من الصحافة الإيرانية: تأثير المفاوضات مع أمريكا على اقتصاد البلاد سيكون ملموسًا

إن معظم صادرات إيران غير النفطية يجب أن تجد طريقها إلى الأسواق العالمية والعلاقات الدولية والتواصل مع الجيران والاقتصاد العالمي أمر بالغ الأهمية بالنسبة لهذه الصادرات.

ميدل ايست نيوز: تعود المفاوضات النووية الإيرانية إلى الواجهة الإعلامية مجددًا، حيث أعلن الرئيس الإيراني مسعود بزشکیان، في مقابلة مع شبكة NBC الأمريكية عن استعداد بلاده للحوار الشفاف والمتساوي. وأكد في رده على إمكانية التفاوض مع دونالد ترامب أن “مشكلة إيران ليست مع الحوار، بل مع الالتزامات التي تترتب عليه. نحن التزمنا بتعهداتنا، لكن الطرف الآخر لم يلتزم”.

وفي نفس السياق، صرح عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، في تصريحات منفصلة، أن إيران لن تجري مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة حتى تعود الأخيرة إلى الاتفاق النووي. وقال: لقد أجرينا مفاوضات بناءة مع الدول الأوروبية الثلاث ونحن نبحث عن حل دبلوماسي. ولكن سياستنا مع الولايات المتحدة مشروطة بعودتها إلى الاتفاق النووي.

أهمية العلاقات مع دول العالم

وفي هذا السياق، يعتقد الخبراء والاقتصاديون، بالإضافة إلى الفاعلين في المجال الاقتصادي، أنه في حال تم التوصل إلى مفاوضات، فإن تأثيرها سيكون ملحوظًا على الاقتصاد الإيراني.

وفي حديثه لوكالة “خبر أونلاين”، قال حميد حسيني، الناشط الاقتصادي والأمين العام لغرفة التجارة المشتركة بين إيران والعراق، حول تأثير المفاوضات على الاقتصاد الإيراني: لقد سعت البلاد في الجوانب الثقافية والأمنية لتقليص العلاقات الخارجية، لكننا في المجالات الاقتصادية والعلمية والتكنولوجية نعتمد بشكل كبير على الخارج، لذا فإن العلاقات الدولية ذات أهمية كبيرة بالنسبة لنا.

وأضاف: إيران دولة نفطية، والمصدر الرئيسي لتمويل الميزانية هو الإيرادات النفطية. من ناحية أخرى، فإن معظم صادرات إيران غير النفطية تشمل المنتجات البتروكيماوية والمنتجات النفطية والفولاذ، التي يجب أن تجد طريقها إلى الأسواق العالمية. بناءً على ذلك، فإن العلاقات الدولية والتواصل مع الجيران والاقتصاد العالمي أمر بالغ الأهمية بالنسبة لنا. من هذا المنظور، يجب النظر إلى هذه المفاوضات وتقييم تأثيرها على الاقتصاد الإيراني.

وتابع الأمين العام لغرفة التجارة المشتركة بين إيران والعراق قائلًا: في السابق، كنا قد وضعنا شرطًا لبدء المفاوضات وهو عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي، لكن هذا لم يحدث. لقد مرَّت عدة سنوات منذ آخر مفاوضات مع أمريكا بعد الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه في عام 2016، حيث انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق في عام 2018.

وأكد حسيني: نظرًا للهيمنة التي كانت تتمتع بها الولايات المتحدة على الاقتصاد العالمي، فإن الجهود التي بذلتها أوروبا لتفعيل آلية إنستكس لم تكن فعّالة. وأظهر ذلك أن الشركات الأوروبية أيضًا تفضل الالتزام بالسياسات الأمريكية على حساب التعاون مع إيران. بمعنى آخر، أمريكا هي من يتحكم في إجمالي الناتج المحلي العالمي.

وأردف: ترفض الشركات الكبرى، حتى الصينية والروسية والأوروبية، التعامل مع إيران خوفًا من العقوبات التي فرضها ترامب، ولا ترغب في التعاون معها أو نقل التكنولوجيا إليها أو حتى الاستثمار في إيران.

وأشار حسيني إلى أنه على الرغم من أن هناك جهات في الولايات المتحدة تحاول الضغط على ترامب لفرض مزيد من العقوبات على إيران، فإن ترامب ظل صامتًا حتى الآن.

وأوضح: نحن بحاجة إلى الاقتصاد الدولي بشكل أساسي، فإذا تم التوصل إلى اتفاق عادل في المفاوضات، فإنه من المؤكد أنه سيفتح أبوابًا جديدة للاقتصاد الإيراني. كما أن المفاوضات والاتفاقيات الأولية ستكون لها تأثيرات إيجابية على نمو الاقتصاد وسعر الصرف والتضخم في إيران.

وأكد الأمين العام لغرفة التجارة المشتركة بين إيران والعراق أن “إيران بحاجة إلى الموارد المالية والمعدات والتكنولوجيا للتطور.وبالتالي، هناك كمية كبيرة من السيولة في العالم. أكبر مصادر الائتمان والاستثمار هي صناديق التقاعد الأمريكية، التي تكون مستعدة للاستثمار في المشاريع التي تتوفر فيها المبررات الاقتصادية”.

وأشار إلى أن المشاريع في إيران، خاصة في قطاع النفط والغاز، تعتبر جذابة للمستثمرين لأنها توفر عوائد سريعة بعد الانتهاء منها. وقال: إن مشاريع النفط والغاز في إيران جذابة جدًا للمستثمرين، لأن عوائدها تكون في السنة الأولى بعد الانتهاء من تنفيذ المشاريع، وكذلك مشاريع البتروكيماويات والمعادن أيضًا يمكن جذب المستثمرين إليها.

وفي الختام، قال حسيني: إيران بلد يفتقر إلى التمويل والموارد اللازمة للتطوير، لذلك يجب علينا كسر الحصار الاقتصادي المفروض علينا. إن تحرير الاقتصاد الإيراني من القيود التي تفرضها العقوبات سيحقق فوائد كبيرة، ويمكن أن يسمح لنا بفتح الأبواب للاستثمار والتعاون مع الشركات العالمية.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

15 + ثلاثة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى