إيران في التقرير السنوي لوكالات الاستخبارات الأمريكية
صنفت وكالات الاستخبارات الأمريكية إيران كواحدة من التهديدات التي تواجه مصالح الولايات المتحدة وحلفائها ونفوذها في الشرق الأوسط.

ميدل ايست نيوز: في تقريرها الأخير، صنفت وكالات الاستخبارات الأمريكية إيران كواحدة من التهديدات التي تواجه مصالح الولايات المتحدة وحلفائها ونفوذها في الشرق الأوسط، والتي تحاول التقليل من التهديدات ضدها وخطر الصراع العسكري المباشر مع تعزيز القوة الإقليمية.
في هذا التقرير، وبالإشارة إلى تاريخ إيران من الهجمات السيبرانية خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020، تم التحذير من أن الجمهورية الإسلامية قد تحاول إرسال رسائل بريد إلكتروني تهديدية ونشر معلومات كاذبة خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر لتعطيل العملية الانتخابية الأمريكية.
وفي التقرير السنوي لهذه المؤسسات الاستخباراتية التي تتعامل مع مختلف القضايا والدول، تعتبر جمهورية إيران الإسلامية أيضًا أحد التهديدات التي تواجه الولايات المتحدة.
سياسات إيران في الشرق الأوسط
وفي القسم المتعلق بتحركات وسياسات الجمهورية الإسلامية في المنطقة، وفقا لهذه المؤسسات الاستخباراتية، فإن “إيران ستواصل تهديد مصالح الولايات المتحدة وحلفائها ونفوذها في الشرق الأوسط وتعتزم القيام بذلك لتعزيز مكانتها الناشئة كقوة إقليمية، وفي الوقت نفسه، لتقليل التهديدات ضد النظام وخطر الصراع العسكري المباشر”.
وفيما يتعلق بالصراع في غزة، تؤكد هذه الوثيقة أن إيران تحاول تقديم نفسها على أنها نصيرة “القضية الفلسطينية” واستخدام الصراعات الأخيرة في غزة لإدانة الكيان الصهيوني وتشجيع الدول العربية في المنطقة على التخلي عن تحسين علاقاتها مع تل أبيب.
كما أشارت أجهزة الاستخبارات الأمريكية إلى العلاقات طويلة الأمد بين الجمهورية الإسلامية والفصائل القريبة منها في المنطقة، وأكدت أن طهران دعمت شركائها في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك حزب الله والحوثيين، من خلال إقامة العلاقات وتوفير الدعم المالي والسلاح والتنظيمات لتحقيق أهدافها في المنطقة من خلال تشكيل “محور المقاومة”.
وتؤكد الوثيقة على أنه بعد الصراعات في غزة، تظل إيران تشكل تهديدًا لإسرائيل وحلفاء ومصالح الولايات المتحدة في المنطقة، ومن المحتمل أن تساعد في تسليح ومساعدة القوات القريبة منها في المنطقة، وكذلك دعم حماس والجماعات الأخرى التي تسعى إلى منع حل الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين سوف يستمر.
وجاء في جزء آخر من هذا التقرير: “بينما ستحرص إيران على تجنب الصراع المباشر مع إسرائيل أو الولايات المتحدة، فإن سياساتها ستسمح للميليشيات التابعة لها بشن هجمات صاروخية وطائرات بدون طيار ضد القوات الأمريكية في العراق وسوريا”.
وأضاف التقرير أيضًا أن “شبكة إيران من الوكلاء والشركاء المسلحين تمكن طهران من تحقيق مصالحها والحفاظ على عمقها الاستراتيجي”.
البرنامج النووي الإيراني
أما الجزء الآخر من هذه الوثيقة فهو مخصص لبرنامج إيران النووي، مع الإشارة إلى أن تخفيض التزامات إيران في الاتفاق النووي لعام 2015 قد تكثف في السنوات الأخيرة وأن معدل تخصيب اليورانيوم في طهران وصل إلى 60%، مضيفة أن إيران “تمتلك البنية التحتية اللازمة ولديه الأسلحة ويمكنه أن يفعل ذلك إذا أراد ذلك”.
كما تتوقع هذه الوثيقة أنه ردًا على العقوبات الجديدة، من المحتمل أن تتحرك إيران نحو بناء أجهزة طرد مركزي أكثر تقدمًا بالإضافة إلى زيادة مستوى احتياطياتها من اليورانيوم بما يصل إلى 90%.
