العراق يعلن نتائج التحقيق بهجمات الطائرات المُسيّرة
أعلن الناطق باسم القوات المسلحة العراقية، صباح نعمان، اليوم الجمعة، نتائج التحقيق بالهجمات التي استهدفت منشآت عسكرية ومدنية ونفطية في العراق خلال الأسابيع الأخيرة.

ميدل ايست نيوز: أعلن الناطق باسم القوات المسلحة العراقية، صباح نعمان، اليوم الجمعة، نتائج التحقيق بالهجمات التي استهدفت منشآت عسكرية ومدنية ونفطية في العراق خلال الأسابيع الأخيرة، بواسطة طائرات مُسيّرة انتحارية، وخلّفت أضراراً اقتصادية واسعة، مؤكداً أن الطائرات المستخدمة كانت من نوع واحد، ومزودة برؤوس حربية مُصنّعة خارج العراق.
وذكر نعمان، في بيان نشره المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، بصفته القائد العام للقوات المسلحة، أن التحقيقات التي أجرتها لجنة تحقيق عليا أسفرت عن التوصّل إلى نتائج مهمة وحاسمة. وطاولت الهجمات منشآت عسكرية ومدنية ونفطية في صلاح الدين وكركوك وأربيل والسليمانية ودهوك، وأسفرت عن خسائر وأضرار مالية وتوقف عدة شركات نفطية أجنبية عن العمل.
وأضاف البيان أنه “تم تحديد منشأ الطائرات المسيّرة المستخدمة في الهجمات والتي تبيّن أنها تحمل رؤوساً حربية بأوزان مختلفة ومُصنّعة خارج العراق”، مؤكداً أنه تم “رصد أماكن انطلاق تلك الطائرات بدقة وقد ثبت أنها انطلقت من مواقع محددة داخل الأراضي العراقية”. وتابع البيان أنه “تم الكشف عن الجهات المتورطة في تنفيذ وتنسيق هذه العمليات العدائية، وإجراء تحليل فني شامل لمنظومات التحكم والاتصال المستخدمة في تسيير الطائرات ما مكّن الجهات الاستخبارية من جمع بيانات دقيقة دعمت نتائج التحقيق”.
وأضاف: “تأكد لدى اللجنة التحقيقية أن جميع الطائرات المسيّرة الانتحارية المستخدمة في الاستهداف هي من النوع نفسه ما يدل بوضوح على أن الجهة المنفّذة واحدة”. وشدد البيان على أن “القيادات الأمنية والعسكرية، لن تتهاون مع أي تهديد يستهدف أمن وسلامة قواتنا المسلحة ومقدّرات الدولة العراقية وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق جميع المتورطين وإحالتهم إلى القضاء العراقي العادل، لينالوا جزاءهم وفقاً للقانون. هذه الاعتداءات العدوانية الجبانة تُعدّ انتهاكاً صارخاً للسيادة الوطنية ولن يُسمح لأي طرف داخلياً كان أم خارجياً بالمساس بأمن العراق واستقراره”.
وكشفت مصادر عراقية لـ”العربي الجديد”، أمس الخميس، وجود مؤشرات على تورط إسرائيلي بالهجمات. وقال مسؤول بارز في جهاز أمني عراقي ضمن لجنة التحقيق إنّ فرضية “الطرف الثالث الذي يقف خلف الهجمات باتت مرجحة للمحققين”، مؤكداً أنّ “الكيان (الاحتلال الإسرائيلي) هو الجهة المرجح وقوفها خلف الهجمات، عبر عملاء أو وكلاء، وتستخدم طائرات محلية وليس حديثة بتلك العمليات لإثارة الفوضى في العراق، وأيضاً لإقناع الإدارة الأميركية بالتدخل وتوجيه ضربات إلى قادة الفصائل”.
في السياق ذاته، أصدرت قيادة العمليات العراقية المشتركة في بغداد، اليوم الجمعة، بياناً قالت فيه إن عملية أمنية واسعة تم إطلاقها في صحراء الحضر ضمن محافظتي نينوى وصلاح الدين لتمشيط مناطق واسعة من الأودية والكهوف. وأضاف البيان أن قوات الجيش نفذت العملية ضمن معلومات تأتي لإحباط نيّات ومحاولات لاستهداف القطعات الأمنية والأهداف الحيوية في البلاد.
وأشار البيان إلى أن “عمليات الاستهداف الأخيرة لمنشآت وحقول نفطية وبعض محاولات استهداف القواعد والمعسكرات، هي اعتداء آثم وخطير يقوض كل الجهود الرامية لاستقرار العراق وحملات البناء والتنمية”، مبينًا أن “الأجهزة الأمنية ستقوم بملاحقة كل من يعبث بأمن ومقدرات البلاد ومصالحها العليا، أو من يتعاون معهم وتقديمهم للقضاء لينالوا جزاءهم العادل”.
وشهد العراق منذ 23 يونيو/حزيران الماضي، سلسلة هجمات واسعة بواسطة طائرات مُسيّرة، أسفرت عن خسائر مادية وإصابات، كان أبرزها استهداف معسكر التاجي شمالي بغداد، وأسفر عن تدمير رادار عسكري للجيش العراقي، تلتها هجمات أخرى طاولت قاعدة الإمام علي العسكرية في محافظة ذي جنوب البلاد، ثم قاعدة بلد ومصفاة بيجي بمحافظة صلاح الدين، ومن ثم هجومين على مطار كركوك الدولي، أعقبتها سلسلة هجمات متواصلة وشبه يومية على مطار أربيل وحقول نفط وغاز ومواقع عسكرية للبيشمركة في إقليم كردستان العراق.
وسجل إقليم كردستان خلال أقل من أسبوع واحد 11 هجوماً بطائرات مسيّرة، استهدفت مطار أربيل، بعاصمة الإقليم، و5 منشآت نفطية بينها حقول خورمالا، وسرسنك، وبيشخابور، وتاوكي، وباعدرا، وتديرها شركات نرويجية وأميركية، وجميعها في مدن الإقليم الثلاث (السليمانية، دهوك، أربيل).