إيران… إخلاء قرى حول بحيرة أرومية بسبب العواصف الملحية

كشف عدد من النواب والمسؤولين في إيران عن بدء موجة هجرة وإخلاء للسكان من القرى المحيطة ببحيرة أرومية بسبب العواصف الملحية الناجمة عن جفاف البحيرة.

ميدل ايست نيوز: كشف عدد من النواب والمسؤولين في إيران عن بدء موجة هجرة وإخلاء للسكان من القرى المحيطة ببحيرة أرومية بسبب العواصف الملحية الناجمة عن جفاف البحيرة.

وقال رئيس مجلس إدارة اتحاد صناعة المياه في إيران إن بحيرة أرومية وصلت إلى «أكثر أوضاعها تشاؤماً»، ولذلك «بدأت عملية إخلاء المحافظات المجاورة». ويُذكر أن هذا الاتحاد من مؤسسات القطاع الخاص في مجال المياه، بينما لم تصدر أي تقارير رسمية من الهيئات الحكومية بهذا الشأن.

وصرح حاكم ممكان، ممثل أرومية في البرلمان الإيراني، بأن الهجرة التدريجية لسكان القرى في حوض البحيرة قد بدأت، واعتبرها «ناقوس إنذار خطير».

بدوره، وصف رضا حاجي كريم، رئيس مجلس إدارة اتحاد صناعة المياه، العواصف الملحية وارتفاع درجات الحرارة نتيجة انعكاس أشعة الشمس ـ باعتبارها من تبعات الجفاف ـ بأنها «بداية الحكاية»، مؤكداً أنها تؤثر على الحياة وقابلية العيش في المنطقة و«تقضي عليها».

وأشار محمود طاهري، ممثل قرية شبستر القريبة من البحيرة في البرلمان، إلى تهديد صحة المواطنين بسبب العواصف الملحية، وطالب بسرعة معالجة أزمة بحيرة أرومية.

وفي تذكير شفهي موجه إلى الرئيس الإيراني ووزير الطاقة ورئيس منظمة البيئة، قال طاهري إن «التربة الخصبة في المنطقة دُمّرت نتيجة وضع البحيرة، ما هدد الأمن البيئي وأضر بالزراعة وتربية المواشي».

وكانت بحيرة أرومية أكبر بحيرة داخلية في إيران، لكنها خلال العقدين الماضيين تقلصت بشدة بسبب سوء إدارة الموارد المائية وبناء السدود والجفاف المتكرر، حتى وصلت إلى حافة الفناء.

وأثار جفاف البحيرة في السنوات الأخيرة ردود فعل واسعة لدى الرأي العام، رغم وعود الحكومات المتعاقبة، وحذّر خبراء البيئة مراراً من انعكاسات ذلك على مناطق شاسعة من البلاد.

ووصف رئيس اتحاد صناعة المياه بحيرة أرومية بأنها «مريض في حالة طوارئ يدخل مرحلة الغيبوبة»، مؤكداً أنه لا بد أن تبقى على قيد الحياة للحفاظ على النظام البيئي.

وأشار إلى أن جميع الحلول مطروحة أمام البلاد لإحياء البحيرة، غير أن الخطوات العملية غائبة. كما اعتبر المتحدث باسم قطاع المياه أن بحيرة أرومية أصبحت «رمزاً لسوء إدارة المياه والزراعة» في إيران، مؤكداً أن إنفاق مبالغ طائلة في السنوات الماضية لم يؤت ثماره، لأن الجزء الأهم من الخطة ـ تقليص 40 في المئة من الاستهلاك الزراعي ـ لم يُنفذ.

وأضاف أن الاعتماد على الأساليب السابقة لن يؤدي إلى إحياء البحيرة، داعياً إلى «قرارات جدية وعملية، لا مجرد تصريحات ووعود».

من جانبه، شدد النائب حاكم ممكان على أنه من دون إصلاح أنماط الزراعة وتقليل الاستهلاك المائي، لا يمكن عودة البحيرة إلى حالتها السابقة.

وكان قد صرّح في وقت سابق لوسائل الإعلام أن جفاف البحيرة قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم والإصابة بسرطان الجلد وتدمير الأراضي الزراعية نتيجة الغبار الملحي، متوقعاً أن يصل تأثيره حتى محافظات مثل زنجان وقزوين.

وكان رئيس منظمة البيئة الأسبق، عيسى كلانتري، قد قال في يونيو 2023 إنه إذا جفّت البحيرة، «سيتعين إجلاء أربعة ملايين نسمة من تبريز والمدن المجاورة، لأنهم لن يتحملوا الغبار الملحي أكثر من عشر سنوات».

أما أحدث تحذير رسمي، فجاء في أغسطس 2025 على لسان نائب رئيس منظمة البيئة الإيرانية الذي أعلن أن منسوب مياه بحيرة أرومية بلغ مستوى «لا يمكن الإعلان عنه».

وأوضح أحمد رضا لاهيجان زاده أن «الوضع الميداني بسبب الحرارة والتبخر أسوأ من الأرقام الحالية، والتوقعات بشأن الجفاف الكامل للبحيرة بنهاية الصيف صحيحة تماماً».

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 − 3 =

زر الذهاب إلى الأعلى