ما قصة الضجة التي يحدثها “عدد” الوفد المرافق لرؤساء إيران في نيويورك؟

تركت الإجراءات التي اتخذتها الرئاسة الإيرانية وتقديمها تقريرا كاملا وشفافا عن مهام ووظائف الفريق المرافق لبزشكيان في نيويورك انطباعا جيدا لدى الرأي العام في إيران.

ميدل ايست نيوز: تركت الإجراءات التي اتخذتها الرئاسة الإيرانية وتقديمها تقريرا كاملا وشفافا عن مهام ووظائف الفريق المرافق لبزشكيان في نيويورك انطباعا جيدا لدى الرأي العام في إيران ووسائل الإعلام. هذه الخطوة كانت رسما استثنائيا ليس فقط للرئيس الحالي، بل للرؤساء المقبلين الذين سيرون اتخاذها أمام الإيرانيين أمرا لا مفر منه.

منذ نحو عقدين من الزمن والاجتماع السنوي لرؤساء الدول في الأمم المتحدة يشكل نفقا ضيقا يصعب مروره أمام طهران. فمن الطبيعي أنه في بلد لا يستطيع شعبه السفر بسهولة إلى الولايات المتحدة، أن يطرح دائما سؤال وراء الأشخاص الذين يرافقون رؤساء بلادهم في أمريكا: “لماذا هؤلاء؟”

طرح الإيرانيون هذا السؤال كثيرا خلال العقدين الماضيين، وعاودوا تداوله مجددا عبر منشورات على منصة إكس بعد وصول بزشكيان ووفده إلى نيويورك، وهو سؤال معقول ومنطقي ولا ريب فيه، فأموال الزيارات والرحلات الدبلوماسية لرؤساء الدول يتم توفيرها بشكل عام إما من موارد الدول أو من الضرائب، وللناس الحق في معرفة كيف يتم إنفاق مواردهم وضرائبهم.

أحمدي نجاد ووفد نيويورك

لم يكن لهذا النوع من الأسئلة ومن سيرافق رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية إلى نيويورك صدا في إيران قبل عهد أحمدي نجاد. فمنذ بداية إعلان الجمهورية الإسلامية وحتى حكومة خاتمي، لم يكن يولي المسؤولون الإيرانيون اهتماما بالحضور في الاجتماع السنوي لرؤساء الدول. على سبيل المثال، بعد أن حضر المرشد الأعلى الحالي أيام تسنمه منصب الرئاسة الاجتماع عام 1987، لم يعد يحضر أحد من إيران الاجتماع السنوي لرؤساء الدول حتى عام 1998، عندما ذهب خاتمي إلى نيويورك لقراءة رسالة حوار الحضارات. واصطحب خاتمي معه آنذاك ما بين عشرة إلى اثني عشر من المسؤولين، وعادةً ما كان يتم تقديم قائمتهم إلى وسائل الإعلام، وباستثناء خطابه أو تصريحاته ومطالبه في هذا الاجتماع، لم يكن حينها يتلقى انتقادا أو تعليقا من أحد، إذ كان يعتبر حدث عابر لا أكثر.

ثم جاء محمود أحمدي نجاد، الذي كان شديد الاهتمام بنيويورك، وكان يحضر الاجتماع العام السنوي كل عام، أي زار نيويورك 8 مرات أيام رئاسته. وبصرف النظر عن خطاباته المثيرة للجدل خلال هذا الاجتماع والتي كانت تخلق أزمة لإيران وتدفع الوفود الدبلوماسية إلى مغادرة القاعة، فإن عدد الأشخاص الذين كان يصطحبهم نجاد معه إلى نيويورك كان دائما یثیر الاستفهام.

فهو صاحب الرقم القياسي في اصطحاب وفد من 90 شخصاً إلى نيويورك. كما طلب 160 تأشيرة أميركية لإحدى سفراته، لكن أمريكا وافقت على نصفها تقريباً، حيث صعد نحو 80 شخصاً إلى الطائرة آنذاك. لم يتضح على الإطلاق من كان الذي يرافق أحمدي نجاد على وجه التحديد في كل زيارة من زياراته ولأي غرض كان يصطحب هذا العدد المهول من الأفراد.