ومع ذلك، وبحسب ملخص مجتمع الاستخبارات الأميركية، فإن إيران تستخدم برنامجها النووي لخلق أدوات التفاوض والاستجابة للضغوط الدولية. وأشار التقرير أيضًا إلى إصرار إيران على أنه إذا أوفت الولايات المتحدة بالتزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة وأعلنت الوكالة إغلاق تحقيقات الضمانات المتبقية، فإنها ستعيد تنفيذ القيود الواردة في خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي).
وخلصت وكالات الاستخبارات الأميركية أيضاً إلى أن إيران تنوي على الأرجح مواصلة البحث وتطوير العوامل الكيميائية والبيولوجية لأغراض هجومية. ويؤكد التقرير أن العلماء العسكريين الإيرانيين قاموا بالبحث في المواد الكيميائية والسموم والمنظمات البيولوجية التي يمكن أن تستخدمها الحكومة الإيرانية في الاستخدامات التهديدية والعدوانية.
البرامج العسكرية الإيرانية
تشير الوثيقة إلى أن إيران بدأت في استلام طائرات تدريب متقدمة ومن المرجح أن تسعى للحصول على أنظمة أسلحة تقليدية جديدة مثل الطائرات المقاتلة المتقدمة والمروحيات والدبابات لساحة المعركة. ومع ذلك، وفقًا لوكالات الاستخبارات الأمريكية، فإن قيود الميزانية ستقلل من سرعة وحجم هذا البرنامج للجمهورية الإسلامية.
وفي جزء آخر من هذا التقرير، تعتبر قدرات إيران الدفاعية الصاروخية والطائرات بدون طيار والدفاع الجوي والبحري تهديدًا لأمريكا والأصول التجارية والعسكرية لشركاء هذا البلد.
وأضافت الوثيقة أن النهج الهجين الذي تتبعه إيران في الحرب، والذي تحقق من خلال استخدام القدرات التقليدية وغير التقليدية، يجعل من إيران تهديدًا لمصالح الولايات المتحدة في المنطقة في المستقبل المنظور.
كما ستعمل إيران على تطوير خططها الطموحة من خلال بيع المزيد من الأسلحة العسكرية لموسكو مع تعزيز العلاقات مع روسيا.
المشكلات الاقتصادية ومستقبل الاحتجاجات في إيران
في أجزاء مختلفة من هذه الوثيقة، تم ذكر المشاكل الاقتصادية في إيران وتم تقديم سوء الإدارة والعقوبات الدولية ككابحات للاقتصاد الإيراني، مما يحد من قدرة الحكومة على الحصول على الدعم المحلي.
ويواصل هذا القسم: “إن الاقتصاد الإيراني في خضم معدل تضخم مرتفع بنسبة 40% في عام 2023، كما أنه يعاني من ضغوط العقوبات وانخفاض قيمة العملة الوطنية. ونتيجة لذلك، لا تستطيع معظم الأجور مواكبة ارتفاع الأسعار، مما أدى إلى انخفاض القوة الشرائية للأسر الإيرانية.”
وتتوقع هذه الوثيقة أن تصبح المياه أحد التحديات في السنوات القادمة وأن ندرة المياه والتغيرات المناخية ستخلق مشاكل أخرى في إيران.
الاستنتاج الذي توصلت إليه وكالات الاستخبارات الأمريكية هو أن اعتماد إيران على عائدات تصدير النفط يأتي في وقت تباطأ فيه النمو الاقتصادي لأكبر مشتر للنفط الإيراني، الصين، وهذا يمكن أن يقلل من عائدات إيران ويخلق عجزًا محتملاً في الميزانية الإيرانية وهو حدث يمكن أن يؤدي إلى انخفاض الاستثمار الحكومي في البنية التحتية، بما في ذلك الصناعات المتعلقة بالمياه والكهرباء.
تشير هذه الوثيقة أيضًا إلى الاحتجاجات التي شهدتها إيران العام الماضي وتوضح أن بذور عدم الرضا في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لا تزال موجودة في إيران، ويمكن أن يشكل ذلك تهديدًا لمزيد من الصراعات الداخلية في إيران، كما هو الحال في الصراعات واسعة النطاق والطويلة الأمد.