تراجع معدلات البطالة والمشاركة الاقتصادية في إيران منذ 2018: تحسن أم انسحاب من سوق العمل؟

شهد معدلا البطالة والمشاركة الاقتصادية في إيران منذ ربيع عام 2018 حتى ربيع العام الجاري اتجاهًا نزوليًا، وهو ما يرجّح أن يكون نتيجة انسحاب الأفراد من سوق العمل بسبب اليأس من العثور على فرص عمل.

ميدل ايست نيوز: شهد معدلا البطالة والمشاركة الاقتصادية في إيران منذ ربيع عام 2018 حتى ربيع العام الجاري اتجاهًا نزوليًا، وهو ما يرجّح أن يكون نتيجة انسحاب الأفراد من سوق العمل بسبب اليأس من العثور على فرص عمل.

ووفقًا لتقرير نشره موقع “إكوإيران“، فقد انخفض معدل البطالة من 7.7% في ربيع عام 2024 إلى 7.3% في ربيع 2025. وخلال هذه الفترة، بقي معدل المشاركة الاقتصادية ثابتًا عند 41.2%، ما يمكن أن يُفسر على أنه مؤشر على تحسّن أو استقرار نسبي في سوق العمل، نظرًا لانخفاض معدل البطالة بالتوازي مع ثبات المشاركة الاقتصادية. وقد تكررت هذه الحالة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، ما يعكس تحسنًا جزئيًا في وضع سوق العمل على الأقل خلال فصول الربيع في الأعوام الثلاثة الماضية.

مع ذلك، فإن الاتجاه العام لمعدل البطالة منذ ربيع 2018 وحتى ربيع 2025 بقي في انخفاض مستمر، وفي الوقت نفسه استمر انخفاض معدل المشاركة الاقتصادية، وهو ما يشير، في ظل الأوضاع الاقتصادية غير المواتية في البلاد، إلى انسحاب فئات من السكان النشطين اقتصاديًا من سوق العمل.

وتُظهر المعطيات كذلك أن معدل المشاركة الاقتصادية في ربيع عام 2020 قد شهد تراجعًا حادًا مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2019، ويُعزى ذلك إلى تفشي فيروس كورونا في أواخر عام 2019 وارتفاع المخاطر المرتبطة بالدخول إلى سوق العمل خلال فترة الجائحة.

وتفيد البيانات بأن معدل البطالة في إيران قد تراجع من 12.2% في ربيع 2018 إلى 7.3% في ربيع 2025، كما انخفض معدل المشاركة الاقتصادية من 45.2% إلى 41.2% خلال الفترة نفسها.

ورغم أن انخفاض معدل البطالة يبدو للوهلة الأولى تطورًا إيجابيًا، فإن اقترانه بتراجع معدل المشاركة الاقتصادية يستدعي تحليلًا أعمق.

ويُحسب معدل المشاركة الاقتصادية من خلال نسبة القوى العاملة النشطة إلى إجمالي السكان الذين تزيد أعمارهم عن 15 عامًا. أما معدل البطالة، فيُستخرج من نسبة العاطلين عن العمل إلى القوى العاملة النشطة. وتشمل القوى العاملة النشطة جميع من تزيد أعمارهم عن 15 عامًا ممن يعملون أو يبحثون عن عمل.

وبما أن عدد السكان في إيران الذين تزيد أعمارهم عن 15 عامًا لا يتغير بنفس سرعة تغير حجم القوى العاملة النشطة، فإن انخفاض معدل المشاركة الاقتصادية يُحتمل أن يكون ناتجًا عن تراجع في عدد القوى العاملة الفعلية. ومن ناحية أخرى، قد يعكس انخفاض معدل البطالة أحد أمرين: إما أن العاطلين عن العمل قد حصلوا على وظائف، أو أن عددًا منهم قد غادر سوق العمل تمامًا. وبالنظر إلى الظروف الاقتصادية التي تمر بها إيران منذ عام 2018 وتراجع معدل المشاركة الاقتصادية، يُرجح أن يكون الانخفاض المتزامن في معدلي البطالة والمشاركة الاقتصادية ناتجًا عن انسحاب عدد من الأفراد الذين فقدوا الأمل في العثور على وظيفة من سوق العمل.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

واحد × 4 =

زر الذهاب إلى الأعلى