بزشكيان وبايدن على طاولة المفاوضات… هل هناك أمل بإحياء الاتفاق النووي؟

بينما يقوم مسعود بزشكيان بإعداد نفسه لتسلم السلطة في إيران، تتضارب الأنباء حول استعداد حكومة جو بايدن للتفاوض مع طهران لإحياء الاتفاق النووي.

ميدل ايست نيوز: بينما يقوم مسعود بزشكيان بإعداد نفسه لتسلم السلطة في إيران، تتضارب الأنباء حول استعداد حكومة جو بايدن للتفاوض مع طهران لإحياء الاتفاق النووي.

وزعمت صحيفة الجريدة الكويتية نقلا عن مصادرها أن “ممثلين عن الجانب الأمريكي أبلغوا الإيرانيين يوم الثلاثاء الماضي أن حكومة جو بايدن مستعدة لإجراء محادثات للعودة بسرعة إلى الاتفاق النووي الموقع عام 2015 بعد إدخال بعض التعديلات البسيطة عليه”.

وأوضح المصدر أن الاتصالات بين الجانبين على المستوى الأمني متواصلة منذ السابع من أكتوبر الماضي بشكل دائم، وأخيراً باتت شبه يومية، وحتى عدة مرات خلال اليوم الواحد؛ لتفادي التصادم بينهما على خلفية الهجمات التي تشنها فصائل إقليمية موالية لطهران بموازاة حرب غزة.

وأشار المصدر إلى أن المفاوضات على المستوى الدبلوماسي كانت للعودة للاتفاق الشفهي غير الملزم للجانبين، والذي بدأ بالفعل تطبيقه قبل أن تعرقله الحوادث التي أعقبت هجوم السابع من أكتوبر، حيث أصر الجانب الأميركي على أنه لن يمكنه توقيع أي تفاهم حتى إجراء الانتخابات الرئاسية في واشنطن، قبل أن يتراجع عن ذلك في اجتماع الثلاثاء الماضي.

وأكدت الصحيفة الكويتية أن المواضيع العالقة هي عموماً مواضيع تتعلق بما يجب أن تفعله طهران باليورانيوم المخصب بنسب عالية، وأجهزة الطرد المركزي المتطورة، التي أُنتجت أخيراً إلى جانب الضمانات التي يجب على الرئيس الديموقراطي تقديمها لإيران بشأن احتمال فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالرئاسة، وانسحابه مجدداً من الاتفاق على غرار ما فعله عام 2018.

وتابع مصدر الجريدة أن إيران تصر على أن عودة الولايات المتحدة للاتفاق النووي يجب أن تكون مشروطة بقيود مثل عدم إمكان استفادة واشنطن من «بند الزناد» الذي يمكن من إعادة كل العقوبات الدولية على الجمهورية الإسلامية، وهذا ما حاول ترامب إجراءه بعد الانسحاب من الاتفاق السابق الذي أبرمه الرئيس الأسبق باراك أوباما.

وفي وقت سابق، أعلن وزير الخارجية الإيراني بالنيابة علي باقري كني، 16 تموز/يوليو، أن “طهران مستعدة لاستئناف المفاوضات مع واشنطن للعودة إلى الاتفاق النووي”. وطرح باقري هذه التصريحات خلال زيارته إلى نيويورك خلال خطابه أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في نيويورك وكرر تصريحات مماثلة في مقابلة مع مجلة نيوزويك. وأعلن القائم بأعمال وزير الخارجية أن “مسار المفاوضات [إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة] يمضي قدماً، ونحاول توفير الأرضية المناسبة لتحرك جدي في الحكومة الجديدة بعد تولي الحكومة الرابعة عشرة مهامها”.

هل يمكن إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015؟

وعلى وقع هذا، فإن السؤال الأساسي الآن هو إلى أي مدى يمكن إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 في الأوضاع الراهنة؟ لاسيما وأن جميع الخبراء والمراقبين والمحللين تقريباً يتفقون على عدم جدوى الاتفاق للاستجابة للمتغيرات الحالية. لأي من الشروط الحالية.

لكن الخبير السياسي قاسم مولائي، له رأي مختلف في حديثه مع «شرق»، ويرى أنه “بعد انسحاب جو بايدن من الانتخابات الرئاسية الأميركية ودخول كامالا هاريس، يحاول الديمقراطيون الآن إدراج التفاوض مع إيران والاتفاق المؤقت مع طهران كإنجاز في جعبة أصواتهم.

ورغم أن هذا المحلل الكبير للقضايا الدولية لفت إلى تشكل ثنائية قطبية بسبب الانتخابات الرئاسية الأمريكية وصراع سياسي حاد في الولايات المتحدة وأن الحزب الجمهوري، بقيادة ترامب، والكونغرس سيضعون حدا للمفاوضات المستقبلية المحتملة وأي اتفاق بين حكومة بايدن وطهران، لكنه قال إن الحل الذي تقدمه حكومة بايدن تحت كلمة “تفاهم” أو “اتفاق غير مكتوب” يمكن أن يتجاوز جميع المعارضين المحليين للولايات المتحدة للتفاوض مع إيران وإحياء الاتفاق النووي.

وقال: لا ينبغي لنا أن ندرج هذا الافتراض في التحليل القائل بأنه لا يمكن إحياء الاتفاق النووي لعام 2015، لأنه من ناحية، ومع الإصلاحات التي يدرسها كل طرف، يمكن لإيران والولايات المتحدة استئناف هذا الاتفاق مرة أخرى، ومن ناحية أخرى، إذا كانت المبنى الأساسي لمفاوضات جديدة بهدف التوصل إلى اتفاق آخر مدرج على جدول أعمال الحكومتين الجديدتين في طهران وواشنطن، فإنها ستظل مستندة إلى المفاوضات ونص الاتفاق النووي لعام 2015.

وبحسب النقاط التي ذكرها قاسم مولائي في هذا الجزء من تحليله، فإنه على يقين من أن «خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015 ستظل تتمتع بتأثيرها وتصميمها».

لذلك، بحسب هذا الخبير، حتى لو كان ادعاء “الجريدة” حول استعداد حكومة بايدن للتفاوض مع طهران وإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة غير صحيح، فإن المفاوضات العمانية غير المباشرة تجري الآن، والتي حافظت على خط التفاوض والتهدئة مع الغربيين.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

15 + واحد =

زر الذهاب إلى الأعلى