إحصائيات مقلقة عن ارتفاع نسب الانتحار في إيران
يحذر الأطباء النفسيون والنشطاء في مجال الصحة النفسية من الاتجاه المتزايد لإنهاء الحياة في إيران.

ميدل ايست نيوز: زادت إحصاءات الانتحار في إيران خلال السنوات الثلاث أو الأربع الأخيرة بنسبة 10% سنويًا. ويحذر الأطباء النفسيون والنشطاء في مجال الصحة النفسية من الاتجاه المتزايد لإنهاء الحياة في إيران، قائلين إن هناك قفزة في هذا المجال، مما جعل إحصائيات إيران تزيد مقارنة بالدول الأخرى.
وكتبت صحيفة هم ميهن في تقرير لها، أن الأمر لا يتوقف عند الانتحار، فإحصائيات محاولات الانتحار والتفكير في الانتحار والتوزيع الجغرافي لهذه الظاهرة، تحمل رسالة هامة للمسؤولين: “الوضع حرج”. النساء ربات المنازل، العمال، الطلاب، والجامعيون، يتصدرون قائمة الأشخاص الذين ينهون حياتهم في إيران.
تعليق الإعلان عن إحصائيات الانتحار منذ عام 2022
قال حميد يعقوبي، الأخصائي النفسي السريري ورئيس جمعية الوقاية من الانتحار في إيران، قبل أن يقدم إحصائيات عن معدلات الانتحار في إيران، إنه سبق وأن أدلى بتصريحات حول هذا الموضوع وتم تشكيل ملف قضائي ضده. وأوضح أن إحصائيات الانتحار في إيران كانت تُنشر حتى عام 2022، ولكن تم إيقافها بعد ذلك.
وفيما يخص إحصائيات إنهاء الحياة في إيران، قال: قلنا للمنظمات العالمية إن نسبة الانتحار لدينا هي 3.4% مما يجعل ترتيبنا بين دول العالم 160، والذي ربما يشير إلى 160 دولة. بينما وفقًا للدراسات، النسبة لدينا هي 3.7%، ومنذ عام 2011، شهدنا زيادة في معدل الانتحار في البلاد. ففي هذا العام كانت النسبة 7.4، وفي عام 2022 وصلت إلى 8.1، وفي عام 2023 وصلنا إلى 8.9، ومن المتوقع أن تكون الإحصائيات عام 2024 أعلى.
وأضاف يعقوبي أن نسبة الوفيات الناتجة عن الانتحار لدى الرجال والنساء في العالم هي ضعف ما لدى النساء، أي أن الرجال يموتون من الانتحار بمعدل يزيد عن النساء، ولكن في إيران هذه النسبة أكثر من الضعف؛ حيث يبلغ معدل الانتحار لدى الرجال 11.5%، بينما لدى النساء 4.6%.
الاتجاه المتزايد للانتحار في إيران
وأشار يعقوبي إلى حالة الانتحار المتزايدة في إيران قائلاً: من عام 2000 إلى 2019، انخفضت نسبة الانتحار في العالم من 14% إلى 9.5%، بينما في إيران تجاوز النسبة خلال عام 2024 عتبة الـ 9.5%، ومن المتوقع أن تصل إلى 9.6% أو 9.7%؛ أي أنها ستكون أعلى من المعدل العالمي. هذه الإحصائيات تحمل رسالتين؛ الأولى هي أن الانتحار يمكن الوقاية منه، والثانية هي أن وضعنا يختلف عن وضع العالم.
ربات المنازل في المرتبة الأولى من حيث محاولات الانتحار
ووفقًا ليعقوبي، فإن وزارة الصحة تصدر إحصائيات محاولات الانتحار، بينما تصدر منظمة الطب الشرعي إحصائيات الوفيات. وبخصوص أساليب إنهاء الحياة، قال: في عام 2022، كانت 48% من محاولات الانتحار تتم بواسطة الشنق، و18% باستخدام حبوب الأرز السامة. في محافظة مازندران، 48% من حالات الانتحار تتم باستخدام الحبوب، و83% منها بسبب التسمم الدوائي. تقول منظمة الصحة العالمية إنه يجب تقييد الوصول إلى هذه الحبوب، وإذا تمكنا من السيطرة على هذه الحبوب في محافظة مازندران، سينخفض عدد حالات الانتحار بشكل كبير.
وتابع رئيس جمعية الوقاية من الانتحار في إيران: في عام 2022، كانت ربات المنازل في المرتبة الرابعة من حيث الوفيات الناجمة عن الانتحار، ولكنهن في المرتبة الأولى من حيث محاولات الانتحار بنسبة 32.8%، تليهن النساء العاملات بنسبة 18.8%، ثم الطلاب بنسبة 15.2%”.
الفئة العمرية بين 25 و34 سنة الأكثر عرضة للانتحار
وبحسب ما ذكره هذا الأخصائي النفسي، كانت الفئة العمرية بين 25 و34 عامًا هي الأكثر عرضة لمحاولات الانتحار في عام 2021. في دول العالم 58% من حالات الانتحار تحدث بين الأشخاص دون سن الخمسين و42% فوق سن الخمسين، بينما في إيران، 80% من حالات الانتحار تحدث بين الأشخاص دون سن الخمسين. وهذا يعني أن الانتحار في إيران يقضي على الشباب والعمال، مما يعكس حالة من اليأس في البلاد. ربما هؤلاء الأفراد لا يرون أملًا في المستقبل.
وأشار يعقوبي إلى الأوامر الحكومية التي صدرت لتجنب استخدام مصطلح “الانتحار”، فقال: قبل شهرين وصلته رسالة من وزارة العلوم باعتباره رئيس جمعية الوقاية من الانتحار، تطلب تغيير اسم الجمعية من “جمعية الوقاية من الانتحار” إلى “جمعية الأمل في الحياة في إيران”. لا تريد الحكومة ذكر كلمة ‘انتحار’. في جميع أنحاء العالم توجد جمعيات للوقاية من الانتحار، فهل من الممكن حذف اسمها؟ بينما كان شعار اليوم العالمي للوقاية من الانتحار هو ‘غيروا السرد وتعالوا لنتحدث عن ذلك’.