من الصحافة الإيرانية: ماذا تحمل تصريحات بزشكيان الأخيرة حول خطورة الأوضاع في إيران؟

ربما تكون التصريحات التحذيرية التي أدلى بها مسعود بزشكيان في مراسم يوم التصدير الوطني، أول تعليق صريح من أعلى سلطة تنفيذية في إيران حول الأوضاع الفوضوية والخطيرة التي تعيشها البلاد.

ميدل ايست نيوز: ربما تكون التصريحات التحذيرية التي أدلى بها مسعود بزشكيان في مراسم يوم التصدير الوطني، أول تعليق صريح من أعلى سلطة تنفيذية في إيران حول الأوضاع الفوضوية والخطيرة التي تعيشها البلاد.

وقال الرئيس الإيراني بكل شفافية السبت الماضية إن حالة الحرب تسيطر على أجواء البلاد. وبالنظر إلى هذا الوضع، رأى أنه من الضروري وضع جميع التفاعلات السياسية والاقتصادية بين أركان النظام من جهة وبناء الثقة بين الحكومة والشعب من جهة أخرى في إطار مناسب.

وتحتوي تصريحات بزشكيان على فهم واقعي للتهديد الذي لا يهدد وجود النظام السياسي فحسب، بل يهدد أسس البلاد أيضًا. ولكن على الرغم من كل الفرص الضائعة، فقد حلت الواقعية الآن محل المواقف التقليدية.

وتشير هذه التصريخات التي تعبر عن الموقف الواقعي لبعض وكلاء النظام السياسي في إيران تجاه المواقف الخارجة عن الواقع الراهن في البلاد والمنطقة والمجتمع الدولي، إلى عدة عوامل تهديد.

وهذه العوامل التي ذكرها بزشكيان بشكل مباشر وغير مباشر هي 1- الهوية الواضحة للتهديدات القائمة الآن في لوحة التهديدات العسكرية الإسرائيلية، وتضييق الحصار السياسي والاقتصادي من قبل الولايات المتحدة وأوروبا، واستهداف شرعية وكفاءة الحكم السياسي في نظر الشعب، واتساع نطاق الدعاية ضد النظام السياسي.

2- اقتراب التهديدات التي يمكن، بحسب مخططيها، أن تهدد النظام السياسي في أي لحظة. وترجع أهمية هذا التهديد إلى أن خطورته تتزايد تدريجيا.

وفي خطابه السبت الماضي، قال بزشكيان أن نطاق عواقب التهديدات الحالية سيكون واسعا. لكن السؤال هو، ما هي الظروف والأوضاع في البلاد التي يمكن أو تمكنت من تعزيز التهديدات التي تفرض «حالة الحرب» على البلاد على حد تعبير الرئيس الإيراني؟

دعا بزشكيان إلى تعزيز “الوفاق” و”الانسجام الداخلي” كحل ضروري وعاجل في هذا الصدد. لكن، في رأي بعض النقاد، تتلخص كل جهود بزشكيان في الوضع الأكثر تفاؤلاً في خلق الانسجام مع تيارات إما لا تتفق مع هذا التفسير ومعناه، أو تستمد منه فهماً أحادي الجانب. بالتالي، إذا تصورنا نموذج السلوك المفضل للرئيس الإيراني باعتباره موقف بناء الثقة ويتسق مع النهج الدستوري والشرعي، إلا أن معارضيه لا يزالون ينتهجون إرادة استبدادية على جدول الأعمال ويقبلون وفاق حكومة بزشكيان في تعاملاتهم مع الشعب والمجتمع الدولي في هذا الإطار. هذا هو نفس القلق العميق الذي يحذره منتقدو الرئيس الإيراني باستمرار.

لذلك، فإن بزشكيان مع فهمه لكل ما تسبب في الوضع الحالي وكسياسي يتولى القيادة التنفيذية للبلاد، يؤمن بخلق الإنجازات لنفسه وحكومته، لكن قبل أن يضع أي شيء في سلم الأولويات، عليه أن يعرف بشجاعة وجرأة ما يجب تجنبه: تجارب المطالبين الفاشلة في الأمس واليوم ما هي إلا لتخريب الإدارة وللتقليل من الشرعية الاجتماعية وزيادة التكاليف على البلاد واقتصادها.

ولن يكون أمام حكومة بزشكيان أي وسيلة أخرى سوى الإعلان بوضوح عن نهجها السياسي والاجتماعي والاقتصادي للرأي العام. ومن الضروري أن يتصرف بناء على وعوده الانتخابية وأن يتخذ خطوات في هذا الاتجاه من أجل زيادة نطاق مصداقيته وشرعيته وعدد أنصاره الشعبيين.

ومع كل فهمه الواقعي لوضع البلاد والتهديدات المقبلة، فإن رئيس إيران أمام اختبار صعب وجسيم. السبت الماضي، أدلى بزشكيان بوجهات نظر واضحة؛ رغم أنه لم يعبر بعد عن توجه واضح فيما يتعلق بالحلول المناسبة.

جلال خوش جهره
صحفي وكاتب إيراني

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ستة عشر + 16 =

زر الذهاب إلى الأعلى