ماذا عن روحاني؟

بعد أحمدي نجاد، كانت رئاسة روحاني بمثابة فرصة للدبلوماسية الإيرانية العالمية. كان الأخير يرافقه أيضًا عشرات الأشخاص في زياراته الأولى، بما في ذلك عدد كبير من النشطاء التجاريين، وممثلي الأقليات الدينية، ومستشاريه. وعلى الرغم من البروتوكولات، فإن زوجة روحاني عادة لم تكن ترافقه في زياراته إلى نيويورك.

خلال سفره إلى نيويورك، كان روحاني يعقد في كثير من الأحيان اجتماعات رفيعة المستوى، مثل الاجتماعات مع مسؤولين من الدول الأوروبية وبريطانيا. يقول مدير المراسم الرئاسية لروحاني إنه في عام 2017، اصطحب معه 43 شخصًا فقط إلى نيويورك.

رئيسي واجتماع الأمم المتحدة

أما رئيسي الذي سافر مرتين إلى نيويورك خلال فترة رئاسته التي استمرت ثلاث سنوات، لم يتضح عدد المرافقين له في أي من هذه الزيارات. ورغم أن اصطحاب الزوجة في الزيارات الدبلوماسية الرسمية هو بروتوكول يطبقه معظم رؤساء الدول، إلا أن رئيسي اصطحب ابنته أيضًا إلى نيويورك، دون معرفة المهمة التي على عاتقها في هذه الزيارة.

ولم تخل زيارات رئيسي أيضا من جدل، حيث نشرت صور كراتين الطعام والملابس وغيرها التي وضعت في طائرة الرئاسة الخاصة.

هدايا بزشكيان من نيويورك

لننتقل إلى بزشكيان، الذي لم يجف بعد عرق الحاشية من زيارته الأخيرة إلى العراق، والذي عاد يوم أمس الخميس من نيويورك. فمنذ أسابيع، تدور تساؤلات حول الصحفيين الذين سيرافقون الرئيس الإيراني في هذه الزيارة. لكن الآن بعد أن عاد بزشكيان من نيويورك، تساءل الجميع مرة أخرى من رافقه إلى نيويورك ولماذا؟

وبما أن اصطحاب الزوجة من البروتوكولات المعروفة، فقد اصطحب بزشكيان معه ابنته فقط عوضا عن زوجته المتوفاة، لكن رغم هذا، فقد انتشرت مزاعم كثيرة حول مرافقة أبناء الرئيس الإيراني له في زيارته إلى نيويورك، وهو أمر نفاه أبناؤه شخصيا.

وكتب علي أصغر شفيعيان مدير موقع إنصاف نيوز الإخباري عن عدد مرافقي الرئيس الإيراني: عدد الأفراد الذين رافقوا بزشكيان في زيارته إلى نيويورك ليس 12 شخصاً كما ادعى البعض من أنصار الحكومة، وليس 184 شخصاً كما ادعى معارضو الحكومة، بل هو ما بين 80 و 90 شخصا ويشمل الأعضاء المرافقين والإعلاميين والأمن وطاقم الطيران.

وخاض بزشكيان ووزير خارجيته العديد من اللقاءات والاجتماعات مع رؤساء ووزراء خارجية دول العالم، ووفقا لتصريحات قالها بزشكيان في مؤتمر صحفي بطهران بعد وصوله من نيويورك فقد اجتمع بـ 15 رئيس من مختلف الدول، ونقل رسالة الشعب والحكومة الإيرانية ونواياها في خفض التصعيد في المنطقة وإحلال الأمن والسلام، وأكد رغبة طهران في الرجوع إلى الاتفاق النووي والعودة إلى طاولة المفاوضات مع الجانب الأمريكي.

وبدلا من الهدايا والحمولات التي كانت تحملها طائرات الرؤساء الإيرانيين أثناء عودتهم من نيويورك، عادت طائرة مسعود بزشكيان إلى طهران وعلى متنها 1100 لوحة تاريخية من العصر الأخميني وداريوس الأول، والتي تم استرجاعها بعد مشاورات مكثفة بين وزارة الخارجية الإيرانية ووزارة التراث الثقافي والمساعد القانوني للرئيس في معهد الدراسات الشرقية في شيكاغو.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

4 × 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى