“الأولوية للداخل”… توقف كامل لصادرات الكهرباء الإيرانية إلى العراق

تُظهر الإحصاءات أن واردات الكهرباء إلى إيران باتت تفوق الصادرات بأكثر من خمسة أضعاف، فيما توقفت صادرات الكهرباء إلى العراق بشكل كامل.

ميدل ايست نيوز: مع بلوغ استهلاك الكهرباء في إيران منتصف الصيف إلى نحو 77 ألف ميغاواط، تُظهر الإحصاءات أن واردات الكهرباء إلى البلاد باتت تفوق الصادرات بأكثر من خمسة أضعاف، فيما توقفت صادرات الكهرباء إلى العراق بشكل كامل.

وذكرت وكالة إيسنا في تقرير، أن القدرة التبادلية للكهرباء بين إيران والدول المجاورة تُقدَّر بنحو 3000 ميغاواط، حيث تستورد إيران الكهرباء من أذربيجان وأرمينيا وتركمانستان، فيما تصدره إلى العراق وباكستان وأفغانستان. كما أن التبادل مع تركيا يتم بشكل ثنائي، أي عبر الاستيراد والتصدير معاً.

وتتبع إيران في هذا المجال سياسة «التوازن الصفري»، أي تصدير الفائض من الكهرباء إلى الدول المجاورة عند توفره، واللجوء إلى الاستيراد في فترات النقص، خصوصاً في فصل الصيف. وتؤخذ في هذه السياسة بالاعتبار فروق التوقيت الديني وأيام العطل وأوقات الذروة، إذ تختلف بين إيران وتركيا على سبيل المثال.

صادرات الكهرباء إلى العراق تصل إلى الصفر

وبحسب البيانات الرسمية، فإن الصادرات الرئيسية للكهرباء، التي كانت تتجه أساساً إلى العراق بموجب عقود دولية، توقفت كلياً في الآونة الأخيرة، فيما تقتصر الصادرات إلى أفغانستان على الحد الأدنى المتوافق مع الالتزامات التعاقدية.

وفي 12 أغسطس وحده، استوردت إيران نحو 400 ميغاواط، بينما لم تتجاوز صادراتها 80 ميغاواط. ويعكس ذلك أولوية الحفاظ على استقرار الشبكة الداخلية على حساب التزامات التصدير، ما يشير إلى أن أمن الطاقة في الصيف أصبح مقدماً على أي اعتبارات أخرى.

ومع ارتفاع درجات الحرارة، وصل الضغط على شبكة الكهرباء الإيرانية إلى مستوى يقترب من 77 ألف ميغاواط، وهو رقم لم يبلغ بعد الذروة المسجلة العام الماضي عند 80 ألف ميغاواط، لكنه يبقى مؤشراً على هشاشة الشبكة. وللتعامل مع هذه الظروف، وضعت شركة الكهرباء الإيرانية 14 مشروعاً حيوياً على مستوى البلاد، منها 26 مشروعاً في شمال إيران (محافظتا مازندران وكلستان) باستثمارات تفوق ستة تريليونات تومان.

المحافظات الأكثر استهلاكاً

تتصدر محافظات طهران وخوزستان وهرمزكان وفارس وغيلان ومازندران قائمة الأكثر استهلاكاً للطاقة. ومن أبرز التطورات هذا العام الزيادة الملحوظة في واردات الكهرباء. إذ قال محمد الله‌ داد، نائب شؤون النقل والتجارة الخارجية في شركة الكهرباء الإيرانية، إن واردات الكهرباء تجاوزت الصادرات بأكثر من خمسة أضعاف، في تحول هدفه تقليص العجز وتلبية الطلب المحلي. وأوضح أن الصادرات إلى العراق توقفت بالكامل، فيما بقيت إلى أفغانستان ضمن الحدود التعاقدية فقط.

ورغم المشاريع الجديدة وإجراءات ترشيد الاستهلاك، لا تزال شبكة الكهرباء في إيران خلال صيف 2025 عرضة لضغوط شديدة. فارتفاع درجات الحرارة وزيادة الاستهلاك من جهة، مقابل تقليص الصادرات وزيادة الواردات من جهة أخرى، يجعلان تجاوز أزمة الصيف مرهوناً بمزيج من الاستثمارات التقنية وتعاون المواطنين في خفض الاستهلاك.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

19 + 15 =

زر الذهاب إلى الأعلى