الصحف الإيرانية المحافظة تهاجم ظريف وتتهمه “بالخطاب الباذخ والترقيع”

هاجمت صحيفة فرهيختان ما كتبه ظريف، مشيرة إلى أن هذا المقال هو الثاني لظريف في فورين بوليسي، وأنه يواصل نفس الطريق الذي بدأه سابقًا بشأن العودة إلى طاولة التفاوض.

ميدل ايست نيوز: حظي مقال رأي محمد جواد ظريف في مجلة “فورين بوليسي” الذي ركز على “المبادرة الدبلوماسية” و”تغيير النموذج”، بتغطية واسعة في الصحف الإيرانية، لكنه واجه هجومًا حادًا من قبل وسائل الإعلام المحافظة. صحيفة فرهيختكان اتهمته بـ”الخطاب الباذخ عديم الجدوى”، وخراسان ركزت على “التكاليف السابقة”، بينما وصفت صحيفة جوان مقاله بأنه “تكرار وهم التفاوض مع أميركا”، واعتبرت كيهان أنه محاولة لـ”تجميل الإخفاقات الكبرى”.

وأكد ظريف في مقاله أن الشرق الأوسط يمر بـ”نقطة تحول خطرة”، مشيرًا إلى أن “المتطرفين يستفيدون من إغلاق نوافذ الدبلوماسية، بينما تدفع الشعوب الثمن”.

واقترح ظريف الانتقال من “نموذج التهديد” إلى “نموذج تمكين الفرص”، مشددًا على تعزيز العلاقات مع الجيران، وتطوير التعاون مع دول الجنوب العالمي، وإعادة تعريف الشراكات الإقليمية، وحتى بدء حوارات جديدة مع أوروبا وأميركا كاستراتيجيات فعالة. وأكد أن “هذا التغيير يجب أن يبدأ من الداخل ويشع إلى البيئة المحيطة”.

فرهيختكان: “نموذج؟ انحدار؟ سطح؟”

هاجمت صحيفة فرهيختان ما كتبه ظريف، وكتبت بعنوان ساخر: “نموذج؟ انحدار؟ سطح؟”، مشيرة إلى أن هذا المقال هو الثاني لظريف في فورين بوليسي، وأنه يواصل نفس الطريق الذي بدأه سابقًا بشأن العودة إلى طاولة التفاوض، متسائلة: “إذا كانت هذه الوصفة فعالة، فلماذا لم يتمكن من تنفيذها خلال سنوات وزارته؟” وأضافت أن ظريف “وضع كل رأس مال الدولة على الاتفاق النووي، لكنه أصبح كما وصفه بـ’لا شيء’، والآن يريد بنفس الخطاب الباذخ أن يقول للمجتمع إن الحل يكمن في تغيير النموذج، وكأنها اكتشاف جديد”. وأكدت الصحيفة أن كلامه اليوم “جهد للعودة إلى السياسة أكثر من كونه استراتيجية”.

خراسان: “تغيير النموذج مِن جيب مَن؟”

ذكرت خراسان تجربة الاتفاق النووي، مشيرة إلى أن ظريف شدد على تغيير النموذج، لكنها تساءلت: “هل يمكن تغيير النموذج دون مراعاة التكاليف السابقة؟ التكاليف التي دفعت أثناء الاتفاق وضاعت جزء كبير من القدرات الاقتصادية للبلاد”. وأضافت أن “اللعب بالكلمات وتكرار مفاهيم مثل ‘تمكين’ أو ‘الجنوب العالمي’ لا يغطي التحديات الحقيقية”، مشيرة إلى أن الشعب ينتظر من السياسيين المحاسبة على سجلهم، لا أن ينسى الماضي بشعارات جديدة. وأكدت أن البلاد تحتاج اليوم إلى سياسات عملية تستند إلى المصالح الحقيقية للشعب أكثر من الحاجة إلى وضع نماذج نظرية.

جوان: “اتركوا أميركا”

استخدمت صحيفة جوان لغة أكثر حدة، معتبرة أن ظريف “لا يزال أسير وهم أن التفاوض مع أميركا سينقذ إيران”، متسائلة: “ألم يكن الاتفاق النووي كافياً لإثبات أن أميركا غير موثوقة؟” وأضافت أن ظريف “تجاهل القدرات الداخلية والإقليمية ونسج وصفة مركزية على الغرب لم تؤد إلا إلى زيادة الضغوط الاقتصادية والسياسية على إيران”، مؤكدة أن “رؤيته تكرار للخطأ الاستراتيجي السابق أكثر من كونها تغييرًا في النموذج”.

كيهان: “حديث باذخ لتغطية العجز”

بدورها أيضاً هاجمت صحيفة كيهان ظريف بعنوان: “حديث باذخ لتغطية العجز”، مشيرة إلى أن استخدامه لمصطلحات مثل “التحول النموذجي” و”إعادة تعريف العناصر” و”استراتيجية جديدة” تهدف إلى تلميع إخفاقاته التاريخية والعودة إلى صناعة القرار. وأضافت أن وسائل الإعلام المدعية للإصلاح تلعب اليوم نفس الدور الذي لعبته خلال الاتفاق النووي، أي تلميع السذاجة الممزوجة بالخيانة، وأن التاريخ يظهر أن هذا “الإنجاز الدبلوماسي الباهر” لم يكن سوى سلسلة من الإخفاقات والتراجع والخسائر. وذكرت أن الشعب الإيراني دفع ثمن هذه المغامرات، من العقوبات غير المسبوقة إلى التضخم الجامح، وأن ظريف وزملاءه يسعون الآن للعودة إلى السياسة من خلال طرح “تغيير النموذج”، لكن الرأي العام لن ينخدع بهذا الترقيع مرة أخرى.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

11 − أربعة =

زر الذهاب إلى الأعلى