إيران… تحذيرات من الآبار العميقة في طهران وتأثيرها على ظاهرة الانخساف الأرضي

إن حفر أي بئر في مدينة طهران، وخاصة في المناطق الجنوبية والجنوبية الغربية، سيزيد من تسريع عملية الانخساف الأرضي، مما سيشكل ضررًا كبيرًا على طهران وسكانها.

ميدل ایست نیوز: أدى استمرار انخفاض معدلات هطول الأمطار في إيران وأزمة الجفاف وتحديات توفير مياه الشرب، إلى حدوث اختلال في ميزان استهلاك المياه، الأمر الذي يرض العاصمة طهران بالأخص إلى خطر الانخساف الأرضي. وفي الأسبوع الماضي، أعلنت منظمة المساحة الجغرافية في بيان رسمي عن زيادة معدل الانخساف الأرضي السنوي في بعض مناطق مدينة طهران من 17 سنتيمترًا إلى 30 سنتيمترًا.

وفي ظل هذا، تسعى شركة مياه الشرب والصرف الصحي لحفر أكثر من 50 بئرًا عميقًا في طهران لتوفير مياه الشرب. إلا أن هذا القرار قوبل بمعارضة من قبل أعضاء مجلس المدينة، حيث أرسل المجلس خطابًا إلى رؤساء السلطات العليا لمنع حفر هذه الآبار الجديدة، مع السعي لاتخاذ إجراءات جدية لمواجهة أزمة الانخساف الأرضي في طهران.

خفض استهلاك المياه؛ حل أزمة الانخساف الأرضي

وقال الدكتور علي بیت‌ اللهي، رئيس قسم الزلازل والهندسة والمخاطر في مركز أبحاث الطرق والإسكان والمدن، في مقابلة مع “دنياي اقتصاد“، في سياق الحديث عن تصاعد أزمة الانخساف الأرضي في طهران بالتزامن مع أزمة شح المياه: تسبب انخفاض معدلات هطول الأمطار في طهران، بالتوازي مع زيادة استهلاك المياه من الموارد السطحية والجوفية، في تفاقم أزمة الانخساف الأرضي في طهران. حيث بلغ أقصى معدل للانخساف الأرضي في المدينة من حوالي 20 سنتيمترًا في السنة في المناطق الجنوبية الغربية إلى حوالي 30 سنتيمترًا في السنة. وقد أكدت صور جديدة من منظمة المساحة الجغرافية هذه البيانات رسميًا.

وأضاف: الحل الوحيد لتجاوز أزمة الانخساف الأرضي في طهران هو السيطرة على موارد المياه السطحية من خلال إدارة استهلاك المياه في البلاد. حيث يُمثل قطاع الزراعة 90% من استهلاك المياه في البلاد، لذلك يجب أن تتم إدارة استهلاك المياه في هذا القطاع أيضًا. يجب تغيير أساليب الري وطرق الزراعة، ونوع المحاصيل المزروعة في الأراضي الزراعية والبساتين حول طهران، خصوصًا في المناطق الجنوبية الغربية.

وأشار مهدی بیرهادي، رئيس لجنة الصحة في مجلس مدينة طهران، خلال جلسة المجلس العلنية يوم أمس، إلى خطورة أزمة الانخساف الأرضي في المدينة وقال: محافظة طهران، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 15 مليون نسمة وكثافة سكانية تقارب 19 ضعفًا مقارنة ببقية أنحاء البلاد، تواجه أزمة شح المياه وانخساف الأرض بشكل متزامن.

وأفاد بیرهادي استنادًا إلى بيانات منظمة المساحة الجغرافية: معدل الانخساف الأرضي السنوي في بعض مناطق مدينة طهران يصل إلى 31 سنتيمترًا في السنة؛ مما يعني أن هذه المناطق ستواجه هبوطًا يصل إلى 3 أمتار بعد 10 سنوات، وهو ما يشير إلى حدوث كارثة واسعة النطاق. الأمر الذي قد يؤدي إلى تدمير المباني والبنية التحتية في المدينة، مما يعرض حياة العديد من المواطنين للخطر.

وأكد قائلًا: في ظل هذا، فإن حفر أي بئر في مدينة طهران، وخاصة في المناطق الجنوبية والجنوبية الغربية، سيزيد من تسريع عملية الانخساف الأرضي، مما سيشكل ضررًا كبيرًا على طهران وسكانها.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

15 + ثمانية =

زر الذهاب إلى الأعلى