بلومبرغ: قصف قنصلية طهران ينقل “حرب الظل” بين الكيان الصهيوني وإيران لمرحلة جديدة

وصلت "حرب الظل" بين إيران والكيان الصهيوني إلى مرحلة جديدة وخطيرة، وذلك إثر الهجوم الذي استهدف قنصلية طهران في دمشق.

ميدل ايست نيوز: قال تقريرٌ لوكالة بلومبرغ، الاثنين، إن “حرب الظل” بين إيران والكيان الصهيوني وصلت إلى مرحلة جديدة وخطيرة، وذلك إثر الهجوم الذي استهدف قنصلية طهران في دمشق.

ويسود صراع بين الكيان الصهيوني وإيران منذ فترة طويلة، وقد هاجم الطرفان بعضهما البعض، بطريقة غير مباشرة، في عدة مناسبات، بينما استخدمت طهران وكلاءها في المنطقة لضرب الكيان الصهيوني ، وهو ما قد يتصاعد أكثر في غمرة حرب إسرايل وحماس، التي اندلعت في السابع من أكتوبر الماضي.

وقالت بلومبرغ “مع استمرار القتال بين الكيان الصهيوني وحركة حماس الفلسطينية، وانضمام الجماعات المسلحة الأخرى المدعومة من إيران إلى المعركة، دخلت حرب الظل مرحلة جديدة خطيرة”.

والاثنين، أفاد التلفزيون الرسمي الإيراني أن غارة جوية استهدفت مبنى قنصلية البلاد في العاصمة السورية دمشق، أدت إلى مقتل قائد كبير في الحرس الثوري الإسلامي، من بين آخرين.

كانت هذه مجرد حلقة أخرى من بين عدة حلقات من الصراع بينهما لا سيما في الأشهر الأخيرة.

حلقات الصراع والخطر النووي

في 15 يناير الماضي، استخدمت إيران الصواريخ لمهاجمة ما قالت إنها قاعدة تجسس صهيونية في العراق.

وقالت إيران إن هجومها على ما وصفته بأنه “مقر تجسس” للكيان الصهيوني في إقليم كردستان العراق كان ردا على ضربة جوية “إسرائيلية” في دمشق يوم 25 ديسمبر 2023 أدت إلى مقتل قائد كبير بالحرس الثوري.

وشنت إيران هجمات متعددة على كردستان منذ أواخر عام 2022.

وتتهم إيران الجماعات الكردية الانفصالية في المنطقة، بالتعاون مع أجهزة أمنية أجنبية ضدها.

واستخدم الكيان الصهيوني في الماضي منشآت في شمال العراق لجمع معلومات استخباراتية عن إيران، وفقا لتقارير متعددة.

ويعتبر الكيان الصهيوني قدرة إيران على صنع أسلحة نووية بمثابة تهديد لوجوده، ويُعتقد أنها تقف وراء حملة تخريبية ضد البرنامج النووي للبلاد.

ويقول زعماء إيران إنهم ليس لديهم أي طموح لصنع أسلحة نووية، بينما يشير الصهاينة إلى أن وثائق حصل عليها عملاؤها من إيران في عام 2018 تؤكد خلاف ذلك.

وقد أشار مسؤولون في الكيان الصهيوني مرارا إلى أنه إذا وصلت إيران إلى حافة القدرة على صنع أسلحة نووية، فإنها سوف تهاجم برنامجها النووي باستخدام القوة الجوية، كما فعلت في العراق في عام 1981 وفي سوريا في عام 2007.

جبهات الصراع الخارجية

يعد لبنان أقدم جبهة في المعركة بين الكيان الصهيوني وإيران، لكن الصراع الآن امتد لسوريا وحتى البحر الأحمر.

وردا على الغزو لجنوب البلاد في عام 1982، تم تشكيل فصائل أصبحت تعرف باسم حزب الله. وأصبحت هذه المجموعة “إلى حد ما وكيلا للحرس الثوري” وفق بلومبرغ.

وتقاتل الكيان الصهيوني وحزب الله مرارا ، بما في ذلك حرب عام 2006.

ومنذ 7 أكتوبر، عبّر حزب الله عن تضامنه مع حماس بإطلاق الصواريخ وقذائف الهاون والقذائف الصاروخية على الكيان الصهيوني بشكل يومي تقريبا، مما دفع الكيان للرد.

والاثنين، ندّد حزب الله بالغارة التي دمّرت مبنى القنصلية، مؤكّداً أنّ “هذه الجريمة لن تمرّ دون أن ينال العدو العقاب والانتقام”.

