زيارة بزشكيان إلى القاهرة.. تعويض للغياب في اجتماع العقبة حول سوريا؟
إن الهدف الرئيسي من زيارة بزشكيان إلى القاهرة يجب أن يدور حول تأكيد وزن إيران في المنطقة بحيث لا يمكن لأي اتفاق أو تخطيط مستقبلي بشأن سوريا أن يتم دون مشاركة طهران.
ميدل ايست نيوز: ذكر موقع ميدل ايست نيوز نقلاً عن مصادره أن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان سيتوجه هذا الأسبوع إلى القاهرة للمشاركة في قمة مجموعة الدول الثماني النامية (D8).
وأفادت وسائل إعلامية أخرى بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، سيزور مصر يوم الخميس من هذا الأسبوع، حيث يُتوقع أن يلتقي رئيسا إيران وتركيا على هامش القمة للتباحث حول التطورات الأخيرة في سوريا.
يُذكر أن الحضور المتزامن لكل من بزشكيان وأردوغان في قمة القاهرة أثار آمال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في أن تكون هذه القمة بمثابة قناة أو جسر للحوار بين طهران وأنقرة ضمن معادلات المنطقة في مرحلة ما بعد سقوط بشار الأسد.
وفي تحليلها لهذه الزيارة المرتقبة، كتبت صحيفة “إيران” التابعة للحكومة الإيرانية: إن القاهرة اليوم تواجه واقعاً إيرانياً جديداً في عهد بزشكيان، واقع لا يجد بداً من الاستجابة لدعوة التعاون الإقليمي. إيران اليوم، بقيادة رئيس جمهورية محب للسلام، تفتح أبواب علاقاتها مع دول المنطقة واحدة تلو الأخرى، وتسعى لفرض عمقها الاستراتيجي في السياسة الخارجية ضمن علاقات لم تكن ممكنة سابقاً.
اجتماع العقبة.. ما دلالات أول تحرك عربي بشأن “سوريا الجديدة”؟
ولكن، بخلاف ما أشارت إليه صحيفة “إيران” الحكومية بشأن تأثير زيارة بزشكيان على تعزيز العلاقات الثنائية بين طهران والقاهرة، يرى جلال ساداتيان في حديثه مع صحيفة “شرق” أن أهمية هذه الزيارة لا تكمن في المشاركة في قمة مجموعة D8، بل في محاولة استعادة الدور المفقود لإيران في المنطقة بعد سقوط بشار الأسد.
وأشار هذا المحلل البارز في الشؤون الدولية إلى غياب إيران عن قمة “العقبة” الأخيرة في الأردن، التي شهدت تشكيل معادلات جديدة بشأن سوريا دون أي دور لطهران، معتبراً أن “الهيكل الجديد في سوريا يهدف إلى خلق نظام إقليمي جديد بمشاركة فاعلين إقليميين ودوليين، بهدف تقليص نفوذ إيران في غرب آسيا.
وأكد هذا الأستاذ الجامعي أن الهدف الرئيسي من زيارة بزشكيان إلى القاهرة يجب أن يكون “تأكيد وزن إيران في المنطقة بحيث لا يمكن لأي اتفاق أو تخطيط مستقبلي بشأن سوريا والشرق الأوسط أن يتم دون مشاركة طهران”.
من جهة أخرى، أشار ساداتيان إلى أن “في ظل العقوبات المفروضة على إيران وإدراجها ضمن القائمة السوداء لمجموعة العمل المالي (FATF)، فإن تعزيز العلاقات أو المشاركة في مؤتمرات اقتصادية إقليمية ودولية، مثل قمة D8 أو منظمة التعاون الاقتصادي (ECO) أو منظمة شنغهاي أو رابطة أمم جنوب شرق آسيا (آسيان) أو حتى مجموعة بريكس، لن تحقق نتائج ملموسة”.
وأكمل عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني الرابع أنه “يجب أن تكون الأولوية في زيارة بزشكيان إلى مصر هي تعزيز الوزن الدبلوماسي لإيران، لتعويض الغياب الإيراني عن قمة العقبة في الأردن”.
واستضافت مدينة العقبة جنوبي الأردن اجتماعاً (14 ديسمبر) لما عرف بـ”لجنة الاتصال العربية بشأن سوريا”، والتي تضم الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، والأمين العام لجامعة الدول العربية، إضافة إلى حضور وزراء خارجية الإمارات، والبحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، وقطر.
وأعقب اجتماع اللجنة، الذي غاب عنه ممثلون عن الثورة والقيادة السورية الجديدة، لقاءات مع وزراء خارجية تركيا والولايات المتحدة وفرنسا، وممثلين عن بقية أعضاء اللجنة المصغرة بشأن سوريا (بريطانيا وألمانيا)، إضافة إلى الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، والمبعوث الأممي لسوريا غير بيدرسون.
وأكد البيان الختامي للاجتماع “الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق واحترام خياراته، ودعم عملية انتقالية سلمية تمثل كل القوى السياسية والاجتماعية”، كما دان “توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة وجبل الشيخ والقنيطرة وريف دمشق”.
وبحثت الاجتماعات سبل دعم عملية سياسية جامعة بقيادة سورية “لإنجاز عملية انتقالية وفق قرار مجلس الأمن 2254، تلبي طموحات الشعب السوري الشقيق، وتضمن إعادة بناء مؤسسات الدولة، وتحفظ وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وحقوق جميع مواطنيها”.
كما خلص الاجتماع إلى تأكيد ضرورة تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة تشرف عليها الأمم المتحدة.