لقاءات عراقجي في القاهرة.. العلاقات مع مصر وفلسطين والملف النووي الإيراني

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن العلاقات بين مصر وإيران أفضل من أي وقت مضى، مؤكدًا أنها تشهد تقدمًا كبيرًا.

ميدل ايست نيوز: استقبل الرئيس المصري اليوم، كلاً من وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، ومدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، في لقاءين منفصلَين بحضور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين في الخارج، واللواء حسن رشاد رئيس جهاز المخابرات العامة. ونقل وزير الخارجية الإيراني، رسالة شفهية إلى السيسي من الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، تتضمن تأكيدَ أهمية تطوير العلاقات بين القاهرة وطهران، وهو ما ثمّنه السيسي، مشيراً إلى انفتاح مصر على استكشاف آفاق التعاون المشترك بين البلدين.

وأكد السيسي، خلال لقائه عراقجي، موقفَ مصر الرافض لتوسيع دائرة الصراع في المنطقة، محذراً من مخاطر انزلاق الشرق الأوسط إلى حرب إقليمية شاملة ستكون لها تداعيات كارثية على شعوب ودول المنطقة، كما شدّد على ضرورة وقف إطلاق النار الفوري في قطاع غزة، وتسريع دخول المساعدات الإنسانية، إلى جانب تأكيده ضرورةَ عودة الملاحة الدولية إلى طبيعتها في مضيق باب المندب والبحر الأحمر. من جانبه، عبّر وزير الخارجية الإيراني عن تقدير بلاده للدور المصري في استعادة الاستقرار الإقليمي، مؤكداً أهمية استمرار التنسيق والتشاور بين الجانبَين.

وفي سياق متصل، التقى السيسي بمدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إذ أكد تقديرَ مصر للدور الحيوي الذي تقوم به الوكالة في تعزيز منظومة عدم الانتشار النووي، مشدداً على دعم مصر الثابت لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط.

وقال السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن اللقاء تطرق أيضاً إلى الأوضاع الإقليمية، إذ شدّد السيسي على ضرورة تبني مقاربة شاملة لمعالجة قضايا الأمن الإقليمي كافّة، بما في ذلك ملف نزع السلاح النووي، باعتباره عنصراً محورياً في تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط. من جهته، أثنى غروسي على الجهود المصرية التاريخية في دعم قضايا نزع السلاح وعدم الانتشار، مؤكداً استعداد الوكالة لتعزيز التعاون مع مصر في هذا الإطار، لا سيّما في الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية.

عراقجي من مصر: لن يكون هناك اتفاق يحرمنا حقوقنا النووية

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن العلاقات بين مصر وإيران أفضل من أي وقت مضى، مؤكدًا أنها تشهد تقدمًا كبيرًا. وبشأن تبادل السفراء، أوضح أن ذلك “ليس نقطة مصيرية” في العلاقات مع مصر، مضيفًا: “علاقاتنا تسير بشكل جيد، ولسنا على عجلة من أمرنا، متى ما كانت مصر مستعدة لتبادل السفراء، فنحن مستعدون”.

وأشار إلى أنه التقى الرئيس المصري، أربع مرات منذ توليه مهام منصبه، بينهما مرتان كانتا برفقة الرئيس الإيراني مسعود يزشكيان، قائلًا إنه “لم يعقد هذا العدد من اللقاءات مع باقي رؤساء المنطقة”. وذكر أنه التقى بوزير الخارجية المصري هذا العام، أكثر من 10 مرات، مشيرًا إلى أن الأمر يدل على الأهمية التي يوليها البلدان لتعزيز العلاقات الثنائية. كما لفت إلى الاتفاق على إجراء مشاورات سياسية مستمرة بين البلدين، وزيادة حجم التبادل التجاري، إضافة إلى زيادة تبادل السياح من الجانبين.