وخلال الحرب الأهلية في سوريا، قامت إيران بتأمين وجود عسكري لدعم حليفها، الرئيس بشار الأسد، وتسهيل النقل البري للأسلحة المخصصة لحزب الله من إيران إلى لبنان عبر العراق وسوريا.

وفي محاولة لوقف تدفق الأسلحة ومواجهة هذا الوجود العدائي الثاني على حدودها الشمالية، نفذ الكيان الصهيوني مئات الضربات داخل سوريا ضد شحنات أسلحة وأهداف أخرى تقول إنها مرتبطة بإيران وحلفائها، مما أدى في بعض الحالات إلى مقتل إيرانيين.

وبحسب وسائل الإعلام، كثف الكيان الصهيوني بعد 7 أكتوبر، ضرباتها ضد الميليشيات المدعومة من إيران في سوريا بعد أن اقتربت من الحدود.

الهجمات الانتقامية بالبحر

هناك جانب آخر من حرب الظل، وهو الهجمات الانتقامية على السفن التجارية في البحر، والتي بدأت في عام 2019.

وعلى الرغم من أن الكيان الصهيوني وإيران لم تقبلا المسؤولية عن الهجمات على السفن المتصلة بهما، إلا أنه يعتقد على نطاق واسع أنهما تقفان وراءها.

وكانت الخسائر في الأرواح نادرة، ولكن في يوليو 2021، قُتل أحد أفراد الطاقم البريطاني والروماني عندما ضربت طائرة بدون طيار سفينة يديرها الكيان الصهيوني في خليج عمان، وربطها مسؤولون أميركيون بإيران.

وشملت الأهداف السابقة الناقلات الإيرانية التي تحمل النفط المتجه إلى سوريا؛ وسفينة إيرانية قبالة سواحل اليمن كانت بمثابة قاعدة عائمة للحرس الثوري؛ وسفن الشحن التابعة للإسرائيليين أو المرتبطة بهم.

وفي تصعيد للهجمات في البحر، منذ 7 أكتوبر، حاول المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران، والذين سيطروا على شمال غرب اليمن منذ اندلاع الحرب الأهلية في عام 2014، ضرب الكيان الصهيوني بالصواريخ والطائرات بدون طيار وهاجموا بشكل متكرر السفن في البحر الأحمر.

ويقول الحوثيون إنهم يستهدفون السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني – أو بالولايات المتحدة أو المملكة المتحدة، والتي شنت غارات جوية على أهداف الحوثيين في اليمن ردًا على الهجمات – ولكن تم ضرب السفن التي ليس لها اتصال بهذا الاتجاه أيضا.

استهدافات داخلية

على الرغم من أن إيران استوعبت في الغالب الضربات على مصالحها في سوريا، إلا أن قواتها هناك أطلقت في عام 2018 وابلًا من الصواريخ باتجاه المواقع الصهيونية في مرتفعات الجولان، وهي هضبة سورية يحتلها الكيان الصهيوني منذ عام 1967.

في المقابل، يُعتقد على نطاق واسع أن الكيان الصهيوني تقف وراء اغتيال خمسة علماء نوويين إيرانيين في طهران منذ عام 2010 وعدة هجمات على مواقع نووية داخل إيران.

وفي أبريل 2021، ألقت إيران باللوم على الكيان الصهيوني وتعهدت بالانتقام من انفجار في أكبر منشأة لتخصيب اليورانيوم في نطنز، والذي قالت إنه تسبب في أضرار كبيرة لأجهزة الطرد المركزي لديها.

كانت تلك المرة الثانية خلال أقل من عام التي يتعرض فيها الموقع لانفجار مشبوه.

ولم يؤكد الكيان الصهيوني أو ينف مسؤوليته عن أي من الهجومين.

وفي منتصف فبراير الماضي، قالت إيران إن الكيان الصهيوني كانت وراء هجوم على شبكتها لنقل الغاز أدى إلى انقطاع الإمدادات.

وقبل عام من ذلك، بعد تعرض مستودع ذخيرة إيراني بالقرب من مدينة أصفهان بوسط البلاد لهجوم بطائرة بدون طيار، ذكرت صحيفتان أميركيتان أن الكيان الصهيوني هو المسؤول.

وفي عام 2021، قال جنرال إيراني إن الكيان الصهيوني كان على الأرجح وراء هجوم إلكتروني أدى إلى شل محطات الوقود في جميع أنحاء إيران.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
الحرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

2 × 3 =

زر الذهاب إلى الأعلى