من الصحافة الإيرانية: هل انتهى التوتر بين طهران وتل أبيب بالهجوم الإسرائيلي الأخير؟

إن العمليات الإسرائيلية على إيران صباح السبت لا يمكن أن تضع حداً للصراع بين طهران وتل أبيب بشكل جوهري واستراتيجي.

ميدل ايست نيوز: طرح الهجوم الإسرائيلي على إيران في وقت مبكر من السبت 26 أكتوبر الكثير من الأسئلة، مثلا كيف سيكون رد طهران وهل سنشهد “الوعد الصادق 3” في القريب العاجل؟ أم أن الأميركيين كما كانوا يحاولون الحد من الهجوم الإسرائيلي، فإنهم سيضعون حداً للصراع المباشر بين طهران وتل أبيب؟

وفي هذا الصدد، يرى حسين موسويان، الدبلوماسي الإيراني السابق، في تحليل نشره على حسابه على إكس: كانت العمليات العسكرية الإسرائيلية الانتقامية ضد إيران محدودة. بالتالي، فإن من مصلحة السلام والاستقرار والأمن: 1- ترسيخ وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل. 2- وقف الهجمات العسكرية الإسرائيلية على لبنان استناداً إلى القرار 1701. 3- وقف إطلاق النار في غزة، وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، وحل الدولتين عبر تنفيذ قرارات الأمم المتحدة.

ويمكن النظر إلى الهجوم الإسرائيلي صباح يوم السبت من زاوية أخرى، حيث قال الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي صادق زيبا كلام في هذا الصدد: قبل أن يكون الهجوم الجوي الإسرائيلي في الصباح الباكر ليوم (السبت) على إيران إنجازا عسكريا لتل أبيب، كان نجاحاً دبلوماسياً لواشنطن، التي تمكنت من إجبار نتنياهو على الحد من الهجوم حتى لا تضطر إيران إلى الانتقام مجددا. لقد أظهر الأميركيون للمرة الألف أنهم لا يريدون الحرب مع إيران.

وخلال حديث له مع صحيفة شرق، رأى زيبا كلام أن “جهود جو بايدن لإدارة الصراع والحرب بين إيران وإسرائيل أثمرت الآن إلى حد كبير، ومع الهجوم الإسرائيلي الأخير، فإن رد إيران سيكون منخفضا للغاية، ما لم تسعى بعض التيارات المتطرفة داخل إيران مواصلة الصراع والتوتر وصناعة الحرب مع إسرائيل”.

وأضاف: ستستمر التطورات الآن في المنطقة، وخاصة الحرب الإسرائيلية في لبنان وغزة. وتنفيذ صيغة بايدن بشأن إدارة التوتر بين طهران وتل أبيب لمنطقة الشرق الأوسط برمتها مرهون بانتخابات الرئاسة الأميركية التي ستجرى بعد نحو 10 أيام.

وأكمل: إلى أن يضاء الضوء الأخضر التالي للبيت الأبيض، يبدو من غير المرجح أن يرغب نتنياهو في إنهاء الحرب في غزة وجنوب لبنان، على الرغم من التعاون الحالي مع بايدن في الهجوم المحدود على إيران، لأن لدى رئيس وزراء إسرائيل وجهة نظر نصف جادة بشأن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

محمد جواد جمالي نوبندكاني، خبير آخر يرى في حديث لشرق أن «العمليات الإسرائيلية على إيران صباح السبت لا يمكن أن تضع حداً للصراع بين طهران وتل أبيب بشكل جوهري واستراتيجي». لأنه وفقاً لهذا العضو السابق في لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان، “في عملية الوعد الصادق 1، كان يُعتقد أيضاً أن الجانبين قد وصلا إلى نقطة تفاهم بشأن نهاية الصراع، لكن بعد ذلك شهدنا سلسلة الهجمات والاعتداءات والاغتيالات والقتل من قبل نتنياهو، مما دفع إيران إلى تنفيذ عملية الوعد الصادق 2 رداً على اغتيال إسماعيل هنية والسيد حسن نصر الله.

لذلك، ومن وجهة نظر المحلل الكبير للقضايا الدولية: صحيح أنه من الممكن أن تنخفض حدة الصراعات بين الجانبين في الوقت الحاضر، لكن ليس هناك ما يضمن أن إسرائيل لن تكثف أعمالها واعتداءاتها مرة أخرى في الأيام والأسابيع المقبلة حتى تنفذ طهران عملية “الوعد الصادق 3”.

وقال: إن إيران، مع اليقظة والوعي اللازمين، لن تسعى إلى اللعب في ملعب نتنياهو، لكن على الرغم من أن الظروف مهيأة لوقف التوتر المباشر بين إيران وإسرائيل، فطالما استمرت إسرائيل في إثارة الحرب في لبنان وفلسطين، فإن الأزمة وانعدام الأمن والتوتر سوف تستمر في إلقاء ثقلها على الشرق الأوسط برمته.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

2 × واحد =

زر الذهاب إلى الأعلى