صحيفة إيرانية توصي بعدم التعامل مع قضية “الجزر الثلاث” بشكل موسمي
قالت صحيفة جمهوري إسلامي إنه ما ينبغي للجهاز الدبلوماسي في إيران أن يلتفت إليه هو عدم التعامل مع قضية الجزر الإيرانية الثلاث بشكل موسمي.
ميدل ايست نيوز: قالت صحيفة جمهوري إسلامي إنه ما ينبغي للجهاز الدبلوماسي في إيران أن يلتفت إليه ويعمل عليه هو عدم التعامل مع قضية “الجزر الإيرانية الثلاث” بشكل موسمي.
وقالت صحيفة “جمهوري إسلامي” في مقالها الافتتاحي اليوم الثلاثاء: محمد حسنين هيكل، صحفي وسياسي وكاتب مصري مشهور (1923-2016)، وصاحب برنامج “مع هيكل” على شبكة الجزيرة، والذي تناول مختلف قضايا الشرق الأوسط والعالم العربي، سأل أحدى المرات عن تاريخ الجزر الثلاث (أبوموسى وطنب الكبرى والصغرى) وتبعيتها لإيران، فقال: هذه الجزر تنتمي تاريخياً وجغرافياً إلى إيران، والأدلة التاريخية تدعم ذلك.
وأضافت الصحيفة: أكد هيكل أنه في عهد جمال عبد الناصر، وفي المفاوضات التي أدارها الملك فيصل، ملك السعودية آنذاك، لم تكن مسألة ملكية هذه الجزر محل بحث جدي من قبل العرب. لكن بعد الثورة الإسلامية في إيران، بدأت بعض الدول العربية فجأة تطالب بملكية هذه الجزر، واستخدمت هذه القضية في بعض الأحيان لخلق توترات سياسية. طالب هيكل حينها الدول العربية بالتركيز على القضايا الأكبر والمصالح المشتركة للمنطقة، وتجنب التعامل مع القضايا المسببة للتوتر والأقل أهمية.
وبحسب مقال هذه الصحيفة، فإن خطة الإمارات هي الدفع بهذا الادعاء بمساعدة الدول الخمس صاحبة حق النقض في مجلس الأمن وتحويله من وضعه الحالي المفتقر إلى السند القانوني إلى قضية دولية، بحيث يخلقون وثيقة قانونية لأنفسهم أمام المحكمة الدولية، وهو أمر عارضته طهران على الدوام. سبب هذه المعارضة مبرر وقانوني تماما، لأنه بحسب الوثائق الصحيحة فإن هذه الجزر تابعة لإيران، ولا يوجد شك في ملكية إيران لها.
وأردفت جمهوري إسلامي: ما ينبغي للجهاز الدبلوماسي في إيران أن يلتفت إليه ويعمل عليه هو عدم التعامل مع قضية “الجزر الإيرانية الثلاث” بشكل موسمي. من غير الصحيح في كل مرة أن يكرر شيوخ دول الخليج ادعاءاتهم وننشغل نحن بهذا الموضوع لمدة يومين أو ثلاثة أيام ونتركه إلى المرة القادمة.
واختتمت الصحيفة قائلة: لدينا قرارات جيدة لتحقيق الاستقرار في الجزر، وعلينا أن نعمل على تنفيذها بسرعة وحسم. كما لدينا وثائق واضحة ومقنعة حول كافة القضايا المتعلقة بالجزر الثلاث وعلينا أن نعمل دون انقطاع من أجل الاعتراف بحقوقنا في هذه الأراضي ووضع حد لهذا الأمر إلى الأبد.
وكان رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية كمال خرازي قد حذر في بيان له حكام الإمارات بأن “عليهم أن يضعوا العداء مع إيران بشأن سلامة أراضيها جانبا ويعودوا إلى الحوار استنادا إلى الحقائق التاريخية والوثائق المتوفرة لمتابعة ما يؤدي إلى حل النزاع وتنمية السلام والهدوء في المنطقة، وإلا فإن الطريق الذي يضعه الآخرون أمامهم لن يؤدي إلا إلى الدمار والحرب”.
وأشار خرازي إلى أن الموقف العدائي للاتحاد الأوروبي بشأن الجزر الثلاث يفتقر إلى أي قيمة قانونية وهو مجرد موقف سياسي لجذب المساعدات والموارد المالية من دول مجلس التعاون الغنية، وخاصة دولة الإمارات العربية المتحدة، للتعويض عن التكاليف الباهظة لمشاركتهم في الحرب في أوكرانيا، إلا أن رجال القانون لديهم يعلمون جيداً أنه عندما توقف الاستعمار البريطاني عن احتلال المنطقة عام 1971، بما فيها الجزر الثلاث، وبرزت دول جديدة مثل الإمارات والبحرين، سلمت أيضاً الجزر الثلاث الى صاحبتها الأصلية اي إيران، لأن كل الخرائط التاريخية لقضية هذه الجزر كانت تؤكد انها تابعة لإيران ولم يكن بوسع بريطانيا أن تفعل شيئاً غير ذلك. وبالطبع في هذه الأثناء ارتكب محمد رضا بهلوي خيانة لا تغتفر، فوافق على انفصال البحرين عن وطنها الأم، أي إيران، بناءً على استفتاء صوري.
واعتبر تغير لهجة الدول الأوروبية بشأن الجزر الإيرانية الثلاث بانها نتيجة للسياسة السلبية وخضوعها لابتزازات الكيان الصهيوني، ونصح الاتحاد الأوروبي بتفادي الوقوع في هاوية العادات القديمة ومن بينها عادة التدخل المثير للتفرقة في منطقة غرب آسيا وان تسمح لدول المنطقة نفسها بحل أي سوء فهم أو مخاوف بشأن أي قضية بشكل مباشر وفي جو إيجابي من خلال الحوار المبني على الاحترام المتبادل.
وشددت «القمة الخليجية – الأوروبية» الأولى التي استضافتها بروكسل، أمس الأربعاء، على خفض التصعيد في غزة ولبنان، وتفادي الحرب الشاملة في المنطقة.
وفي قسم خاص بإيران، أكد البيان المشترك على أهمية التزام إيران بالقانون الدولي، بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة، على أساس احترام السيادة والسلامة الإقليمية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد.
وأكد على أهمية المشاركة الدبلوماسية مع إيران – لمواصلة خفض التصعيد الإقليمي.
إقرأ أكثر
من الصحافة الإيرانية: كيف يمكن لإيران منع “نصر بلا حرب” للإمارات فيما يتعلق بالجزر الثلاث؟