من الصحافة الإيرانية: لبنان بعد حسن نصرالله

في ظل الأوضاع الراهنة، فمن الواضح أن بعض الجهات المحلية والإقليمية والدولية تستفيد من إضعاف حزب الله، سواء في المجال العسكري أو السياسي.

ميدل ايست نيوز: في أعقاب اغتيال حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، والعديد من قادة الحزب على يد إسرائيل، برزت إلى الشاشة ثلاثة أسئلة حول مستقبل حزب الله ولبنان والشرق الأوسط دون نصرالله. هل من الممكن أن يعيد حزب الله تنظيم نفسه على المدى القصير؟ هل تصعيد الحرب والدمار هو السيناريو الوحيد أمام لبنان؟ إلى أين يتجه الشرق الأوسط بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله؟ في الواقع، إن الإجابة الواضحة عن السؤالين الأول والثالث تعتمد على إجابة السؤال الثاني وتبيين الأوضاع في لبنان بعد اغتيال حسن نصرالله وزملائه.

لم ينجح لبنان في انتخاب رئيس له بعد انتهاء ولاية ميشال عون الرئاسية وهو ملف ساخن للغاية يضع لبنان في فراغ منذ عامين. وبما أن هذا البلد لا يمتلك رئيسا إلى الآن، فإن الحكومة المؤقتة، بقيادة نجيب ميقاتي، تدير البلاد من دون الصلاحيات اللازمة.

وفي ظل الفراغ الحاصل في السلطة، والناتج بشكل مباشر عن عدم الاتفاق بين الجماعات السياسية المختلفة، تدهور اقتصاد لبنان بشدة، وسقط العديد من الناس في الفقر أو سلكوا طريق الهجرة.

وفي العامين الماضيين، باءت الجهود الدبلوماسية التي بذلتها الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر والإمارات العربية المتحدة للمساعدة في انتخاب رئيس جديد بالفشل، ولم تتفق مختلف الأحزاب والائتلافات على شخصية محددة.

وفي ظل هذا الوضع، فمن الواضح أن بعض الجهات المحلية والإقليمية والدولية تستفيد من إضعاف حزب الله، سواء في المجال العسكري أو السياسي، ومن غير المرجح أن تكون غير راضية عن الضربات الإسرائيلية على قادته ومقرات عملياته.

اتهمت الجماعات المعارضة لحزب الله داخل لبنان الزعيم الراحل بأنه تشكيله لجيش أقوى من الجيش اللبناني وحتى العديد من الدول العربية قد خلق حكومة جديدة داخل الحكومة وأخضع أطرافا أخرى بالاعتماد على قوته العسكرية. ورغم أن حسن نصر الله أكد مرارا أن القوة العسكرية لحزب الله تستخدم فقط للتعامل مع التهديدات الخارجية، وخاصة التهديد الإسرائيلي، ولا تلعب أي دور في السياسة الداخلية، إلا أن منافسيه وجماعات المعارضة اعتبرت وجود مثل هذه القوة المدربة والمسلحة تهديد صارح لها وأصرت على نزع سلاحها.

والآن، فمن الواضح أن منافسي حزب الله ومعارضيه يرون الفرصة سانحة لنهضتهم السياسية. ولذلك، على الأرجح، فإنهم منخرطون خلف الكواليس في مشاورات داخلية وخارجية لصياغة وتنفيذ مشروع لمنع إعادة إحياء حزب الله عسكرياً وإعادة إعمار بنيته التحتية من جهة، وانتخاب رئيس جديد من جهة أخرى من شأنه وقف الحرب الإسرائيلية على لبنان.

لذلك، يبدو أنه بعد انتهاء الهجمات الإسرائيلية العنيفة على عناصر حزب الله واحتياطيه العسكريين، فإن المبادرة الدبلوماسية المقترحة ستحظى بحياة جديدة من أجل تنفيذ القرار 1701. لا شك أن هذه الخطوة لن تأتي دون عواقب، لكن لديها مؤيدين أقوياء يعملون في الغالب خلف الكواليس.

أحمد زيد آبادي
صحفي وكاتب إيراني

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

15 − 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى