ظريف: أخطأنا في الاعتماد على أوروبا في الاتفاق النووي

قال محمد جواد ظريف إن إيران أصبحت في فترات مختلفة جسراً لخلق تقارب بين أوروبا وأمريكا؛ حتى في القرار 598، في ذروة الحرب الباردة، صنعنا هذا الجسر.

ميدل ايست نيوز: اعتبر وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف أن المشكلة الرئيسية اليوم تكمن في النقص والافتقار المعرفي من كلا الجانبين (إيران والغرب)، قائلاً إن هذا الفهم الخاطئ أدى إلى أحكام خاطئة وبالتالي سياسات خاطئة.

ونقلت وكالة خبر آنلاین عن “محمد جواد ظريف” قوله في “المؤتمر الدولي لدراسات أمريكا وأوروبا”: دراسة أوروبا وأمريكا مهمة لإيران لتتمكن من تنظيم علاقاتها مع هذين الفاعلين.”

أمريكا كقوة مهيمنة دولية قد فشلت

وأشار إلى اعتقاده بأن العالم اليوم هو عالم ما بعد القطبية، حيث بدأ التحول بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، موضحاً: “البعض تصور بداية العالم الجديد كانتصار للغرب والديمقراطية الليبرالية، لكن هذا التصور يحتمل التحيز، فالانهيار كان هزيمة للشرق وليس انتصاراً للغرب. الغرب أخطأ في اعتبار هذا انتصاراً، وخاصة أمريكا التي بالاستناد إلى هذا ‘الانتصار’ انتهى بها المطاف إلى الهزيمة في سياسة العسكرة. هذا لا يعني أن أمريكا ليست قوة عظمى، لكن قوة أمريكا كقوة مهيمنة دولياً قد فشلت.”

وتحدث ظريف عن ملف البرنامج النووي الإيراني ومساره الحالي قائلاً: “حتى عام 2005، عندما بدأ الرئيس الإيراني آنذاك الدكتور أحمدي نجاد ذلك المسار، كان الأوروبيون يقفون في مواجهة أمريكا. في عام 2004، أرادت أمريكا نقل إيران من مجلس المحافظين إلى مجلس الأمن، لكن الأوروبيين كانوا يرغبون في تعاون إيران بل وأرادوا إغلاق ملف إيران في مجلس المحافظين. لذلك كانت هناك توجهان معتبران، وطالما كنا نعمل مع أوروبا وفي الجانب الآخر كانت أمريكا تواجه أوروبا، أي في فترة بوش الابن الأولى، أدرك الأمريكيون أنهم لا يستطيعون فعل شيء على الساحة الدولية بدون أوروبا.”

وأضاف: “للأسف، أصبحت إيران في فترات مختلفة جسراً لخلق تقارب بين أوروبا وأمريكا؛ حتى في القرار 598، في ذروة الحرب الباردة، صنعنا هذا الجسر. وفي القضية النووية عام 2003، صنعنا هذا الجسر. نحن من أوجدنا تلك الآلية التي لم تقرب فقط بين أوروبا وأمريكا، بل حتى بين روسيا وأمريكا.”

توقع إطلاق آلية “إنستكس” من أوروبا كان خطأً

وتابع ظريف: “منذ عام 2017، في الفترة الأولى لترامب، رأينا مرة أخرى الأوروبيين يقفون في مواجهة الأمريكيين في مجلس الأمن، لكنهم هزموا؛ وفي الجمعية العامة، كانت الهزيمة بنتيجة 110 مقابل 10. أي أن سياستنا كانت جيدة، ليس فقط من حيث التخطيط السليم، بل لأننا استطعنا فهم الميزة النسبية للأوروبيين. رغم أن توقعنا من أوروبا إطلاق آلية INSTEX كان خطأً، لأن ذلك لم يكن مُعرّفاً لهم. نحن نطلب من الدول المنافسة في مجال لم تعرّفه لنفسها أساساً. أمريكا لم تعرّف مجال الاقتصاد، ولا حتى الأمن. في موضوع أوكرانيا، عندما دخلت أوروبا جزئياً في مجال الأمن، وضعت الولايات المتحدة أوروبا في مواجهة روسيا بالتضحية بأوكرانيا؛ مما أثبت مرة أخرى حاجة أوروبا الأمنية لأمريكا.”

وأكد: “في هذا العالم، يجب أن نحدد مكانتنا بشكل صحيح، لأن مصالحنا هي المعنية، وأن نفهم أين يمكننا إقامة علاقات مع أوروبا. لا يمكن تحقيق شيء بدون تواصل. أنا مقتنع تماماً بضرورة إقامة علاقات مع روسيا والصين، لكن في حال لم نصل إلى علاقة مع روسيا، فسوف يأخذون منا امتيازات بشكل أحادي. نحن مضطرون لإقامة علاقات مع أوروبا وروسيا والصين. لأننا إذا لم نفعل، حتى في حال حل مشاكلنا مع أوروبا، سوف يتصرفون بنفس الطريقة.”

وختم ظريف بالقول: “السعودية فعلت الشيء نفسه، حيث تنوعت علاقاتها. لأن العنصر الأساسي في العالم اليوم هو عدم وجود ولاءات. أنت تتعامل فقط مع تحالفات مؤقتة.”

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

6 + خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى