صحيفة كيهان إيرانية: التفاوض يعني التواطؤ في جريمة العدو

كتبت صحيفة "كيهان" الإيرانية أن الدماء التي سُفكت لم تُسفك من أجل العودة مجدداً إلى أحضان التفاوض مع القتلة.

ميدل ايست نيوز: كتبت صحيفة “كيهان” الإيرانية أن الدماء التي سُفكت لم تُسفك من أجل العودة مجدداً إلى أحضان التفاوض مع القتلة، مضيفة أن “هؤلاء الشهداء الأبطال ليسوا ثمناً للتفاوض، بل ضحايا حسن النية الساذجة والإصرار على التفاوض مع عدو لم ولن يتغير”.

وفي عددها الصادر اليوم الأربعاء، استخدمت الصحيفة المحافظة مقتل الإيرانيين في الحرب التي استمرت 12 يوماً كذريعة لمهاجمة مسار التفاوض مع الولايات المتحدة، معتبرة التفاوض بمثابة “شراكة غير مقصودة في الجريمة”. وهاجمت الصحيفة النهج الدبلوماسي الذي تنتهجه الحكومة الحالية، ودعت مجدداً إلى إزالة نهج التفاوض من هيكل السياسة الخارجية، مدعية أن سبب الهجوم الإسرائيلي لم يكن قوة العدو، بل الضعف الداخلي الناجم عن اعتماد بعض التيارات على الحوار مع واشنطن.

ورأت كيهان أن الحرب الأخيرة جاءت نتيجة “إشارات ضعف” أرسلت من الداخل خلال المحادثات الدبلوماسية الأخيرة، وكتبت: “هذه الجرأة لم تنبع من قوة العدو، بل من إدراكه لضعف في الداخل بفعل مواقف شخصيات وتيارات ميالة للغرب”.

وأضافت الصحيفة، في إشارة إلى مقتل 1100 شخص خلال العدوان الإسرائيلي، أن المفاوضات ليست فقط بلا جدوى بل تشكل خطراً، ويجب التخلي عنها: “الإصرار على التفاوض الذي تكون نتيجته استشهاد نخبنا، لم يعد اسمه دبلوماسية، بل شراكة غير مقصودة في جريمة العدو ضد إيران”.

وفي فقرة أخرى من المقال، أشارت الصحيفة إلى اللقاء الأخير بين ترامب ونتنياهو في البيت الأبيض، واعتبرت تصريحات ترامب بشأن تدمير المنشآت الإيرانية دليلاً على “خيانة أميركية”، في حين نقلت عن نتنياهو تأكيده أن الولايات المتحدة لعبت الدور الرئيسي في الهجوم، نظراً لعجز “إسرائيل” عن مواجهة إيران بمفردها.

هجوم على الحكومة وفريق مستشاري الرئيس

كما انتقدت الصحيفة الإيرانية المتشددة رئيس الجمهورية ومستشاريه بسبب مواقفهم “الناعمة” في السياسة الخارجية، معتبرة أن المقابلة الأخيرة التي أجراها الرئيس مسعود بزشکیان مع الإعلامي الأميركي تاكر كارلسون تحمل “رسالة ضعف”، وهي التي، بحسب الصحيفة، مهدت الأرضية للهجوم الإسرائيلي. وكتبت الصحيفة: “في المقابلة الأخيرة للرئيس مع تاكر كارلسون، جرت محاولة لإظهار صورة أكثر ليونة لترامب، وإيهام الجمهور بوجود أمل زائف في تغيير مواقفه”.

استقطاب في مواجهة نهج التفاوض

وفي تعليقها على بيان وقّعه 180 اقتصادياً دعوا فيه إلى تفعيل مسار الحوار، ربطت “كيهان” الدبلوماسية بالخيانة والانفعال والتسليم، وهاجمت هذا التوجه بشدة، وكتبت: “النتيجة أن العدو يهاجم من الخارج، وهم من الداخل يهدمون خطوط المقاومة”.

واختتمت الصحيفة هجومها بالتحذير من استمرار حضور بعض المستشارين في دوائر القرار، وكتبت: “إذا لم يتم استبعاد هذه الحلقات الفكرية والإعلامية من صناعة القرار، فلن تتكرر فقط أخطاء التحليل، بل سيُهدَر الدم الذي سُفك ظلماً من أبناء إيران”.

واعتبرت “كيهان” أن إيران خرجت منتصرة في الحرب، لكن ثمن هذا الانتصار كان دماء أعز أبنائها، وأضافت: “هذه الدماء لم تُسفك لنعود إلى التفاوض مع القتلة، بل كانت ثمناً لتفاؤل ساذج وإصرار على التفاوض مع عدو لم يتغير ولن يتغير”.

واختتمت بالقول: “حان الوقت الآن للتخلي عن المسارات الخاطئة، ومواجهة العدو بحزم وصلابة، والاعتماد على القوة الوطنية لإجباره على التراجع عن أي خطوة لاحقة”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان × 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى