من الصحافة الإيرانية: قلة فقط في إيران مستعدة لتحمل مسؤولية “اتفاق سيئ”

صرّح الرئيس السابق للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني بأن قلّة قليلة فقط في إيران مستعدة لتحمل مسؤولية التوقيع على اتفاق سيئ.

ميدل ايست نيوز: صرّح الرئيس السابق للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني بأن قلّة قليلة فقط في إيران مستعدة لتحمل مسؤولية التوقيع على اتفاق سيئ، موضحا أن بعض التيارات السياسية قد أضاعت بالفعل فرصتين للتوصل إلى اتفاق (الفرصة الأولى في السنة الأخيرة من حكومة روحاني، والثانية في السنة الأولى من حكومة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي).

وأكد حشمت الله فلاحت‌ بيشه، في حديث لموقع فرارو أنه في حال تم التوصل إلى اتفاق سيئ يستند إلى إملاءات الطرف الأمريكي، فإن ذلك سيُعتبر نقطة ضعف لأولئك الذين يوقعون مثل هذا الاتفاق في حكومة مسعود بزشكيان، وسيؤدي إلى مقارنته بالاتفاقين اللذين لم يُبرما سابقاً، مما يمهد لظهور تحديات داخلية في إيران.

وقال إنّه إذا كان الطرفان يسعيان فعلاً إلى اتفاق مستدام، فعليهما منح فرصة زمنية تتراوح من ثلاثة إلى ستة أشهر للدبلوماسيين، ليتمكنوا خلالها من التوصل إلى اتفاق شامل. فمن دون هذا النوع من الاتفاق، فإن الأزمة الحالية لن تُحل، بل سيتم فقط تأجيل الأزمات، فيما ستستمر التحديات.

وأضاف البرلماني الإيراني السابق أن إيران لا يمكنها تحقيق ما تحتاجه من مكاسب عبر الاتفاقات المؤقتة، لأنها كثيراً ما تتلقى وعوداً مؤجلة في مقابل تقديمها تنازلات فورية، وفي هذه المعادلة تخسر إيران دوماً على صعيد المكاسب الفورية. فالأميركيون في الخطاب الإعلامي لا يعترفون بحق إيران في التخصيب.

وتابع قائلاً: بعض وسائل الإعلام تدعي أنها اطلعت على نص الرسالة الأمريكية، وإذا ما افترضنا صحة هذه الادعاءات، مثل تلك التي أوردها موقع “أكسيوس”، فإن المقترح الأمريكي يعني السماح بتخصيب رمزي، غير صناعي، ومؤقت في إيران، مقابل انتزاع الكثير من الامتيازات من الجانب الإيراني. وهنا، أي مسعى نحو اتفاق محدود ومؤقت سيكون بلا جدوى استراتيجية.

وأضاف فلاحت‌ بيشه أن الدول الأوروبية والوكالة الدولية للطاقة الذرية تسعيان إلى نوع من التعاون، مشيراً إلى أن تقرير المدير العام للوكالة رافائيل غروسي يُعد بمثابة تقرير صادر بالنيابة عن الترويكا الأوروبية. كما يدرك الأوروبيون أن ترامب قد أقصاهم عن طاولة المفاوضات، وهم قلقون من أن الاتفاق المحتمل بين إيران والولايات المتحدة قد يُفقدهم السيطرة على آلية “الزناد”، وهي الأداة الوحيدة المتبقية لديهم في العلاقة مع إيران، لذا يسعون بشتى السبل إلى الحفاظ عليها وعدم خسارتها عبر تقرير غروسي.

وأوضح أنه إذا أعلن غروسي في تقريره أن إيران قد خالفت الاتفاق النووي (الذي أُقرّ في قرار مجلس الأمن رقم 2231)، فبإمكان الدول الأوروبية إصدار قرار جديد، يمهد لإحالة ملف إيران إلى مجلس الأمن، سواء عبر أحكام مجلس محافظي الوكالة أو من خلال القرار 2231. وشدد على ضرورة أخذ الطرف الآخر، أي إسرائيل، على محمل الجد، موضحاً أن الولايات المتحدة تستخدم كل من إسرائيل وآلية الزناد كأداتين للضغط، دون أن تتبنى بالكامل سياسات تل أبيب أو العواصم الأوروبية. وأضاف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعتبر أن تنفيذ عمل عسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية من حقوق إسرائيل، ويعلم أن التوصل إلى اتفاق بين إيران وأمريكا قد يعني نهاية حياته السياسية، لذلك يسعى بشدة إلى خلق أجواء حرب ضد إيران.

وأكمل الرئيس السابق للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني  أن قلة فقط في إيران مستعدة لتحمل مسؤولية توقيع اتفاق سيئ. فحتى مع علم الجميع بأن بعض التيارات السياسية قد أهدرت فرصتين للتوصل إلى اتفاق (في نهاية عهد روحاني وبداية عهد رئيسي)، فإن توقيع اتفاق جديد، يُنظر إليه على أنه خضوع للإملاءات الأمريكية، سيُعد نقطة ضعف في سجل الحكومة الجديدة، ويفتح الباب أمام مقارنته بالنصين السابقين غير الموقعين، مما يعزز الانقسامات السياسية في الداخل.

وختم بالقول إن مواقف السياسيين على طرفي التفاوض تُظهر أن معظم ما يُطرح موجه إلى جمهورهم الداخلي، مشيراً إلى أن ترامب وصف الاتفاق النووي مراراً بأنه أسوأ اتفاق في تاريخ الولايات المتحدة، لذلك يسعى إلى تقديم اتفاق بديل ومستقل عن الاتفاق النووي السابق. وإذا ما نجح في ذلك، فمن الطبيعي أن يُنظر إلى هذا الاتفاق الجديد في إيران على أنه اتفاق سيئ.

وأكد أنه إذا كانت لدى الطرفين نية حقيقية للتوصل إلى اتفاق، فيمكنهما اتخاذ خطوات من شأنها تخفيف حدة الانقسامات الداخلية. لكنه شدد في الوقت ذاته على أن الإصرار على التوصل إلى اتفاق “صفر أو مئة” سيؤدي حتماً إلى فشل المفاوضات.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

4 × 4 =

زر الذهاب إلى الأعلى