وزير الخارجية العراقي: محادثات إيران مع السعودية ومصر والأردن بدأت في بغداد

قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إن التطورات في سوريا شأن داخلي يخص سوريا وشعبها، ونحن نحترم إرادة الشعب السوري.

ميدل ايست نيوز: شارك فؤاد حسين، وزير الخارجية العراقي، في اليوم الثاني من مؤتمر “منتدى طهران للحوار 2025”.

وكتب موقع “دبلوماسي إيراني“، أن حسين تناول في كلمته الملف السوري، وقال: “قبل كل شيء، يجب أن أؤكد أن التطورات في سوريا شأن داخلي يخص سوريا وشعبها، ونحن نحترم إرادة الشعب السوري. لكن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في سوريا والعراق مترابطة، ولذلك نولي اهتماماً بالغاً بالوضع السوري، ونولي أهمية خاصة للأزمة السورية وتطوراتها، بما في ذلك القضايا الاقتصادية والعقوبات المفروضة على سوريا. ولهذا السبب أكدنا دوماً استعدادنا للتعاون مع الحكومة السورية”.

وأكد فؤاد حسين أن سوريا تحتاج إلى الاستقرار وعملية سياسية شاملة، مشيراً إلى أن الاستقرار في سوريا لا يمكن تحقيقه من دون هذه العملية الشاملة. وأضاف أن سوريا تواجه مشاكل عديدة، حيث تتواجد قوات أميركية وفرنسية وتركية في شمال شرق البلاد، وتنتشر القوات الروسية في المناطق الساحلية، بينما الجنوب السوري تحت الاحتلال الإسرائيلي. ولهذا فإن سوريا بحاجة إلى عملية سياسية متكاملة. وشدد على أن أي تطورات في سوريا سيكون لها تأثير مباشر على العراق.

وفيما يخص دور العراق في حل الأزمات الإقليمية، قال وزير الخارجية العراقي: “نحن نؤمن بالحوار، وقد لعب العراق دائماً دوراً مهماً في تقريب وجهات النظر وحل الخلافات بين الدول. من ذلك انطلقت من بغداد حوارات بين إيران والسعودية، وإيران ومصر، وإيران والأردن. كانت بغداد منصة اللقاءات الأولى بعد نشوب الأزمات، وبدأت فيها محاولات حلّها. نحن نتابع دوماً سياسة الحوار والتفاوض. لقد تعلمنا من تجاربنا السابقة في ظل نظام البعث، الذي كان يعمّق التوترات ويحاول حلّ الأزمات بالقوة. لا نريد العودة إلى تلك المرحلة، ونؤمن تماماً أن الحلول لا تأتي إلا عبر الحوار والتفاوض”.

وتحدث وزير الخارجية العراقي عن القمة العربية التي عُقدت في بغداد يوم السبت 17 مايو، وقال عن نتائجها: “قبل أي شيء، علينا أن ندرك الواقع الموجود في العالم العربي، فهو مؤلم. هناك حروب أهلية جارية في ليبيا والسودان، وفلسطين ولبنان في حالة حرب مع إسرائيل. تم التطرق إلى هذه القضايا خلال القمة العربية في بغداد، وتم اتخاذ قرارات مهمة بشأنها. من جهة أخرى، كان هذا الاجتماع إنجازاً مهماً للعراق، فقد رأى القادة العرب بوضوح التقدم الذي أحرزه العراق، وأكد هذا الاجتماع أن الاستقرار قد عاد إلى بغداد، وأن العراق يتمتع بحالة من الاستقرار الشامل. وقد تم التأكيد خلال الاجتماع على أهمية حل الخلافات من خلال استمرار الحوار. العراق يترأس الجامعة العربية للعام القادم، ونسعى إلى أداء هذه المسؤولية بأفضل شكل ممكن. لدينا مبادرات لحل الأزمات الحالية، ولدينا خطط بشأن ليبيا والسودان واليمن، ونشعر بمسؤوليتنا تجاه حلّ هذه القضايا”.

أما عن الوضع الاقتصادي في العراق وخطط الحكومة للإنعاش الاقتصادي، فقال حسين: “كما تعلمون، أنا إلى جانب كوني وزير الخارجية، أشغل أيضاً منصب نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية، وأتولى قيادة الفريق الاقتصادي للحكومة. أعلم تماماً مدى اعتماد العراق على النفط، وهذا الاعتماد سبب لنا الكثير من المتاعب. لكن من أجل تنويع اقتصادنا، بدأنا بالاستثمار في مجال الغاز، ونتوقع أن يصبح العراق منتجاً للغاز بحلول عام 2028. كما تم تنفيذ استثمارات جيدة في قطاع البتروكيماويات، وسنصبح قريباً من الدول الرائدة في هذا المجال. كذلك نبذل جهوداً كبيرة في تطوير القطاع السياحي.

وأكمل: العراق أيضاً بلد زراعي خصب، لكنه يعاني منذ سنوات من أزمة الجفاف، مما أثر سلباً على الزراعة. فتحنا أبواب الاستثمار، وتمكنا خلال السنوات الأخيرة من جذب نحو 78 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية، ونهدف إلى رفع هذا الرقم في السنوات المقبلة.

وقال: نحتاج إلى إصلاحات في البيروقراطية وثقافة المركزية، وهي مشاكل موروثة من عهد حزب البعث. نسعى جاهدين لإصلاح هذا الوضع، ونسير نحو إرساء نظام لا مركزي يتماشى مع ما ينص عليه الدستور.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

9 − 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى