رواد الأعمال الإيرانيون يحذرون: الأمننة تدفع شركات التكنولوجيا إلى الهجرة الجماعية

وجّه عدد من رواد الأعمال الإيرانيين البارزين رسالة تحذيرية إلى الرئيس مسعود بزشكيان، أعربوا فيها عن قلقهم العميق من مسار "الأمننة" المتصاعد في الساحة التقنية.

ميدل ايست نيوز: وجّه عدد من رواد الأعمال الإيرانيين البارزين رسالة تحذيرية إلى الرئيس مسعود بزشكيان، أعربوا فيها عن قلقهم العميق من مسار “الأمننة” المتصاعد في الساحة التقنية، محذّرين من أن الهجرة المنظمة أصبحت السبيل الوحيد أمام شركات التكنولوجيا لمواصلة أنشطتها.

وجاء في الرسالة، التي وقّعها مؤسسو شركات معروفة مثل “ديجي‌ كالا”، و”علي‌ بابا”، و”فيليمو”، و”كافه‌ بازار”، و”ديوار”، أن هناك توجّهًا ممنهجًا لتقويض النظام البيئي للشركات الناشئة والهيمنة عليه، محذّرين من “انهيار وشيك” لهذا القطاع الحيوي.

وأشار رواد الأعمال في رسالتهم إلى أن الضغوط المتزايدة لا تؤدي فقط إلى إطفاء الحماسة لدى الشباب، بل فتحت الطريق أمام “الهجرة الجماعية والمنظمة” كخيار وحيد متبقٍّ للاستمرار في العمل.

وذكّر الموقّعون بأن العقد الثاني من الألفية (2010–2020) كان فترة ازدهار للأمل والابتكار، غير أن منتصف ذلك العقد شهد تحوّلًا مع بدء حملة ممنهجة من الاتهامات وسرد الروايات من قِبل الأجهزة الأمنية، والتي صوّرت الشركات الناشئة كأدوات للتغلغل والتغيير. وأدّت هذه الأجواء إلى إطلاق سياسة قمع خفية، تضمنت نشر منشورات تهديدية، وتخويف المستثمرين، واعتقال المديرين التنفيذيين، ومنع إدراج الشركات في البورصة، باعتبارها أدوات ضغط.

كما أشار كُتاب الرسالة إلى ما وصفوه بـ”أمر مباشر لإقصاء مؤسس منصة ديوار”، واعتبروا ذلك مؤشرًا غير مسبوق على الهيمنة الكاملة للأجهزة الأمنية على القطاع الخاص، وهو ما تخطى – حسب وصفهم – حدود التدخل إلى مرحلة “الاستحواذ والطرد”.

وتزامنًا مع نشر الرسالة، كشفت صحيفة واشنطن بوست في تقرير حصري أن أحد الأجهزة الأمنية الإيرانية تدخّل بشكل مباشر لمنع إدراج شركة “ديوار” في بورصة طهران.

وأكد رواد الأعمال في رسالتهم أن دول المنطقة مثل الإمارات والسعودية تحولت إلى مراكز للابتكار والتكنولوجيا من خلال جذب الكفاءات البشرية، بينما تخسر إيران أهم رأس مال لديها، وهو العنصر البشري. وأشاروا إلى أن استمرار هذا النهج يهدد ليس فقط بالنمو الاقتصادي، بل حتى ببقاء الحد الأدنى لصناعة الابتكار.

وفي ختام رسالتهم، طالب الموقّعون الرئيس الإيراني، بصفته رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي، بوقف فوري لمسار “الأمننة” وإعادة النظر في السياسات الحاكمة لقطاع الابتكار، بما يتيح استعادة الثقة والأمل لدى الجيل الشاب.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

19 + 6 =

زر الذهاب إلى الأعلى