من الصحافة الإيرانية: ما الرسائل التي حملتها الدبلوماسية الإيرانية خلال مهامها الأخيرة؟
إن الدبلوماسية الخارجية وتطوير الدبلوماسية في المنطقة هي دائما من أفضل الخيارات في السياسة الإيرانية، ويجب أن تتم إلى ثلاثة مستويات: الإقليمي والأوروبي والدولي.

ميدل ايست نيوز: التقى عباس عراقجي خلال جولته الإقليمية بأمير قطر ورئيس وزراء لبنان والرئيس السوري، وهي لقاءات مهمة جداً نظراً للحساسيات الإقليمية الراهنة.
ورغم أن تطوير الدبلوماسية السياسية والإقليمية يعد من أهم الوعود التي أطلقها مسعود بزشكيان في الأيام التي سبقت الانتخابات الرئاسية، لكن الآن بعد مرور أكثر من عام على الحرب في غزة، وزيادة التوترات في لبنان واغتيال قادة حزب الله والحرس الثوري الإيراني، تطرح أسئلة عن الرسائل التي يحملها عراقجي خلال جولته إلى الدول العربية والتبعات التي ستصحبها؟
وفي هذا الصدد، قال محمد علي سبحاني، سفير إيران السابق في قطر ولبنان والأردن، والمحلل السياسي لموقع فرارو: إن الدبلوماسية الخارجية وتطوير الدبلوماسية في المنطقة هي دائما من أفضل الخيارات في السياسة الإيرانية، ويجب أن تتم إلى ثلاثة مستويات: الإقليمي والأوروبي والدولي.
وأضاف: تظهر الزيارات الأخيرة للمسؤولين في حكومة بزشكيان أنهم يسعون بقوة إلى إحياء الدبلوماسية على مستوى عالٍ وبطريقة مكثفة. ويبدو أن هذه الإجراءات تهدف إلى منع أي نوع من الحروب والصراعات في المنطقة من أجل إزالة التوترات. في المجمل، إن تشديد وزير الخارجية على إحياء العلاقات مع دول الجوار، وخاصة الدول العربية، يتماشى مع شعار تحسين العلاقات السياسية الذي وعد به السيد بزشكيان قبل الانتخابات.
إيران بحاجة إلى التحرك نحو “محادثات هادفة”
وواصل سفير إيران السابق في قطر ولبنان والأردن حديثه: أي علاقة ومساعي لتنسيق مواقف دول المنطقة فيما بينها ومع طهران هو أمر إيجابي. لكن فيما يتعلق بسوريا فالأمر مختلف قليلا. لقد انخرطت الأخيرة في الحرب لفترة طويلة، وفي هذا السياق، كان للروس حضور أكثر نشاطا. يمكن القول أنه لم يتم اتخاذ بعض الاحتياطات اللازمة في هذا الأمر، فالقوات الجوية الروسية متواجدة في سوريا، وإسرائيل تمر بسهولة عبر الحاجز الجوي الروسي، وتستهدف فقط جنودنا والأماكن المرتبطة بنا والتي شاركت في القضاء على داعش. يبدو أن نوعاً من التنسيق بين إسرائيل وروسيا فيما يتعلق بنوع الأحداث التي تجري في سوريا، جعل سوريا بشكل عام غير آمنة بالنسبة لإيران، علما أن دمشق كانت محور علاقات إيران العربية.
وأكمل سبحاني: يجب علينا أن نتابع بجدية عملنا التنموي الدبلوماسي مع جميع دول المنطقة، بما في ذلك سوريا، لكن كما أشرت مسبقا، امتعض بشدة سياسة روسيا في المنطقة ومن الطريقة التي تم بها التعامل مع الملف السوري في السنوات الأخيرة، والتي يجب إعادة النظر فيها بشكل دقيق.
وأكد في الختما أن تطوير علاقات إيران مع الدول الإسلامية ودول المنطقة يمكن أن يكون نافذة لتحقيق حوارات هادفة.