محلل في الشؤون الدولية: ترامب لا يريد الوصول إلى طريق مسدود بشأن القضية النووية الإيرانية

أكد محلل في الشؤون الدولية أن المقترح الأميركي الأخير كان في جوهره ذريعة فُرضت من قبل اللوبي الصهيوني على ترامب بهدف إفشال المفاوضات، إذ كانوا يدركون أن إيران لن تقبل التخصيب الصفري.

ميدل ايست نيوز: أوضح محلل في الشؤون الدولية في تقييمه للمقترح الأمريكي الأخير لإيران وإمكانية التوصل إلى اتفاق مؤقت في مسار مسقط، أن الحديث في البداية كان يدور حول إمكانية التفاوض بشأن الملف النووي ومدى الصواريخ والقضايا الإقليمية، لكن في الجولة الثانية التي عُقدت في روما، تم الاتفاق على التركيز فقط على المسائل النووية.

وفي تصريحات لإيلنا، أضاف جلال ساداتیان أنه “خلال إحدى جولتين من المفاوضات، أدى الضغط الذي مارسه نتنياهو وفريقه المؤيد له داخل الولايات المتحدة، والمعروف باسم “أيباك”، إلى أن يُدلي ترامب وويتكوف بتصريحات تنص على أن “التخصيب بنسبة صفر بالمئة” يجب أن يكون شرطاً للتوصل إلى اتفاق. هذا الطلب من الجانب الأمريكي كان في جوهره ذريعة فُرضت من قبل اللوبي الصهيوني على ترامب بهدف إفشال المفاوضات، إذ كانوا يدركون أن إيران لن تقبل التخصيب الصفري”.

وذكر أن مضمون المقترح الأميركي الأخير يتمحور حول مطلب التخصيب الصفري، مؤكداً أن إيران أوضحت موقفها بأن بإمكانها تقديم ما يلزم لبناء الثقة، لكنها لا تجد مبرراً لنقل عملية التخصيب إلى خارج أراضيها، ثم تضطر بعد ذلك إلى التوسل لتأمين احتياجاتها.

وأكد محلل الشؤون الدولية أن قلق الجانب الأمريكي يتمثل في احتمال أن ترفع إيران مستوى التخصيب متى شاءت بفضل التكنولوجيا التي تمتلكها، معتبراً أن هذا التخوف غير بعيد عن الواقع. لكنه شدد في المقابل على أن إيران دفعت ثمناً باهظاً في هذا الملف، وأصبح الموضوع النووي بالنسبة لها مسألة ذات طابع سيادي وكرامة وطنية.

وقال ساداتیان إن إيران، مدفوعةً بمبرراتها، رفضت المقترح الأمريكي، وعلى الأرجح، ونظراً لأن ترامب لا يسعى إلى الدخول في حرب، فإن الطرفين سيتوصلان إلى حل وسط، يُبقي على التخصيب داخل إيران مقابل زيادة الرقابة والتفتيش.

وفيما يخص التحركات الأوروبية الأخيرة المتعلقة بالملف النووي الإيراني، أوضح الخبير الإيراني أن الأوروبيين يسعون أيضاً لتحقيق مكاسب، ويسعون إلى إيجاد توازن بين ملف تخصيب اليورانيوم الإيراني والملف الأوكراني في علاقاتهم الدولية. وأعرب عن مخاوفه من أن يتوصل ترامب إلى اتفاق مع روسيا حول أوكرانيا ويضغط على الأوروبيين، ما يدفعهم إلى استخدام آلية “الزناد” كورقة ضغط على إيران، بغية تحقيق توازن يخدم مصالحهم ويُسهم في معالجة قضية أوكرانيا.

وأكد ساداتیان أنه لا ينبغي توقع حل جذري وشامل للمشكلات في الوقت الراهن، مرجحاً إمكانية التوصل إلى اتفاق مؤقت ومحدود يسمح بتجاوز المرحلة الحالية، خاصة في ظل الوضع غير المستقر الذي يعيشه ترامب، والذي يتعرض لهجمات عنيفة حتى من قبل الصهاينة أنفسهم. وأشار إلى أن القضايا الثلاث التي كان ترامب قد طرحها، وهي الملف النووي الإيراني، القضايا الإقليمية، وأوكرانيا، يضاف إليها الآن موضوع الصين، بالإضافة إلى فرضه تعريفات جمركية على أوروبا، كلها واجهت عراقيل وأزمات، ولم تحقق نتائج ملموسة.

واختتم بالقول إن ترامب أثار مسألة فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على أوروبا وكذلك على الصين، ما أدى إلى تصعيد في الموقف الصيني، بينما ردّت إيران على مواقفه أيضاً، كما تراجع في قضية ضم كندا وجرينلاند. وأوضح أن ترامب ركّز في الآونة الأخيرة على قضايا منطقة الشرق الأوسط باعتبارها الأسهل، لكنه مع طرحه لفكرة التخصيب الصفري يبدو الآن متجهاً نحو مأزق حقيقي، معتبراً في الوقت نفسه أنه من غير المرجح أن يسمح ترامب بانهيار هذا المسار، ومن المرجح أن يسعى إلى التوصل إلى نوع من الاتفاق على الأقل في هذا الملف.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

18 − 15 =

زر الذهاب إلى الأعلى