حديث تركي عن “ممر داوود”.. اتصال إسرائيل إلى المناطق الكردية في سوريا والعراق؟

في الوقت الذي تعود فيه الأزمة السورية إلى الواجهة مجددا مع تولي تحرير الشام لحكم البلاد، زادت هجمات إسرائيل على البنية التحتية العسكرية السورية.

ميدل ايست نيوز: في الوقت الذي تعود فيه الأزمة السورية إلى الواجهة مجددا مع تولي تحرير الشام لحكم البلاد، زادت هجمات إسرائيل على البنية التحتية العسكرية السورية، كما حققت إسرائيل تقدمًا ميدانيًا داخل الأراضي السورية. لكن هذه الخطوة الإسرائيلية قوبلت بانتقادات من وسائل الإعلام التركية، حيث اعتبرت هذه التحركات تعديًا على مجال النفوذ التركي الجديد، والأهم من ذلك أن إسرائيل تربطها علاقات وثيقة مع القوات الكردية في سوريا.

اعتبرت وسائل الإعلام التركية هذه الهجمات الإسرائيلية جزءًا من مشروع “ممر داوود” الذي تسعى إسرائيل لتحقيقه. على الرغم من أنه لم يُطرح هذا الممر بشكل رسمي حتى الآن، إلا أن وسائل الإعلام التركية اعتبرته أمرًا ذا أهمية.

وفقًا للتقارير، يشير “ممر داوود” إلى خطة جيوسياسية واستراتيجية في الشرق الأوسط تسمح لإسرائيل بالوصول المباشر إلى المناطق الكردية في سوريا والعراق. يبدأ هذا الممر من جنوب سوريا، مرورًا بمحافظات درعا والسويداء والتنف ودير الزور، ثم يتصل بإقليم كردستان العراق. الهدف الرئيسي من هذه الخطة هو إنشاء منطقة موالية للولايات المتحدة وإسرائيل، مما يسهل نقل النفط والأسلحة.

اعتبرت صحيفة “استقلال” التركية مؤخرا أن الوضع في سوريا وتراجع تأثير إيران وحزب الله وروسيا في البلاد، يشكل فرصة كبيرة لتركيا، وأشارت إلى ممر داوود كجزء من منافسة إقليمية جديدة بين تركيا وإسرائيل. هذه المخاوف التركية زادت خاصة في الأيام التي سبقت سقوط بشار الأسد، عندما بدأت قوات تحرير الشام بالتحرك نحو دمشق، في حين توسعت قوات سوريا الديمقراطية (SDF)، المتحالفة مع الولايات المتحدة وإسرائيل، في ريف الرقة ودير الزور ومنبج في محافظة حلب. على الرغم من أن القوات التركية تمكنت من تحرير منبج ودير الزور سريعًا، إلا أن أي سيطرة للقوات الديمقراطية على هذه المدن تعني أنها ستكون على بعد عدة مئات من الكيلومترات من معبر التنف، الذي يقع على حدود سوريا مع الأردن والعراق، ويمكنها من هناك التوجه غربًا نحو مرتفعات الجولان المحتلة في جنوب سوريا.

وبذلك، يمكن أن يبدأ المشروع الذي كان يحضر منذ سنوات في إسرائيل، تحديدًا من مرتفعات الجولان المحتلة، مرورًا بمدن شرق وشمال سوريا، وصولًا إلى العراق. من وجهة نظر وسائل الإعلام التركية، التي تتبنى سياسات الإحياء العثماني وترى الأمور من منظور ورثة الإمبراطورية، يُعتبر ذلك جزءًا من مشروع ممر داوود الذي تتصور إسرائيل أن تدعمه الولايات المتحدة باستخدام القوات الكردية لتحقيق “أرض الميعاد”.

إجمالًا، ترى وسائل الإعلام التركية أن هذا الممر إذا تحقق، سيحقق أهدافًا رئيسية تشمل: أولًا، ربط إسرائيل بسوريا والعراق بريا. ثانيًا، تحقيق الحلم الديني المزعوم حول “أرض الميعاد” بالوصول إلى نهر الفرات. ثالثًا، إقامة دولة كردية أو منطقة ذات حكم ذاتي في سوريا تُدمج مع كردستان العراق. ورابعًا، إنشاء مسار لإسرائيل لتأمين الأسلحة للمجموعات الكردية، وخاصة حزب العمال الكردستاني.

إذا تحقق هذا الممر أو إذا كانت إسرائيل تميل إلى اتخاذ هذا المسار، فإنه من المحتمل أن نشهد توترات وصراعات بين إسرائيل وتركيا. ومع ذلك، تشير التطورات والمواقف الأخيرة بين المسؤولين السوريين الجدد وتركيا بشأن إسرائيل إلى أنهم على الأقل في الظروف الحالية لا يسعون إلى تصعيد التوترات مع إسرائيل، لكن المستقبل قد يغير الظروف. بالإضافة إلى ذلك، يمكن البحث في الأهداف الرئيسية لإسرائيل التي قد تزيد من رغبتها في إنشاء ممر داوود في الوقت الراهن، وهذه الأهداف تشمل:

  1. الوصول الاستراتيجي إلى مصادر الطاقة: إذا تحقق هذا الممر، فإنه سيوفر طريقًا لنقل النفط والغاز من شمال العراق وسوريا إلى البحر الأبيض المتوسط، وهو أمر بالغ الأهمية لتلبية احتياجات الطاقة لإسرائيل وحلفائها.
  2. إقامة منطقة عازلة: الهدف الآخر من هذا المشروع هو القضاء على النفوذ الإيراني وحلفائها في سوريا والعراق ومنع تجدد هذا النفوذ.
  3. تعزيز النفوذ الإسرائيلي: إقامة علاقة مباشرة مع المناطق الكردية قد يساعد إسرائيل في تعزيز علاقاتها مع الأكراد، وفي نفس الوقت إضعاف الحكومات المركزية في سوريا والعراق، اللتين تمثلان منافسين محتملين لإسرائيل.
  4. تقوية قدرة إسرائيل العسكرية: هذا الممر قد يعزز قدرة إسرائيل على تأمين الأسلحة للمجموعات الكردية، مما يجعلها أكثر قوة في مواجهة منافسيها الرئيسيين في المنطقة.
تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 × 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى