صحيفة إيرانية تحدد مستقبل المفاوضات: لا رفض قاطع ولا قبول سريع

كتبت صحيفة فرهيختكان في تحليل لها أن إيران تعتبر المفاوضات أداة وليست هدفاً، وأن الحوار مشروط بوقف الإجراءات العدائية وتقديم ضمانات حقيقية.

ميدل ايست نيوز: كتبت صحيفة فرهيختكان في تحليل لها أن إيران تعتبر المفاوضات أداة وليست هدفاً، وأن الحوار مشروط بوقف الإجراءات العدائية وتقديم ضمانات حقيقية، وأشارت إلى ظهور إشارات عن احتمال استئناف المفاوضات بين طهران وواشنطن بعد انتهاء المواجهات الأخيرة بين إيران وإسرائيل، مؤكدة أن إيران أصدرت رسائل واضحة من خلال ثلاثة مصادر رسمية وغير رسمية حول إطار التفاوض.

وبحسب تقرير الصحيفة الأصولية، تظهر المواقف أن طهران لم تغلق الباب أمام الدبلوماسية، لكنها ترى الحوار كأداة تكتيكية ضمن عوامل القوة الأخرى، لا كهدف بحد ذاته.

في هذا السياق، قال وزير الخارجية الإيراني  عباس عراقجي في مقابلة مع شبكة “سي جي تي إن” الصينية إن باب التفاوض لا يزال مفتوحاً، مشيراً إلى أن العودة للمفاوضات ممكنة إذا تخلت الأطراف الأخرى عن طموحاتها العسكرية وقدمت تعويضات عن الأضرار التي أُلحقت، حينها ستكون إيران مستعدة للمشاركة.

وأضاف عراقجي رداً على الهجوم الأخير على المنشآت النووية الإيرانية بأن هذا الهجوم أثبت عدم وجود حل عسكري لمواجهة البرنامج النووي الإيراني.

وفي الوقت نفسه، نقلت قناة “برس تي في” عن مسؤول سياسي رفيع المستوى أن إيران لن تدخل في مفاوضات وفقاً للهياكل والأجندات السابقة، مؤكداً ضرورة تقديم ضمانات جدية وفعالة، وأن هذه المفاوضات يجب ألا تكون غطاء لخدعة أمنية جديدة.

كما أشار المصدر إلى أن أي مفاوضات من وجهة نظر طهران يجب أن تتناول برنامج التسليح والنووي الإسرائيلي بالإضافة إلى تعويض الأضرار التي لحقت بإيران.

وفي ذات الوقت، وصف بعض المسؤولين الآخرين مثل محمد باقر قاليباف وعلي لاريجاني المفاوضات كجزء من أدوات السياسة، وليس كهدف أو مسألة أيديولوجية. وقال لاريجاني في مراسم دينية إن التفاوض تكتيك وليس الوقت مناسباً له حالياً، ويجب انتظار تفسير الطرف الآخر للعملية العسكرية.

ورأت فرهيختكان أن هذه المواقف ليست علامة على التراجع أو التشدد، بل محاولة لإدارة ذكية لأداة ضغط في السياسة الخارجية. فإيران، مع إعلان “الأسباب والقيود الواضحة”، لم تغلق الباب أمام الحوار لكنها تجاوزت فكرة التفاوض دون ضمانات أو تعويضات.

وأضافت الصحيفة المحافظة أن السياسة الرسمية لإيران ليست رد فعل عاطفي مبكر على مطالب الغرب، بل تبني “استراتيجية ذكية” تقوم على دبلوماسية نشطة ولكن مشروطة.

وأكدت أن الشرط المسبق للتفاوض هو تعويض الأضرار العسكرية ووقف الأعمال العدائية، وضمان عدم استخدام الحرب كأداة ضغط.

وبحسب فرهيختكان، ترغب إيران في استمرار الحوار ولكن فقط في إطار “مفاوضات عادلة ومتوازنة” دون فرض مطالب مسبقة أو غير مضمونة. لذلك، تسعى طهران إلى أن تكون أي مفاوضات محتملة مبنية على المصالح الأمنية والاحترام المتبادل، وليس على أساس الضغط والتهديد.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 × ثلاثة =

زر الذهاب إلى الأعلى