وذكر أن المباحثات تناولت قضايا المنطقة خاصة فلسطين ولبنان واليمن، مؤكداً “أننا نطالب بوقف فوري ومستدام لإطلاق النار”، وأضاف “لا يوجد أي مانع لتطوير العلاقات بين إيران ومصر واتفقنا على زيادة التبادل التجاري والسياحي”، وأضاف أن مباحثاته خلال الزيارة “كانت جيّدة للغاية”.

وعن عمليات الحوثيين في البحر الأحمر، قال إنها “ضد السفن الإسرائيلية أو التي تتجه إلى الكيان الصهيوني”. وتطرق عراقجي، خلال المؤتمر الصحافي، إلى المفاوضات الإيرانية الأميركية وقال إن “أميركا إذا أرادت حرماننا من التقنية النووية لن يكون هناك اتفاق حتماً”، مؤكداً “برنامجنا النووي سلميّ وليس لدينا ما نخفيه حوله”، وأكد أن بلاده ستستمر في المفاوضات حتى تأمين مصالحها و”الدبلوماسية هي الحل”، داعياً إلى جعل الشرق الأوسط خالياً من الأسلحة النووية، وشدد عراقجي على أن تخصيب اليورانيوم في إيران “حقّنا وفق المعاهدات الدولية”، متهماً الغرب بأنه “لا يريد لإيران تحقيق أي إنجاز علمي”، ومؤكداً أن الغرب يدعم في الوقت ذاته “الكيان الصهيوني بأيّ ثمن”.

كما قال عراقجي إن غروسي قد جاء إلى مصر لأمر آخر، “لكنّنا ناقشنا ملف إيران النووي والمفاوضات”، مضيفاً أنه “ينبغي ألا تؤثر الضغوط الغربية على الوكالة، ويجب أن تحافظ الوكالة على هويتها المستقلة والفنية.”، متهماً دولاً “بممارسة الضغط على إيران عبر الوكالة ونأمل ألّا تقع الوكالة في هذا الفخ”.

عبد العاطي: حريصون على منع التصعيد في المنطقة

من جانبه، قال عبد العاطي إن لقاء السيسي مع عراقجي شهد حوارًا موسعًا حول حول العلاقات الثنائية والملف النووي الإيراني، والحرص المصري على منع التصعيد في المنطقة، والعمل على الحيلولة دون انزلاقها إلى حالة من عدم الاستقرار والفوضى. وأكد أن “هناك إمكانيات لمزيد من تطوير العلاقات الثنائية، مع الأخذ بعين الاعتبار شواغل كل طرف”، مشيرًا إلى الاتفاق على إطلاق مسار للمشاورات السياسية على المستوى دون الوزاري، يعقد بشكل دوري.

إلى ذلك، نشر غروسي، صورة من لقائه الثلاثي مع عراقجي، وعبد العاطي وزير خارجية مصر، في القاهرة على صفحته الرسمية في منصة إكس، قائلاً: “لقاء في الوقت المناسب في القاهرة مع بدر عبدالعاطي وزير خارجية مصر وعراقجي وزير خارجية إيران. أشكر مصر على دورها البنّاء في دعم الحلول السلمية والدبلوماسية للتحديات الإقليمية”.

وأفادت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان أن هذا اللقاء عقد بالعاصمة المصرية بناء على طلب غروسي، وأن عراقجي “ذكّر الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومديرها العام، بمسؤوليتهما في أداء الواجبات الموكلة إليهما بشكل احترافي”.

كما انتقد وزير الخارجية الايراني، حسب البيان، “المزاعم العارية عن الصحة التي وردت في تقرير الوكالة الأخير بشأن البرنامج النووي الإيراني السلمي”، وأكد بأنه يجب على الوكالة الدولية بالا تسمح أن تكون مصداقيتها خاضعة للضغوط السياسية ونوايا بعض الدول الأعضاء.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

19 − 6 =

زر الذهاب إلى الأعلى