فوضى المنافذ البرية بين العراق وتركيا… سوء الإدارة والتنظيم

تعاني المنافذ البرية بين العراق وتركيا من فوضى تنظيمية وازدحام خانق يتسبب بمعاناة يومية للمسافرين، خصوصاً في الجانب العراقي.

ميدل ايست نيوز: تعاني المنافذ البرية بين العراق وتركيا من فوضى تنظيمية وازدحام خانق يتسبب بمعاناة يومية للمسافرين، خصوصاً في الجانب العراقي، حيث يُجبر العابرون على الانتظار لساعات طويلة تحت أشعة الشمس بسبب فتح منفذ جوازات واحد فقط لتصديق وثائق الخروج.

وتبلغ الحدود البرية بين البلدين أكثر من 367 كيلومتراً، وتضم ثلاثة منافذ، أبرزها منفذ إبراهيم الخليل الذي يشهد أكبر كثافة من المسافرين والبضائع. في المقابل، يُسجَّل في الجانب التركي بطءٌ متعمد في الإجراءات، وسط عبور ضيق لا يتجاوز عرضه متراً واحداً، ما يُفاقم الازدحام والضغط النفسي على المسافرين.
هذا الواقع أدى إلى ارتفاع مدة الرحلة البرية من بغداد إلى إسطنبول إلى نحو 48 ساعة، بعدما كانت لا تتجاوز 34 ساعة في فترات سابقة، ما يعكس تراجع كفاءة التنسيق الحدودي بين الجانبين ويستدعي تدخلاً عاجلاً لتسهيل حركة العبور وضمان كرامة المسافرين.

وفي ظل تصاعد الشكاوى بشأن سوء الخدمات في منفذ إبراهيم الخليل، حمّل المتحدث باسم هيئة المنافذ الحدودية العراقية، علاء الدين القيسي، في تصريح لـ”العربي الجديد”، السلطات في إقليم كردستان العراق مسؤولية إدارة هذا الملف وضمن صلاحياتها الإدارية والأمنية.

وأضاف القيسي: “نحن في هيئة المنافذ الحدودية نتابع المنافذ المرتبطة مباشرة بالحكومة الاتحادية، أما ما يتعلق بمنفذ إبراهيم الخليل، فهو تحت إدارة حكومة الإقليم، وبالتالي فإن التنظيم الإداري والخدمي هناك يُدار من قبل سلطات الإقليم، وليس من قبلنا”.

مشقة الطريق

بين الانتظار الطويل تحت الشمس والممرات الضيقة الخانقة، يروي مسافرون عراقيون لـ”العربي الجديد”، معاناتهم اليومية على المنافذ البرية مع تركيا، في مشهد يُجسّد صعوبة السفر إثر توقف الطيران بسبب تعليق الرحلات على إثر الحرب الدائرة بين إيران واسرائيل.

وروى حسين العبادي (28 عاماً) المسافر من بغداد إلى تركيا، تجربته بالقول: “منذ لحظة مغادرتنا بغداد ونحن نُدرك أن الرحلة ستكون متعبة، لكن ما لم أتوقعه، هو أن أقضي أكثر من سبع ساعات فقط على الحدود العراقية عند منفذ إبراهيم الخليل بانتظار ختم الجواز. وأكد أن الرحلة من بغداد إلى إسطنبول، التي كانت تستغرق يوماً واحداً، امتدت هذه المرة إلى يومين كاملين، نحن لا نطلب رفاهية، بل فقط عبوراً كريماً يليق بالإنسان، على حد وصفه.
بدورها، عبّرت مديحة عبد الجبار (58 عاماً) الآتية من بغداد إلى تركيا، عن استيائها الشديد من ظروف المعبر، قائلة: “سافرت كثيراً في حياتي، لكن هذه الرحلة كانت الأصعب بلا شك”. وأضافت: “وصلت إلى منفذ إبراهيم الخليل مع ابني في حافلة نقل، وفوجئنا بأننا مضطرون إلى الانتظار تحت الشمس الحارقة دون أي مظلات أو خدمات إنسانية”، مبينةً، أن النساء والرجال والأطفال يُعاملون وكأنهم أرقام، لا أحد يشرح ما يجري، فقط على الجميع الوقوف والانتظار.

سوء الإدارة والتنظيم

قال حذيفة العزاوي، وهو مندوب لإحدى شركات النقل البري بين العراق وتركيا، إن الوضع على المنافذ الحدودية بات ينعكس سلباً على عمل شركات النقل والمسافرين على حد سواء، حيث يُبلَغ المسافرون مسبقاً بأنّ الرحلة قد تستغرق يومين كاملين بسبب الازدحام وسوء التنظيم، وهو أمر لم نعتده سابقاً.

وأضاف العزاوي لـ”العربي الجديد” أنّ بعض الحافلات تبقى واقفة على الجانب العراقي لأكثر من سبع ساعات لانتظار مرور الحافلات، ومن ثم الوصول إلى مكان ختم الجوازات، ثم تبدأ رحلة انتظار جديدة على الجانب التركي، حيث لا توجد سوى ممرات ضيقة بالكاد تتسع لشخص واحد، وعدد محدود من الموظفين للتعامل مع مئات المسافرين. وأشار إلى أن شركات النقل، رغم هذه الظروف الصعبة، تحرص على تقديم الخدمة اللازمة داخل الحافلات، من خلال المرافقين والسائقين الذين يبذلون جهدهم لتوفير الراحة والرعاية للمسافرين خلال فترات الانتظار الطويلة، لضمان سلامتهم الجسدية والنفسية.

وأكد العزاوي أن المنافذ الحدودية البديلة ليست خياراً عملياً، لكونها تقع في مناطق وعرة وبعيدة، وتفتقر إلى طرق معبدة جيدة، ما يجعل الوصول إليها محفوفاً بالمخاطر ويستغرق وقتاً أطول. وأفاد بأن تلك الطرق تعاني من ازدحام شديد بسبب كثافة شاحنات نقل البضائع والمواد التجارية، الأمر الذي يزيد من معاناة المسافرين ويضاعف من الضغط على سائقي الحافلات، ويدفع شركات النقل إلى التردد في اعتمادها بكونها مسارات بديلة. وأوضح أن هذه الظروف أثرت بسمعة شركات النقل، وأرهقت السائقين والمرافقين، وتسببت بتوتر دائم مع الركاب، رغم أن الشركات لا تتحمل مسؤولية ما يجري على المعابر، مشدداً على “ضرورة تدخل الحكومتين، العراقية والتركية، لتحسين البنية التحتية وتسهيل إجراءات العبور”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة عشر − 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى