“وسط تحديات كبيرة”.. الحكومة الإيرانية تسارع إلى الاستثمار في الطاقة المتجددة لمواجهة أزمة الطاقة

تسعى الحكومة الإيرانية اليوم بسرعة غير متوقعة لتوسيع قطاع الاستثمار في الطاقة المتجددة دون النظر إلى التحديات الأساسية.

ميدل ايست نيوز: تسعى الحكومة الإيرانية، التي لم تكن تولي اهتمامًا كبيرًا للاستثمار في الطاقة المتجددة في السنوات الماضية، تسعى اليوم بسرعة غير متوقعة لتوسيع هذا القطاع دون النظر إلى التحديات الأساسية.

ولم تقاوم الحكومة الإيرانية، على عكس الماضي، التوجه نحو الطاقة المتجددة، بل تسعى إلى اتباع هذا المسار بحماس شديد؛ لكن دون النظر إلى العوائق الحقيقية. لا تزال المسائل الرئيسية مثل التمويل المستدام ونظام التسعير الشفاف والالتزامات التعاقدية للحكومة في شراء الكهرباء ومشاكل نقل الطاقة وغياب آليات دعم للمستثمرين غير محلولة. بينما يتجه العالم نحو نماذج اقتصادية تعتمد على الطاقة النظيفة، تسعى إيران لتنفيذ هذا التحول فقط من خلال الضغط الإداري والقرارات المفاجئة.

قد يؤدي هذا التسرع إلى ترك مشاريع غير مكتملة ومهجورة بدلاً من ازدهار صناعة الطاقة النظيفة، مما يجعلها في المستقبل لا تساهم فقط في أمن الطاقة في البلاد، بل تتحول إلى واحدة من أمثلة السياسات المكلفة وغير الفعالة.

العوائق الرئيسية لتطوير محطات الطاقة الشمسية في إيران

وفقًا للبيانات المقدمة من غرفة طهران، وصلت حصة الطاقة الشمسية في بعض الدول مثل أستراليا إلى 33٪، بينما لا تشكل هذه النسبة في إيران أي قيمة ملحوظة بسبب غياب السياسات الواضحة ومشاكل البنية التحتية.

في بعض الدول، يتم استخدام الطاقة الشمسية بشكل أساسي لتوفير الكهرباء خلال ساعات ذروة الطلب، ولكن لا توجد استراتيجية واضحة لهذا الأمر في إيران. دول مثل ألمانيا والولايات المتحدة، بالإضافة إلى تطوير محطات الطاقة الشمسية، قامت أيضًا بإنشاء البنية التحتية اللازمة للاستفادة المثلى. في حين أن في إيران، تواجه بعض المشاريع الشمسية تحديات متعددة بسبب نقص الدعم المالي والمشاكل في تأمين المعدات.

ما هي أهم العوائق لتطوير الطاقة الشمسية في البلاد؟

أحد العوائق الرئيسية هو الأعطال المبكرة للمحولات الشمسية وانخفاض كفاءة الألواح الشمسية بسبب الغبار والتلوث. في بعض المناطق، تؤدي الظروف المناخية مثل العواصف الرملية والرطوبة العالية إلى تآكل المعدات وزيادة تكاليف الصيانة.

وتكمن إحدى المشكلات الأساسية في غياب الدعم المالي المناسب من الحكومة وصعوبة جذب الاستثمارات الأجنبية. وبینما تعتمد العديد من الدول على الحوافز المالية والتعريفات الضامنة لشراء الكهرباء لتنمية هذا القطاع، فإن السياسات الداعمة في إيران لا تُنفذ بشكل صحيح.

ووفقًا للبيانات المتاحة، فإن عملية الحصول على تصاريح لإنشاء محطات الطاقة الشمسية طويلة ومعقدة. العديد من المستثمرين يتراجعون عن دخول هذا المجال بسبب غياب الشفافية في القوانين وعدم التنسيق بين الجهات المعنية.

ويكمن أحد التحديات الرئيسية في استغلال محطات الطاقة الشمسية في الحاجة المستمرة لتنظيف الألواح للحفاظ على كفاءتها. حيث أن الغبار، وخاصة في المناطق الصحراوية في إيران، يقلل بشكل كبير من كفاءة الألواح الشمسية. لكن بالنظر إلى أزمة نقص المياه في البلاد، فإن تأمين المياه لتنظيف هذه المعدات يمثل تحديًا كبيرًا. لكن في بعض البلدان، تم اقتراح طرق بديلة مثل التنظيف الجاف أو استخدام الروبوتات الذاتية، لكن تنفيذ هذه الحلول في إيران لم يتم على نطاق واسع بعد.

وتحدث محمد أمين زنكنه، أمين عام جمعية الطاقة المتجددة، عن التكنولوجيا الحديثة في مجال محطات الطاقة الشمسية، حيث ذكر أن التقدم في تصنيع الألواح الشمسية يقلل من الحاجة إلى التنظيف المستمر. وأضاف أن استخدام الألواح الشمسية ذاتية التنظيف والمغطاة بتكنولوجيا النانو يمكن أن يحل مشكلة استهلاك المياه في هذه المحطات إلى حد كبير.

من جانبه، قدم رضا دشتي، خبير في الشؤون الصناعية، حلولًا لتطوير محطات الطاقة الشمسية بشكل مستدام وأكد أنه بدون السياسات الصحيحة، لن يصل هذا القطاع إلى النمو المطلوب، وقال: من بين هذه الحلول، وضع استراتيجية وطنية لتطوير الطاقة الشمسية، وإنشاء حوافز مالية وتعريفات شراء الكهرباء الشمسية، وتعزيز البنية التحتية لنقل وتخزين الطاقة.

وأشار دشتي إلى أن الاستثمار في البحث والتطوير لتقليل التكاليف الفنية والصيانة، وإصلاح القوانين وتسهيل العمليات الإدارية لجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية تعد من الحلول الأخرى.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة × خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى