جريمة قتل مروعة تهز إيران وتفتح ملف فوضى “النقل غير الرسمي”
أثار مقتل الشابة الإيرانية إلهة حسين نجاد موجة من ردود الفعل بين الإيرانيين على وسائل التواصل الاجتماعي تجاه المسؤولين في البلاد.

ميدل ايست نيوز: أثار مقتل الشابة الإيرانية إلهة حسين نجاد موجة من ردود الفعل بين الإيرانيين على وسائل التواصل الاجتماعي تجاه المسؤولين في البلاد، ليصدر وزير الداخلية أوامر بمراجعة حالة النقل العام غير الرسمي والإلكتروني، وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية إن الوقت قد حان لسد الثغرات القانونية لحماية النساء.
وعُثر قبل يومين على جثة إلهة حسين نجاد في منطقة صحراوية بالقرب من طهران، وأعلنت السلطة القضائية في إيران إحالة قضية مقتل الشابة البالغة من العمر 24 عاماً والمقيمة في مدينة إسلامشهر بمحافظة طهران إلى فرع خاص بالتحقيقات، وتم اعتقال شخصين على خلفية القضية.
منذ إعلان خبر اختفائها، لفت الموضوع اهتمام الرأي العام في إيران، حيث تفاعل مستخدمو شبكات التواصل الاجتماعي بشكل كبير وتصدر اسم الشابة عناوين الصحف والمواقع الإيرانية.
ووفقاً للتقارير، كان المتهم الرئيسي يعمل كسائق أجرة، حيث استقلت حسين نجاد سيارتها للوصول إلى وجهتها، لكنه قتلها بواسطة “سكين” بسبب “هاتفها المحمول الثمين”.
مخاوف من تكرار الحادثة
قالت فاطمة مهاجراني، المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية: «تشير التحقيقات الأولية إلى أن هذه الحادثة المروعة وقعت في إطار سرقة غير منظمة وبطريقة عنيفة وغير إنسانية، مما لا يثير فقط أسى عميقاً بل يشكل ناقوس خطر يدعو إلى مراجعة نظام الوقاية والمراقبة والردع الاجتماعي لدينا».
وأكدت مهاجراني أن «النساء، خاصة في البيئات الحضرية المضطربة، لا زلن من أكثر الفئات ضعفاً في المجتمع، وغياب نظام دعم فعال يمهد لتكرار مثل هذه المآسي. تماماً كما أن العنف داخل الأسرة مثير للقلق، فإن انعدام الأمن في الأماكن العامة يحتاج إلى اهتمام جدي وقانوني ومنهجي».
وطالب إسکندر مومني، وزير الداخلية، بعقد اجتماع خاص في المجلس الأعلى للمرور لتشخيص مشاكل النقل العام.
وأثار العثور على جثة الشابة الإيرانية بعد 12 يوماً من مقتلها غضب الرأي العام، وكتب عدد من المستخدمين على وسائل التواصل الاجتماعي: «هذه القضية كان لها قتيل واحد و90 مليون جريح».
وقد تفاعل مسؤولون رسميون مختلفون مع الحادث، من بينهم محمد بیات، عضو البرلمان الإيراني، الذي قال: «لا يجب السماح للسيارات الخاصة بنقل الركاب».
وردت شادي مالكي، رئيسة منظمة إدارة ومراقبة سيارات الأجرة في طهران، على سؤال حول «كيف كان المتهم ينقل ركاباً بسيارة تحمل لوحات من خارج المدينة في طهران؟» بأنها حظرت نقل الركاب بسيارات تحمل لوحات خاصة.
وأكدت شركة “سناب تكسي” لخدمات التوصيل في بيان لها أن هذا القتل «لا علاقة له بمنصة سناب، وأن الرحلة تمت بسيارة عابرة».
وفي صحف طهران الصباحية، حظي مقتل حسين نجاد بتغطية واسعة.
حيث كتبت نيره خادمي في صحيفة “اعتماد” أن تفاصيل الجريمة لا تزال غير واضحة: «أرجأ الطب الشرعي إبداء الرأي حول احتمال تعرضها أو الاعتداء عليها إلى إجراء فحوصات متخصصة والتأكد من نتائج هذه الفحوصات والاختبارات اللازمة، فيما أعلن مدعي طهران عن دراسة القضية بأسرع وقت ممكن».
وقالت مينا جعفري، محامية وحقوقية، للصحيفة: «قضية اختفاء وقتل إلهة حسين نجاد مشبوهة للغاية، ولا يمكن الوثوق بالأخبار المنشورة حتى الآن. ولكن بشكل عام، وبالرغم من التكهنات المتعلقة بمسألة التعرض أو الاغتصاب أو الضرب، فإن ما يظهر بوضوح في هذه القضية هو غياب القوانين، وبشكل خاص قانون منع العنف ضد النساء».