من الصحافة الإيرانية: آفاق الاقتصاد الإيراني بعد الانتخابات الأمريكية

يرى الكثيرون في إيران أن أوضاع الاقتصاد الدولي مع فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية لن تكون كما كانت قبل 7 سنوات.

ميدل ايست نيوز: أدى حضور دونالد ترامب في هذا السباق الانتخابي، وهو المعروف بتاريخه الحافل بمعارضة إيران والانسحاب من الاتفاق النووي وما يسمى بسياسة “الضغط الأقصى”، إلى زيادة المخاوف بشأن عودة مثل هذه السياسات بعد فوزه مرة أخرى. على الضفة الأخرى، وعلى الرغم من أن مرشحة الديمقراطيين أدلت بتصريحات مناهضة لإيران، على الأقل من الناحية الاقتصادية، فإن دخولها البيت الأبيض يوفر منظوراً أفضل للناشطين الاقتصاديين في إيران.

يرى الكثيرون في إيران أن أوضاع الاقتصاد الدولي مع فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية لن تكون كما كانت قبل 7 سنوات، فإيران ومن خلال المشاركة في الاتفاقيات الإقليمية، تمكنت من تحييد بعض العقوبات القاسية المفروضة على الشعب الإيراني.

وقال الخبير الاقتصادي بيمان مولودي، لصحيفة اعتماد: كان لأمريكا، باعتبارها أكبر وأقوى اقتصاد في العالم، تأثير كبير على الاقتصاد الدولي وصاحب الكلمة الأولى للعديد من للأحداث الاقتصادية. كما أن السياسات الأميركية تتغير مع وصول كل حزب إلى السلطة. لذلك فإن أحد أهم ما يقلق الإيرانيين والناشطين الاقتصاديين هذه الأيام هو تأثير نتائج الانتخابات الأمريكية على الاقتصاد الإيراني.

وتطرق إلى وضع إيران الاقتصادي في المنطقة، وقال: تواجه إيران أيضًا منافسيها الإقليميين مثل تركيا والإمارات والسعودية وأذربيجان ودول أخرى. التصنيف الائتماني لإيران منخفض مقارنة بهذه الدول، ولا نستطيع جذب رؤوس الأموال، وعندما نريد الصعود على السلم الاقتصادي ستنخفض حصتها.

ويرى بعض الاقتصاديين الآخرين، مثل مرتضى عزتي، أن “الاقتصاد الإيراني لن يتغير كثيرًا مع عودة ترامب، وستزداد تجارة إيران مع الدول التي لا تربطها علاقات بأمريكا”.

يقول عزتي: استعدت إيران مبدأيا لعودة ترامب، لا سيما بعد انضمامها إلى شنغهاي والبريكس، وتوطيد علاقاتها مع دول جنوب شرق آسيا وأوزبكستان وروسيا وغيرها، والتي لا تخضع لإشراف أمريكا أو لديها تجارة مشتركة معها وارتباط كبير. بالتالي، لن تسبب عودة ترامب إلى البيت الأبيض تلك الصدمة للاقتصاد الإيراني التي حدثت في عامي 2018 و2019.

وحيد شقاقي شهري، الخبير الاقتصادي والأستاذ الجامعي، يتحدث أيضا لـ”اعتماد” عن الانتخابات الأميركية وتأثيرها على الاقتصاد الإيراني: على المدى الطويل، ستكون الإستراتيجية الكلية للديمقراطيين والجمهوريين ضد إيران هي نفسها، ولكن على المدى القصير، سيكونون مختلفين تمامًا في التكتيكات.

وفي معرض الإشارة إلى تاريخ ترامب وقراراته بشأن إيران، قال هذا الاقتصادي: الطريقة التي سيتبعها ترامب تندرج تحت توسيع العقوبات على أساس الضغط الاقتصادي، والمصطلح الذي يستخدمه هو الضغط الأقصى، والمسألة التي أثارها هي توسيع العقوبات على إيران لإجبارها على الجلوس على طاولة المفاوضات حتى يتمكن من الانتقام من الإيرانيين.

وأضاف شقاقي شهري: بالطبع أوضاع المنطقة هذه الأيام لا تسمح بالمضي قدما في المفاوضات بين إيران وأمريكا، لكن مع قدوم ترامب، فإن المفاوضات مع أمريكا ستصبح أكثر صعوبة وتعقيداً بالنسبة لإيران حتى بعد أن تهدأ التوترات.

وأكمل: شخصية ترامب تجعله يطالب الطرف الآخر بالكثير من التنازلات، وبما أن عملية اغتيال الشهيد سليماني قد تمت على يد ترامب، وبسبب النظرة السلبية لترامب في إيران، فإن فوز الجمهوريون في الانتخابات، يعني أنه لن يكون هناك أمل كبير في ملف خطة العمل الشاملة المشتركة.

وتابع الخبير الاقتصادي: في السنوات الأخيرة، عادت صادرات النفط الإيرانية إلى صادرات ما قبل العقوبات، ونمت عائدات البلاد النفطية، ووصلت صادرات النفط الإيرانية إلى 50-60 مليار دولار في تلك السنوات.

وأردف: وصلت صادرات النفط الإيرانية إلى أقل من 500 ألف برميل يوميًا خلال عهد ترامب، مما فرض ضغوطًا شديدة على قطاع النفط الإيراني وأجبر شركاء النفط الإيراني بشكل خاص على تقليل واردات النفط الإيرانية. فضلا عن أن السيناريو التالي لترامب كان استهداف صناعة البتروكيماويات.

وقال: في السنوات الأخيرة، حاول ترامب شل صادرات إيران من البتروكيماويات، لكنه لم يحصل على الفرصة، ولم يفز في الانتخابات، وتوقف بطريقة أو بأخرى السيناريو السيئ الذي كان يدور في أذهانهم بشأن إيران.

واختتم موضحا: بسبب المخاطر العالية المرتبطة بإيران، حاولت العديد من الدول تقليص علاقاتها التجارية مع إيران، وحتى في “معاهدة كاتسا” التي طبقت العقوبات الثانوية والأكثر شدة ضد إيران، تم تضمين القوات العسكرية الإيرانية في العقوبات. كل هذا حصل في عهد ترامب.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عشرين − ستة =

زر الذهاب إلى الأعلى