
القناة تحدثت عن أن جهود إيران في مجال الأسلحة النووية وبرنامج تطوير الصواريخ، تعد من بين التهديدات التقليدية، كما قالت إن الصراعات الناجمة عن القضية الفلسطينية الإسرائيلية وعدم الاستقرار وخطر الصراع في الشرق الأوسط تشكل كذلك تهديدات لتركيا، وكذا مسألة التحركات البشرية والهجرة، والمهاجرين غير النظاميين، والهجرة غير المنضبطة، والاتجار بالبشر، والاتجار بالمخدرات ومنظمات الجريمة المنظمة وعصابات المافيا، والأمراض الوبائية، والإمدادات الغذائية والأمن، والهجمات على وسائل التواصل الاجتماعي والعمليات التي تركز على الشبكات، والحرب الهجينة، والإرهاب الهجين.
ومن المنتظر أن تدخل مسألة الذكاء الاصطناعي للوثيقة باعتباره تهديدا وفرصة على حد سواء، من خلال امتلاك المعلومات واستخدامها وتوجيهها، فضلا عن التطرف العالمي، والإسلاموفوبيا.