“أزمة حقيقية”.. انقطاع الكهرباء في إيران يهدد بهجرة الشركات والمصانع إلى الخارج

حذر عضو هيئة ممثلي غرفة تجارة طهران من أن استمرار أمد أزمة الطاقة في بلاد إلى جانب فقدان الموارد المالية ورؤوس الأموال الوطنية، يهدد الشركات وفرص العمل ويضطرها لمغادرة البلاد.

ميدل ايست نيوز: حذر عضو هيئة ممثلي غرفة تجارة طهران من استمرار أزمة انقطاع الكهرباء في إيران، مشيراً إلى أن استمرار أمد هذه الأزمات، إلى جانب فقدان الموارد المالية ورؤوس الأموال الوطنية، يهدد الشركات وفرص العمل ويضطرها لمغادرة البلاد.

وأشار حسن فروزان‌ فرد، في تصريح لوكالة إيلنا العمالية، أشار إلى استمرار انقطاع الكهرباء عن المصانع خلال الأسابيع الأخيرة، قائلاً إن العجز في قطاع الطاقة وانقطاع التيار الكهربائي يؤديان إلى ارتفاع أسعار المنتجات، لأن تقليص ساعات الإنتاج أو اضطراب جداول التصنيع يؤدي إلى انخفاض كمية الإنتاج بالنسبة لكل وحدة زمنية، وزيادة التكاليف الثابتة.

وأوضح أن الشركات، بدلاً من 44 ساعة عمل أسبوعية، باتت تعمل فقط بين 20 و30 ساعة، ما يعني توقف خطوط الإنتاج وعدم تحقق مستويات الإنتاج المعيارية، بينما تبقى التكاليف الأخرى قائمة، وهو ما يؤدي إلى ضغط كبير على كلفة الإنتاج حسب طبيعة كل صناعة.

وحول أكثر القطاعات تأثراً بانقطاع الكهرباء، قال عضو هيئة ممثلي غرفة تجارة طهران إن الانقطاعات حدثت في المدن الصناعية، وبالتالي شملت مختلف القطاعات. وأشار إلى أن نوع التأثير يختلف بحسب التكنولوجيا المستخدمة في كل قطاع، وما إذا كان الإنتاج فيه يتم على مدار الساعة أو بنظام الورديات، مضيفاً أن بعض خطوط الإنتاج تعمل باستمرار، ما يعني أن توقفها بسبب انقطاع الكهرباء يؤدي إلى فوضى وخسائر كبيرة وهدر في المواد وأضرار جانبية أخرى.

وفي ما يتعلق بتأثير انقطاع الكهرباء إلى جانب توقف النقل لمدة أسبوع، قال فروزان‌ فرد إن بعض الصناعات لا تحصل على الكهرباء ليوم كامل خلال الأسبوع، مما يؤدي إلى عدم الالتزام بالتعهدات، كما أن توقف النقل زاد الوضع سوءاً وجعل المشهد أكثر تعقيداً بالنسبة للصناعات.

وعن تأثير ارتفاع تكاليف النقل على أسعار السلع، قال إن هذه الزيادة تؤثر بالتأكيد على الأسعار، وتعتمد درجة التأثير على حجم المنتج وقيمته المضافة، مضيفاً أن التوقعات تشير إلى زيادة تتراوح بين 30 إلى 40 بالمئة في أسعار النقل.

وأكد نائب رئيس لجنة الاستثمار والتمويل أن مسألة انقطاع الكهرباء ونقص الطاقة ليست مجرد عجزا، بل أزمة حقيقية. وقال إننا نستخدم مصطلح “عجز الطاقة” لتخفيف وقع الأزمة، لكن الفجوة الحالية بين العرض والطلب على الكهرباء هذا العام هي فجوة كبيرة وجدية.

وأضاف أنه لا يمكن تجهيز الطاقة بشكل سريع أو سهل، وحتى إن بدأ الاستثمار الجاد في هذا القطاع اليوم — وهو ما لا يبدو أنه حاصل — فإن العودة إلى حالة توازن في الطاقة ستستغرق سنوات. وأشار إلى أن النقص في المياه هذا العام سيؤدي أيضاً إلى تقليص إنتاج الطاقة الكهرومائية، ما يعمق أزمة الفجوة بين العرض والطلب ويجعل الأزمة أكثر حدة.

وتوقع فروزان‌ فرد أن إيران لن تستطيع خلال السنوات الثلاث إلى الخمس القادمة العودة حتى إلى وضع العام الماضي في ما يخص توازن الطاقة.

وعدّ عضو هيئة ممثلي غرفة تجارة طهران أن أكبر أزمة تواجه الصناعات الإيرانية حالياً هي تأمين الطاقة، سواء الكهرباء في الصيف أو الوقود الأحفوري، خصوصاً الغاز في الشتاء، إلى جانب شح المياه الذي تعاني منه العديد من الصناعات، مؤكداً أن هذه الأزمات باتت تشكل التحدي الأكبر للصناعات في البلاد.

وأشار إلى أن هجرة رواد الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال من البلاد باتت مسألة جدية، وظروفها متاحة، قائلاً إن هذا التوجه يتزايد حسب نوع النشاط وحجم الاستثمارات القائمة والسابقة، وإذا استمرت هذه المشكلات، فإننا سنشهد بالتأكيد انتقال الشركات مع رواد الأعمال، ما سيؤدي إلى فقدان مزيد من رأس المال الوطني.

وختم قائلاً إن هناك بيئات مواتية للاستثمار في دول جنوب الخليج وتركيا، كما تتوفر فرص كبيرة لأصحاب التکنولوجیا والمنتجين، وإن استمرار هذا الاتجاه سيؤدي إلى تغيير أولويات رواد الأعمال والمنتجين الإيرانيين، وتسريع وتيرة هجرتهم.

اقرأ أكثر

خسائر اقتصادية واستياء شعبي جراء أزمة الكهرباء في إيران

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سبعة عشر + 6 =

زر الذهاب إلى الأعلى