أزمة طاقة خانقة تضرب إيران: الصناعات والزراعة في حالة شلل

يواجه المنتجون والمزارعون في إيران أزمة غير مسبوقة في الإنتاج، إذ أدّت الانقطاعات الواسعة والمفاجئة للتيار الكهربائي إلى شلّ الصناعات في مختلف أنحاء البلاد.

ميدل ايست نيوز: يواجه المنتجون والمزارعون في إيران أزمة غير مسبوقة في الإنتاج، إذ أدّت الانقطاعات الواسعة والمفاجئة للتيار الكهربائي إلى شلّ الصناعات والوحدات الإنتاجية والقطاع الزراعي في مختلف أنحاء البلاد، ما أدّى بحسب الصناعيين إلى تراجع القدرة الإنتاجية إلى أدنى مستوى لها خلال العقود الثلاثة الماضية.

يأتي ذلك في وقت لم يقدّم فيه كبار المسؤولين الإيرانيين أي رد واضح على التساؤلات المتعلقة بالإهمال المزمن في تطوير البنية التحتية للطاقة وسوء الإدارة في الوزارات المعنية والعجز في السياسات العامة في هذا المجال.

وقد انتقد مهدي بستانجي، رئيس مجلس تنسيق المدن الصناعية في إيران، أداء وزارة الطاقة بشدة قائلاً: “إذا كان من المفترض أن يولد المواطن الكهرباء بنفسه، فلتُغلق وزارة الطاقة ولتوزَّع ميزانيتها على المواطن”. وأضاف أن الحكومة لا تقدم أي دعم يُذكر للإنتاج، “بل تطلب من المنتجين أن يتحمّلوا فشل الوزارات بأيديهم الفارغة”.

أما آرش نجفي، رئيس لجنة الطاقة في غرفة التجارة الإيرانية، فحذّر من أن استمرار هذا الوضع وارتفاع درجات الحرارة سيؤديان إلى إغلاق العديد من الوحدات الإنتاجية اعتباراً من نهاية يونيو المقبل.

وفي السياق ذاته، قال فرج‌ الله معماري، رئيس لجنة الاقتصاد في غرفة تجارة إيران، إن قرارات الحكومة الجديدة برئاسة “بزشکیان” التي يُروّج لها كدعم للمنتجين، هي في الحقيقة “نقل لمسؤولية الأزمة إلى عاتقهم”.

ولم يسلم مربو الماشية من هذه الأزمة. فقد صرّح أحد المربين في محافظة مازندران بأن انقطاع الكهرباء أدى إلى اضطرابات شديدة في عملية حلب الأبقار وإصابتها بالتهابات الضرع.

وذكرت وكالة “إيلنا” العمالية، أن انقطاع مفاجئ للكهرباء في مدينة رامهرمز تسبب بحريق في غرفة التجهيزات بأحد مزارع الدواجن، ما أدى إلى نفوق طنين من الدجاج. وأوضح حسين سليماني، مدير وحدة الإنتاج، أن انعدام التخطيط الكامل للانقطاعات وعدم استجابة المسؤولين فاقم الأضرار، مؤكداً حاجته إلى دعم مالي يزيد عن 1.5 مليار تومان لإعادة تشغيل منشأته.

من جهته، أرجع عباس علي‌ آبادي، وزير الطاقة الإيراني، جزءاً من هذه الأزمة إلى نشاطات تعدين العملات الرقمية غير القانونية، قائلاً: “كل جهاز تعدين يستهلك كهرباء توازي مكيفاً هوائياً”.

وفي مقابلة على التلفزيون الرسمي، قال علي‌ آبادي: “لم أقل إن الكهرباء لن تنقطع العام المقبل”، مضيفاً: “كيف يمكن حل فجوة مقدارها 20 ألف ميغاواط خلال سبعة أو ثمانية أشهر؟”

وفي سياق موازٍ، أقرّ وزير النفط الإيراني، محسن باك نجاد، يوم الجمعة بأن القدرة الإنتاجية للكهرباء في إيران “هي كما هي” ويجب “التحول من سياسة زيادة الإنتاج إلى إدارة الاستهلاك”، على حد تعبيره.

أما في مجال الأدوية، فقد حذر رسول نظري‌ فرد، مدير صيدلية الأمراض الخاصة المعتمدة في إيران، من أن انقطاع الكهرباء يؤدي إلى تلف أدوية مبردة تقدر قيمتها بالمليارات، مشيراً إلى أن أقل من 2٪ من الصيدليات تمتلك مصادر طاقة بديلة.

أما في القطاع الزراعي، فقد وردت تقارير عديدة عن انقطاع الكهرباء عن آبار المياه لمدد تتراوح بين 5 إلى 10 ساعات، وتراجع إمكانية الوصول إلى الأسمدة الكيماوية وتضرر أنظمة الري. وأفاد أحد نواب البرلمان بأن مصانع الصناعات الكيماوية غير قادرة على توفير الأسمدة للمزارعين بسبب الانقطاعات.

وفي مدن مثل مشهد وأردبيل يزد وكرج، أفاد المزارعون خلال الـ48 ساعة الماضية بأن محاصيلهم دُمّرت نتيجة الانقطاع الواسع للكهرباء.

من ناحية أخرى، احتج بعض أعضاء البرلمان على “التمييز في قطع الكهرباء”، حيث قالت النائبة سارا فلاحي إن الصناعات الصغيرة، بحكم ضعف إمكانياتها، تتحمّل العبء الأكبر من هذه الانقطاعات.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عشرين − 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى