بشار الأسد: المسألة الإيرانية ذريعة للاستمرار باحتلال أراضٍ سورية ودعم الإرهابيين

أكد الرئيس السوري، بشار الأسد، في لقاء مع وكالة "سبوتنيك" أن الحرب في بلاده لم تنته بعد.

ميدل ايست نيوز: أكد الرئيس السوري، بشار الأسد، في لقاء مع وكالة “سبوتنيك” أن الحرب في بلاده لم تنته بعد.

وقال الأسد ردا على سؤال عما إذا كان يمكن القول إن الحرب في سورية انتهت: “لا، بالتأكيد لا. فطالما أنه يوجد إرهابيون يحتلون بعض مناطق بلادنا ويرتكبون مختلف أنواع الجرائم والاغتيالات والجرائم الأخرى فإن الحرب لم تنتهِ، وأعتقد أن مشغليهم حريصون على جعلها تستمر لوقت طويل. هذا ما نعتقده”.

وعن أهم نقاط التحول في هذه الحرب أوضح الأسد: “هناك العديد من نقاط التحوّل التي يمكنني ذكرها، وليس نقطة واحدة. كانت نقطة التحوّل الأولى في عام 2013، عندما بدأنا بتحرير العديد من المناطق، خصوصاً في وسط سورية، من “جبهة النصرة”. ثم في عام 2014، نقطة التحول كانت في الاتجاه الآخر، عندما ظهر داعش فجأة، وبدعم أمريكي، واحتل جزءاً مهماً جداً من سورية والعراق في الوقت نفسه”.

وشدد الرئيس السوري على أن إحدى النقاط الأخرى كانت مع قدوم الروس: “نقطة التحوّل الأخرى كانت عندما جاء الروس إلى سورية عام 2015، وبدأنا معاً بتحرير العديد من المناطق، في تلك المرحلة بعد قدوم الروس لدعم الجيش السوري، تمثلت نقطة التحوّل في تحرير الجزء الشرقي من حلب. وهنا بدأ تحرير مناطق أخرى من سورية ابتداءً من هذه النقطة”.

وأضاف: “كان ذلك مهماً بالنظر إلى أهمية حلب، ولأن تلك كانت بداية التحرير واسع النطاق الذي استمر لاحقاً وصولاً إلى دمشق، وإلى باقي مناطق حلب مؤخراً، ومن ثم مناطق أخرى في الجزء الشرقي من سورية وفي الجزء الجنوبي. إذاً، كانت هذه نقاط التحوّل الرئيسية، وإذا جمعتها معاً فستجد أن جميعها نقاط تحول استراتيجية، وجميعها غيرت مسار هذه الحرب”.

وتحدث الرئيس السوري بشار الأسد حول الاتفاق مع اسرائيل قائلا: “لم نرَ أي مسؤول في النظام الإسرائيلي مستعد للتقدم خطوة واحدة نحو السلام”.

وشدد الرئيس السوري بشار الأسد، في مقابلة مع وكالة “سبوتنيك”، على أن الشرط الرئيسي لعقد مفاوضات سورية اسرائيلية هو استرجاع الاراضي السورية كاملة موضحا أن “السلام بالنسبة لسورية يتعلق بالحقوق”.

وقال الأسد:” موقفنا واضح جداً منذ بداية محادثات السلام في تسعينيات القرن العشرين، أي قبل نحو ثلاثة عقود، عندما قلنا إن السلام بالنسبة لسورية يتعلق بالحقوق. وحقنا هو أرضنا. يمكن أن نقيم علاقات طبيعية مع إسرائيل فقط عندما نستعيد أرضنا. المسألة بسيطة جداً”.

وأوضح الرئيس السوري أن عقد محادثات مع اسرائيل يكون ممكنا “عندما تكون إسرائيل مستعدة، لإعادة الأرض السورية المحتلة ولكنها ليست كذلك وهي لم تكن مستعدة أبداً. لم نرَ أي مسؤول في النظام الإسرائيلي مستعد للتقدم خطوة واحدة نحو السلام. وبالتالي، نظرياً نعم، لكن عملياً، حتى الآن فإن الجواب هو لا”.

 وقال الأسد فی تعلیق على اتفاق الولايات المتحدة مع الأكراد في شمال سوريا حول استخراج وبيع النفط السوري : “هذه سرقة، والطريقة الوحيدة لوقف هذه السرقة تتمثل في تحرير الأرض إذا لم نحررها، لا يوجد أي إجراء يمكن أن يوقفهم عن فعل ذلك لأنهم لصوص، ولا تستطيع أن توقف لصاً ما لم تضعه في السجن أو تردعه بطريقة ما، عبر عزله عن المنطقة التي يستطيع فيها ارتكاب سرقته”.

وتابع بقوله: “ينبغي عليك أن تفعل الأمر نفسه مع أولئك اللصوص، ينبغي طردهم من هذه المنطقة. هذه هي الطريقة الوحيدة، وينبغي أن تسيطر الحكومة السورية على كل جزء من سوريا كي يعود الوضع إلى حالته الطبيعية”.

وفي شهر آب / أغسطس الماضي، وقعت شركة أمريكية، اتفاقا مع الوحدات الكردية المسلحة في شمال شرق سوريا، بشأن حقول النفط الخاضعة لسيطرتها.

وأكد الرئيس السوري عدم وجود أي قوات إيرانية على الأراضي السورية وأن الوجود الايراني يتمثل بخبراء عسكريين.

وقال: “ليس لدينا قوات إيرانية، وهذا واضح جداً. إنهم يدعمون سوريا، يرسلون الخبراء العسكريين ويعملون مع قواتنا على الأرض، ويتواجدون مع الجيش السوري”.

وتابع الأسد موضحا: “دعنا نأخذ مثالاً عملياً: قبل نحو عام، أخبر الأمريكيون الروس “لإقناع الإيرانيين أنهم يجب أن يكونوا على مسافة 80 كيلومتراً عن الحدود مع مرتفعات الجولان المحتلة من قبل الإسرائيليين”. رغم أنه لم يكن هناك جنود إيرانيون، لكن الإيرانيين كانوا مرنين جداً، فقالوا: “حسناً، لن يكون هناك طواقم إيرانية جنوب ذلك الخط”، وقال الأمريكيون إنه إذا استطعنا الاتفاق على هذا، سننسحب من الجزء الشرقي المحتل من سوريا على الحدود مع العراق، أو المنطقة المسماة التنف، ولكن لم يحدث شيء. لم ينسحبوا”.

وأضاف الأسد في هذا الإطار: “المسألة الإيرانية ذريعة للاستمرار باحتلال أراضٍ سورية ودعم الإرهابيين، إنها تستخدم كقناع لحجب نواياهم الحقيقية. والطريقة الوحيدة بالنسبة لهم لتنفيذ ما يقولونه هي عندما تصبح سوريا دولة ألعوبة في يد الولايات المتحدة. هذا ما يريدونه ولا شيء آخر. كل شيء آخر يتحدثون عنه لا يعدو كونه أكاذيب وادعاءات زائفة. ولذلك، لا أعتقد أن هناك أي حل حقيقي مع الأمريكيين طالما أنهم لا يريدون تغيير سلوكهم”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

19 + ثمانية عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى