إيران.. التضخم يتأثر بشكل أساسي من ارتفاع أسعار المواد الغذائية

ميدل ايست نيوز: أظهرت البيانات الصادرة عن مركز الإحصاء الإيراني أن معدل التضخم لشهر سبتمبر من العام الجاري بلغ 3.8 في المئة. يُظهر هذا الرقم انخفاضًا طفيفًا مقارنة بشهر يوليو، ما يشير إلى تباطؤ نسبي في وتيرة ارتفاع الأسعار، إلا أنه ما يزال يُعد مرتفعًا ومقلقًا كمعدل تضخم شهري.

وقال موقع إكوايران الاقتصادي، إن التضخم الشهري في إيران خلال فصل الصيف شهد تقلبات ملحوظة، إذ بلغ في يوليو 3.5 في المئة، وفي أغسطس 2.9 في المئة، ثم ارتفع مجددًا في سبتمبر إلى 3.8 في المئة. وأهم دلالة لهذه المعدلات في الربع الثاني من العام هي استمرار التضخم المزمن في صلب الاقتصاد الإيراني، إذ إن زيادة تفوق 2 في المئة في الأسعار لعدة أشهر متتالية يمكن أن تُثبت معدل التضخم السنوي عند مستويات تتجاوز 30 في المئة.

لكن ما يميز تضخم شهر سبتمبر 2025 عن الأشهر السابقة هو الارتفاع الكبير في أسعار السلع الغذائية ضمن سلة إنفاق الأسر الإيرانية.

وفي حين يعكس معدل التضخم الشهري التقلبات القصيرة خلال شهر واحد، فإن التضخم النقطي يعطي نظرة متوسطة المدى على مسار الأسعار. هذا المؤشر، الذي يقيس التغير في تكلفة سلة السلع والخدمات مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، بلغ في سبتمبر 2025 نسبة 45.3 في المئة. بمعنى آخر، أن الأسر الإيرانية أنفقت في نهاية هذا الصيف نحو 45 في المئة أكثر مما أنفقته في نهاية الصيف الماضي لشراء السلة نفسها من السلع والخدمات.

ومثلما ارتفع التضخم الشهري، شهد التضخم النقطي هو الآخر اتجاهًا صعوديًا خلال صيف 2025، إذ ارتفع من 41.2 في المئة في يوليو إلى 42.4 في المئة في أغسطس، ثم تجاوز 45 في المئة في سبتمبر.

كذلك، بلغ معدل التضخم السنوي في العام المنتهي بشهر سبتمبر 2025 نحو 37.5 في المئة، ما يدل على استمرار التضخم المزمن في الاقتصاد الإيراني.

وتتألف السلع التي تشكل سلة إنفاق الأسر، والتي تُقاس من خلالها معدلات التضخم، من مجموعتين رئيسيتين: المواد الغذائية وغير الغذائية.

تضخم السلع الغذائية

قدّر معدل التضخم الشهري للمواد الغذائية في إيران في سبتمبر 2025 بنسبة 5.2 في المئة، وهو أعلى معدل تضخم شهري للأغذية خلال النصف الأول من العام.

وتُظهر البيانات أن التضخم النقطي والتضخم السنوي لهذه الفئة من السلع سجلا أيضًا أعلى مستوياتهما خلال الأشهر الستة الأولى من العام.

وسُجل أعلى معدل تضخم بين مختلف المجموعات الغذائية في فئة “الفواكه والمكسرات”، إذ ارتفع التضخم فيها من 4 في المئة في أغسطس إلى 9 في المئة في سبتمبر، وهو ليس فقط أعلى معدل تضخم بين المواد الغذائية، بل الأعلى بين جميع مكونات سلة إنفاق الأسر.

وجاءت مجموعة “الخضروات” في المرتبة الثانية بنسبة تضخم بلغت 8.7 في المئة. ووفقًا لرئيس الاتحاد الوطني للمنتجات الزراعية في إيران، فإن من بين العوامل التي أسهمت في الارتفاع الحاد لأسعار الفواكه والخضروات، إلى جانب الجفاف وانقطاع الكهرباء، ترحيل العمال الأفغان، الأمر الذي ضاعف تكاليف جني المحاصيل.

إلى جانب هاتين الفئتين، شهدت مجموعة “اللحوم الحمراء والدواجن” أيضًا ارتفاعًا حادًا في الأسعار، إذ بلغ معدل التضخم فيها 7.4 في المئة خلال سبتمبر، وهو أعلى بكثير من معدلات الأشهر السابقة.

تضخم السلع غير الغذائية

ارتفع معدل التضخم الشهري للسلع غير الغذائية في سبتمبر 2025 بمقدار 0.7 نقطة مئوية، ليصل إلى 3 في المئة. وتصدرت فئة “المياه والكهرباء والوقود” قائمة الارتفاعات في هذه المجموعة بمعدل تضخم بلغ 8.5 في المئة، أي بزيادة قدرها 1.4 نقطة مئوية مقارنة بالشهر السابق.

تلتها فئتا “التعليم” و”الترفيه والثقافة” اللتان سجلتا أكبر قفزات في الأسعار مقارنة بالشهر الماضي، حيث ارتفع معدل التضخم في فئة التعليم بمقدار 2.2 نقطة مئوية، وفي فئة الترفيه والثقافة بمقدار 2.3 نقطة مئوية.

كما تظل مجموعة “الإسكان” من العناصر الأساسية للسلع غير الغذائية، وقد سجلت تضخمًا بنسبة 2.8 في المئة خلال سبتمبر، لتبقى ضمن الفئات التي تجاوز معدل التضخم فيها 2 في المئة، بعد أن شهدت الشهر الماضي ارتفاعًا مماثلًا.

وسُجلت أكبر قفزة في التضخم ضمن السلع غير الغذائية في فئة “شراء المركبات”، إذ ارتفع معدلها من 0.3 في المئة في أغسطس إلى 2.8 في المئة في سبتمبر.

في العموم، تُظهر بيانات سبتمبر 2025 أن التضخم في إيران تأثر بشكل أساسي بارتفاع أسعار المواد الغذائية، بينما شهدت السلع غير الغذائية نموًا أكثر اعتدالًا. وتُبرز هذه الصورة أن الضغوط التضخمية ما تزال تتركز على معيشة الأسر الإيرانية اليومية.