“لا تعطلوا البلاد”… صحيفة إيرانية متشددة تنتقد المحادثات بين إيران وأميركا في مسقط

على الرغم من جميع التنازلات التفاؤلية في الداخل، إلا أن سير المفاوضات يشير إلى أن الطرف الأمريكي ليس لديه نية لتغيير سلوكه أو التراجع عن مطالبه غير المنطقية.

ميدل ايست نيوز: نشرت صحيفة كيهان مقالًا تحت عنوان “أفق مبهمة للتوافق مع ترامب، لا تعطلوا البلاد” وقالت: “إن فحص الاتجاهات التي أدت إلى المحادثات التي جرت يوم أمس في عمان لا يظهر أفقًا واضحة للتوافق مع ترامب. فعلى الرغم من التزام إيران وأولوية الدبلوماسية، فإن غياب التصور واتباع السيناريوهات البديلة والخطط الاستراتيجية في مجالات الاقتصاد والمعيشة يُعد من المخاوف الجادة للرأي العام داخل البلاد. تعطيل القضايا من خلال التفاوض هو استمرار لنفس المسار السام الذي ألحق خسائر بالبلاد في فترة الاتفاق النووي وأدى إلى تقديم تنازلات من المفاوضين في ذلك الوقت.”

وأضافت الصحيفة، التي يديرها شخص معيّن من قبل المرشد الأعلى الإيراني: “على الرغم من جميع التنازلات التفاؤلية في الداخل، إلا أن سير المفاوضات يشير إلى أن الطرف الأمريكي ليس لديه نية لتغيير سلوكه أو التراجع عن مطالبه غير المنطقية، وأن جميع تحركاته تظل ضمن نفس السلوك المعتاد لترامب في السياسة الخارجية الأمريكية.”

وأشارت الصحيفة في مقالها إلى أن: “الظروف والسياق الحالي للمفاوضات، بالإضافة إلى الموقف الأمريكي حتى مقارنة بفترة الاتفاق النووي، أسوأ بكثير. كما أن الخبراء الأمريكيين المشهورين ووسائل الإعلام والمجلات المتخصصة في السياسة الخارجية الأمريكية يرون أن التوصل إلى اتفاق مع ترامب أمر غير محتمل، ويعتقدون أن حصة أمريكا في فشل ووجود أي اتفاق محتمل هي أكبر من حصة إيران.”

وتابعت الصحيفة: “في مواجهة جميع التحليلات الداخلية والدولية حول المفاوضات الجديدة التي بدأت يوم أمس، يبدو من الضروري تصميم سيناريوهات بديلة في السياسة الخارجية، بالإضافة إلى الاعتماد على الخطط الاستراتيجية لتحسين الاقتصاد الوطني وإبطال تأثيرات أدوات الضغط من خلال العقوبات.”

وأضافت: “في ظل الظروف التي أظهرتها التجربة في السنوات الماضية والتي أظهرت أن الأمريكيين، وخاصة أمريكا ترامب، غير ملتزمين بالالتزامات الدولية، وإذا شعروا أن مصالحهم في خطر، فإنهم لا يترددون في التخلي حتى عن توقيعاتهم الرسمية. ومع ذلك، ما زال البعض في الداخل يترقب نتائج غير واضحة من المفاوضات التي تم اختبارها عدة مرات والتي أسفرت عن تشديد الضغوط المعيشية على الإيرانيين واستغلال العدو للفرص الدبلوماسية من أجل المماطلة.”

وسألت الصحيفة سؤالًا واضحًا ومباشرًا: “إذا كان الطرف الآخر في المفاوضات ليس لديه إرادة لرفع العقوبات ولا صدق في الالتزام بالاتفاقيات السابقة، فلماذا يجب ربط معيشة الشعب بحبل المفاوضات المهدم؟ هل لا يحتم العقل والتدبير أن نفعّل قدراتنا الداخلية بدلاً من النظر إلى الخارج، وأن نستخدم الإمكانيات المتاحة لتحسين الوضع الاقتصادي؟”

وأضافت الصحيفة: “في هذه الظروف، يجب أن تكون الأولوية الأولى للمسؤولين التنفيذيين في البلاد هي تصميم وتنفيذ ‘الخطة ب’؛ وهي مجموعة من الاستراتيجيات الاقتصادية والسياسية لإبطال تأثيرات العقوبات وتعزيز الإنتاج المحلي وزيادة الصادرات غير النفطية والسيطرة على سوق العملات وتحسين نظام التوزيع ومراقبة الأسعار. تعطيل البلاد على أمل التزام أمريكا ورغبتها في التفاوض، خاصة في ظل أنه حتى في أيام تنفيذ الاتفاق النووي، لم يتم رفع العقوبات بشكل فعال، لا يتماشى مع واقع السياسة ولا مع المصالح الوطنية.”

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

18 − 13 =

زر الذهاب إلى الأعلى