الصحافة الإيرانية: مظلة الردع الإقليمية ضد تهديدات الكيان الصهيوني

قال محلل بارز في شؤون غرب آسيا إن باكستان برزت كلاعب استراتيجي جديد، بوصفها القوة النووية الوحيدة في العالم الإسلامي، ما جعلها محط اهتمام متزايد من قبل الدول العربية الخليجية.

ميدل ايست نيوز: قال محلل بارز في شؤون غرب آسيا إن التطورات الأخيرة في المنطقة تشير إلى أن المعادلات الأمنية دخلت مرحلة جديدة، إذ شكّل الهجوم الإسرائيلي على قطر صدمة أمنية دفعت دول الخليج إلى إعادة النظر في استراتيجياتها الدفاعية، مضيفاً أن الاعتماد الكامل على الضمانات الأمنية الأمريكية لم يعد كافياً في ظل التهديدات الإقليمية المتزايدة والمتعددة الأوجه.

وقال المحلل هادي برهاني، لموقع المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في إيران إن باكستان برزت كلاعب استراتيجي جديد، بوصفها القوة النووية الوحيدة في العالم الإسلامي، ما جعلها محط اهتمام متزايد من قبل الدول العربية الخليجية. ويأتي ذلك بعد توقيع اتفاق دفاعي استراتيجي بين الرياض وإسلام آباد، تلاه اجتماع للتعاون العسكري بين البحرين وباكستان في المنامة، ما يعكس اتجاهاً متنامياً نحو التقارب الأمني بين الجانبين.

وأضاف: يُنظر إلى هذا التعاون على أنه خطوة لتعزيز الردع المشترك في مواجهة التهديدات الإقليمية المحتملة، خاصة من جانب إسرائيل، فضلاً عن كونه مؤشراً على تحوّل موازين القوى في المنطقة. فدخول باكستان إلى معادلات الأمن الإقليمي يحمل دلالات أوسع، منها تقليص اعتماد دول الخليج على الولايات المتحدة في تأمين الحماية، وفتح المجال أمام نشوء محاور تعاون جديدة بين القوى الإسلامية.

ووفقاً للمحلل، فإن الهجوم الإسرائيلي على قطر مثّل نقطة تحول في رؤية دول الخليج للمعادلات الأمنية، إذ أظهر أن وجود القواعد العسكرية الأمريكية الكبرى في المنطقة — مثل قاعدة العديد في قطر — لا يكفي لمنع التهديدات. وأوضح أن ذلك دفع قادة الخليج إلى البحث عن بدائل وردع ذاتي أكثر تنوعاً.

وأشار برهاني إلى أن دخول باكستان في هذه المعادلة لا يحمل طابعاً تنافسياً كما هو الحال مع تركيا، ما يجعلها شريكاً مقبولاً للدول الخليجية. وأضاف أن التعاون بين الجانبين يستند إلى تبادل المصالح، حيث تمتلك الدول الخليجية القدرات المالية بينما توفر باكستان الخبرة العسكرية وقوة الردع النووي.

ويرى المحلل البارز في شؤون غرب آسيا أن هذا التلاقي بين القدرات المالية العربية والإمكانات الدفاعية الباكستانية يؤسس لتحالف استراتيجي جديد، يمكن أن يسهم في تعزيز الأمن الإقليمي وتوفير توازن قوى في مواجهة إسرائيل، دون الانزلاق إلى مواجهة مباشرة.

كما لفت إلى أن لباكستان تاريخاً من التعاون العسكري مع الدول العربية، وموقفاً تقليدياً داعماً للقضية الفلسطينية، ما يجعلها حليفاً موثوقاً في نظر العواصم الخليجية.

ويضيف المحلل الإيراني أن دخول باكستان على خط الأمن الإقليمي له بعدان متكاملان: الأول عسكري وردعي، والثاني اقتصادي وتمويلي، مشيراً إلى أن باكستان تسعى من خلال هذا الانخراط إلى توسيع حضورها الاستراتيجي مقابل مكاسب اقتصادية واستثمارية من الدول الخليجية.

ويرى أن هذه التحولات قد تؤدي إلى إعادة تشكيل النظام الأمني في غرب آسيا، بحيث يصبح أكثر استقلالاً عن النفوذ الأمريكي وأكثر توازناً أمام القوة الإسرائيلية. كما اعتبر أن الاتفاقات الدفاعية بين باكستان ودول الخليج يمكن أن تشكّل في حال استمرارها “مظلّة ردع جماعي” جديدة في المنطقة.

وختم برهاني بالقول إن ما يجري في غرب آسيا يعكس ملامح نظام إقليمي ناشئ، يعاد فيه تعريف أدوار القوى المحلية والخارجية، مع بروز باكستان كفاعل رئيسي جديد في رسم معادلات الأمن والسياسة في المنطقة.

اقرأ المزيد

هل تتمكن إيران من الانضمام إلى الاتفاق السعودي الباكستاني؟

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة عشر − اثنا عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى