نتنياهو يقرع الطبول والسوداني يدق الأبواب والفصائل تعد العدة
على وقع تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي وُصفت بـ”الصريحة والخطيرة”، تحركت بغداد عبر اتصالات عاجلة يقودها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني مع قادة الفصائل والحشد الشعبي.

ميدل ايست نيوز: على وقع تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي وُصفت بـ”الصريحة والخطيرة”، تحركت بغداد عبر اتصالات عاجلة يقودها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني مع قادة الفصائل والحشد الشعبي. وفي المقابل، شدد رئيس هيئة الحشد فالح الفياض على أن “نتنياهو تجاوز كل الخطوط الحمراء”، مؤكدا أن العراق يمتلك وسائل الرد وحلفاء قادرين على قلب المعادلة في حال تعرضه لأي عدوان.
وذكرت مصادر مطلعة لموقع ”العالم الجديد”، أن “الساعات الماضية شهدت اتصالات واسعة من قبل رئيس الوزراء محمد السوداني، مع عدد من قادة الفصائل المسلحة لمناقشة التهديد الواضح والصريح من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من جهة، ومن جهة أخرى مع هيئة الحشد الشعبي”.
ولفتت إلى أن “السوداني لديه مخاوف من جر العراق إلى دائرة الصراع، لا سيما وأن الفصائل عازمة على الرد العسكري والمباشر على أي عدوان سيطال البلاد”.
إلى ذلك، قال رئيس هيئة الحشد فالح الفياض خلال ندوة حوارية في مجلس محافظة نينوى، بثها إعلام هيئة الحشد الشعبي، وتابعتها “العالم الجديد”، إن “نتنياهو تجاوز كل الخطوط الحمراء والقانون الدولي، وأصبح يشكّل تحديا لدول المنطقة”.
وأضاف: “لسنا تحت حكم نتنياهو أو أي شخصية أخرى، والعراق يمتلك وسائل ردّ وحلفاء وأصدقاء إذا ما تعرض لأي عدوان”.
وأكد الفياض: “لا نهرب من التهديدات والتلويح باستخدام القوة، وملزمون بالدفاع عن العراق”، نافيا “وجود تحديات أمنية كبيرة أو صراعات محلية”، ورأى أن “خلاص العراق ونجاته يكمن ببناء مشاريع وطنية تحترم التنوع”.
وكان رئيس الوزراء الأسرائيلي بينيامين نتنياهو، ألقى أمس الجمعة، خطابا صاخبا في الجمعية العامة للأمم المتحدة ركز فيه على “ضرورة إكمال المهمة ضد حركة حماس في غزة” ، ووجه رسائل واضحة عن امتدادات الصراع وتأثيره الإقليمي، فيمل قال “إن الفصائل في العراق مازالت تحت الردع” محذرا من أن ” أي محاولة لاستهداف إسرائيل ستواجه برد قاس”.
وردت حركة النجباء عبر المتحدث الرسمي بإسمها حسين الموسوي، بالقول، إن “نتنياهو يسعى للهروب من واقع الهزيمة والعزلة”، بحسب تصريحات نقلتها وسائل اعلام إيرانية.
وأضاف، أن “حركة النجباء لديها خيارات عدة، وتحذر من أن النظام الصهيوني اختبر في السابق قوة المقاومة في مواقع حساسة”.
من جانبه، قال عضو المجلس السياسي لحركة النجباء فراس الياسر: “من جهة يزعم نتنياهو أننا دمرنا أسلحة المقاومة في العراق، ومن جهة أخرى يخيف المقاومة العراقية من عواقب مهاجمة هذا النظام!”.
وأضاف: “إذا نجحتم في العراق فلماذا تخافون من الهجمات على نظامكم؟”، مشيرا إلى انه “يبدو أن سلاح المقاومة العراقية حرم إسرائيل من النوم”.
ولم تصدر الفصائل العراقية الأخرى موقفا حتى الآن على تهديد نتنياهو خلافا للنجباء، التي تنفرد عن بقية الفصائل الأخرى بعدم انخراطها بمشروع سياسي.
يأتي ذلك في وقت تعيش فيه الفصائل العراقية خلافا دفينا مع رئيس الوزراء محمد السوداني إثر بيان الناتو الأخير الذي رأته تنكر لتفاهماته وتعهداته السابقة للفصائل.
وكانت الخارجية الأمريكية قد أعلنت في بيان لها، في 17 أيلول سبتمبر الجاري، تصنيف أربعة فصائل عراقية كـ”منظمات إرهابية أجنبية”، وهي كل من حركة النجباء، وكتائب سيد الشهداء، وحركة أنصار الله الأوفياء، وكتائب الإمام علي منظمات إرهابية أجنبية”، في خطوة تفتح الباب أمام تداعيات سياسية وأمنية محتملة داخل العراق وخارجه.
يأتي ذلك بعد مرور أقل من ثلاثة أسابيع على الإفراج عن الإسرائيلية الروسية إليزابيث تسوركوف في بغداد، وكانت قد أعلنت جماعة كتائب حزب الله العراقية، وهي أحد أبرز فصائل المقاومة العراقية، المتهمة باختطافها، أن عملية الإفراج جاءت “لتجنيب العراق ضربة محتملة”.