إيران.. إيقاف أعمال تعدين في تخت جمشيد بسبب تهديدها لجبل تاريخي

ميدل ايست نيوز: بعد أيام قليلة من موجة الاستياء بين الإيرانيين على “التدمير الواسع النطاق” لجبل “رحمت” في تخت جمشيد التاريخي في شيراز أثناء عمليات التعدين التي تقوم بها بلدية مرودشت، أعلنت وحدة حماية هذا التراث العالمي إيقاف الفعاليات في هذا المنجم.

وقال علي رضا عسكري جاوردي، مدير موقع التراث العالمي في تخت جمشيد، لوكالة إيلنا العمالية: بدأت الإجراءات القانونية بشكل مباشر للتعامل مع المخالفين.

وفي إشارة إلى قيمة جبل رحمت، قال عسكري جاوردي إن أنشطة هذا المنجم تم استئنافها “بشكل غير قانوني” خلال الأسبوعين الماضيين، مضيفا أنه عقب نشر تقارير عن استمرارها توجهنا بشكل مباشر وأوقفناها.

وكتبت وكالة أنباء “إيلنا” أنه فيما كان المنجم التابع لبلدية موردشت يستنأف أنشطته على بعد ستة كيلومترات من موقع التراث العالمي برسيبوليس، يمتلئ جبل رحمت الذي يبلغ طوله 60 كيلومترًا بالكامل بالآثار القديمة والكهوف التي تحتوي على أثار من فترة ما قبل التاريخ إلى العصر الإسلامي.

وذكرت وسائل إعلام إيرانية يوم الأربعاء أنه على الرغم من حكم المحكمة بوقف العمليات في عام 2015، فإن المنجم التابع لبلدية موردشت يواصل العمل “بمزيد من النشاط” في هذا الموقع التاريخي.

وأكدت وسائل الإعلام أن مسؤولي التراث الثقافي لمحافظة فارس لم يتخذوا أي إجراء لمنع تدمير هذا الجزء المهم من تراث برسبوليس، الذي يضم أثارا من العصور الأخمينية والساسانية والإسلامية.

وكتبت إيلنا عن أهمية هذا الجبل الذي بناه داريوس الأخميني في مدينة برسبوليس بسبب قدسية جبل مهر (أو جبل جمكان المعروف بجبل رحمت) على سفوحه. خلال الفترة الساسانية، تم تتويج الأباطرة على هذا الجبل.

في السنوات الأخيرة، أشارت وسائل الإعلام الإيرانية عدة مرات إلى المخاطر التي يسببها الإنسان على أثار برسيبوليس.

وفي الأسبوع الماضي، ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية نقلا عن إيران أن الأشنات (مزيج من الفطريات والطحالب) تدمر ببطء بقايا الأبنية القديمة في برسيبوليس، وحتى الآن فقد عدد من زخارفها البارزة.

وعلى الرغم من الأزمات التي تعاني منها مدينة برسبوليس، إلا أن رغبة الناس في زيارة هذا المكان شهدت إقبالا ملحوظا.

وفي النوروز الماضي، كان تخت جمشيد الوجهة السياحية الأكثر زيارة في البلاد حيث بلغ عدد زواره ما يقرب من 140 ألف زائر.