وزارة الصحة الإيرانية تحذر من تفشي الحصبة في البلاد بسبب حملات مناهضة اللقاح

أفادت تقارير واردة من محافظة يزد في إيران بتسجيل ثلاث إصابات مؤكدة بمرض الحصبة، واحتمال إصابة عشرات الأشخاص الآخرين.

ميدل ايست نيوز: بينما يواجه العالم عودة مقلقة للأمراض المعدية، أفادت تقارير واردة من محافظة يزد في إيران بتسجيل ثلاث إصابات مؤكدة بمرض الحصبة، واحتمال إصابة عشرات الأشخاص الآخرين.

وفي الوقت نفسه، حذّر مسؤولو وزارة الصحة والعلاج في إيران من تزايد المخاطر الناتجة عن حملات الدعاية المناهضة للقاحات التي يروج لها المدافعون عن شبه العلم والخرافات غير العلمية. فمنذ شتاء عام 2019، وتزامنًا مع تفشي فيروس كورونا في إيران، شهدت البلاد انتشارًا واسعًا للبيانات الزائفة التي تروّج لها جماعات دينية، تدّعي أن التطعيم مضر، أو تدعو لاستخدام أدوية مزيفة وعشبية بدلًا من اللقاحات، ما أدى إلى تفاقم الوضع الصحي.

وقد أصبحت معارضة هذه الجماعات للعلم الطبي والتطعيم تهديدًا خطيرًا للصحة العامة في إيران، ونتيجة لذلك، عادت للانتشار أمراض يمكن الوقاية منها بسهولة عبر اللقاحات. بل إن بعض هؤلاء الأفراد، من مداحين وخطباء دينيين، زعموا خلال فترة تفشي كورونا—وفي الوقت الذي عارض فيه المرشد الأعلى الإيراني إدخال اللقاحات الأمريكية والبريطانية إلى إيران—أن لقاح كورونا “مؤامرة غربية لتعقيم المسلمين” أو أنه “دليل على عدم الثقة بإرادة الله”.

وفي هذا السياق، صرّح مسعود شريفي، نائب مدير مركز الصحة في محافظة يزد، قائلًا: «من بين الحالات الثلاث المؤكدة للإصابة بالحصبة، لم يتلقّ طفلان منهما لقاح الحصبة حتى الآن، وقد تم إدخالهما المستشفى لفترة طويلة بسبب شدة المرض، وأُدخل أحدهما قسم العناية المركزة للأطفال نتيجة تدهور حالته الصحية. ما يقلق قطاع الصحة هو احتمال تشكّل أفكار ومعتقدات مجتمعية مناهضة للقاحات، ما قد يدفع الآباء إلى عدم اتخاذ الإجراء المناسب في الوقت المناسب لتطعيم أطفالهم».

وأضاف هذا المسؤول الحكومي: «هذا الإهمال يؤدي إلى زيادة معدلات الإصابة بأمراض يمكن الوقاية منها عبر اللقاحات، مثل الحصبة. فالتطعيم يُعدّ من أكثر الوسائل الصحية فاعلية للوقاية من مرض الحصبة، ويجب على الناس تجاهل الادعاءات الكاذبة المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص أضرار اللقاحات، لأنها لا تستند إلى أي دليل علمي موثوق».

وأوضح نائب مدير مركز الصحة في يزد أن أحد المصابين الثلاثة المؤكدين بالحصبة هو شخص بالغ، كما راجع عدد من الأشخاص الذين ظهرت عليهم أعراض الحصبة في الأيام الأخيرة المراكز الصحية والعلاجية في المحافظة، وتم أخذ عينات دم منهم بعد التشخيص المبدئي وإرسالها إلى المختبر المرجعي في طهران.

وأكد مسعود شريفي أن المنشورات المتداولة على الإنترنت التي تزعم أن اللقاحات ضارة «تعتمد على الجهل وقلة الوعي»، وشدد على ضرورة أن يبادر أولياء أمور الأطفال في إيران، وخاصة في محافظة يزد، إلى تطعيم أطفالهم في الوقت المناسب ضد الأمراض المعدية، وألا يعيروا أي اهتمام للإشاعات والمعلومات الكاذبة المناهضة للتطعيم سواء في الفضاء الرقمي أو الواقعي.

يُذكر أن تطعيم الأطفال ضد مرض الحصبة يُجرى عند عمر 12 شهرًا و18 شهرًا في مراكز خدمات الصحة الشاملة، ومراكز الصحة، والعيادات الريفية في جميع أنحاء إيران.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 − 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى