إيران.. جامعة شريف للتكنولوجيا تخسر 26 عضواً من هيئتها التدريسية

قال القائم بأعمال رئيس جامعة شريف الصناعية في طهران إن 26 عضواً من هيئة التدريس بالجامعة غادروا بشكل كامل وقطعوا تعاونهم مع المؤسسة خلال السنوات الأخيرة.

ميدل ايست نيوز: قال القائم بأعمال رئيس جامعة شريف للتكنولوجيا في طهران إن 26 عضواً من أصل 460 عضواً في هيئة التدريس بالجامعة غادروا بشكل كامل وقطعوا تعاونهم مع المؤسسة خلال السنوات الأخيرة، مشيراً إلى أن هذه الظاهرة تعكس واقعاً مقلقاً تعانيه الجامعات الإيرانية.

وأوضح مسعود تجريشي، في تصريحات نشرتها وكالة مهر للأنباء، أن مسألة هجرة الكوادر الأكاديمية أصبحت حقيقة لا يمكن إنكارها، مضيفاً: “بُذلت جهود كبيرة منذ الحكومة السابقة لمعالجة الأوضاع المعيشية لأعضاء هيئة التدريس، لكن عندما لم نتمكن من رفع رواتبهم بما يتناسب مع معدلات التضخم، ظهرت مشكلات جدية.”

وأشار إلى أن الحكومات السابقة كانت ترى أن رفع رواتب الأساتذة سيجبرها على زيادة أجور القضاة والمعلمين وأفراد قوى الأمن، ولذلك لم تعطِ هذه القضية الأولوية اللازمة. وأضاف أن هذا الإهمال أدى إلى تراجع في مجالات العلم والتكنولوجيا، “ما يعني أننا خسرنا مساحة مهمة لصالح المنافسين والأعداء”، بحسب تعبيره.

وأكد القائم بأعمال رئيس جامعة شريف للتكنولوجيا أن الأجور لم تشهد زيادة توازي ارتفاع الأسعار، الأمر الذي حال دون تلبية الاحتياجات الأساسية للأساتذة.

وفي إشارة إلى أوضاع أعضاء هيئة التدريس الذين غادروا الجامعة، قال تجريشي إن من بين 52 أستاذاً غادروا خلال السنوات الأخيرة، قطع 26 منهم علاقتهم تماماً بالجامعة ولن يعودوا إليها، فيما أُوفد 13 أستاذاً إلى العمل في مؤسسات وهيئات أخرى داخل البلاد، وحصل 8 أساتذة على إجازات مؤقتة وأعلنوا نيتهم العودة، في حين يقضي 5 آخرون حالياً فرصاً دراسية مؤقتة في الخارج وسيعودون لاحقاً.

وأعرب تجريشي عن قلقه من أن تتحول الإجازات الدراسية والإجازات بدون راتب إلى ذريعة لمغادرة البلاد نهائياً، قائلاً: “إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة، سنشهد مغادرة تدريجية لعدد أكبر من الكوادر الأكاديمية، ما يشكل خطراً حقيقياً على مستقبل الجامعة.”

وحول تأثير هذه الهجرة على المستوى العلمي للجامعة، أوضح أن خروج هؤلاء الأساتذة سيؤثر حتماً في البنية الأكاديمية، موضحاً أن “كل عضو في هيئة التدريس ينشر في المتوسط خمس مقالات علمية سنوياً، وبالتالي فإن مغادرة 26 أستاذاً تعني خسارة نحو 130 بحثاً علمياً في العام الواحد.”

وأضاف أن نقص عدد الأساتذة سيؤدي إلى تنظيم الصفوف الدراسية بعدد أقل من الكوادر، كما أن رحيل أحدهم يشجع الآخرين على التفكير في الهجرة بدورهم.

وفي ما يتعلق بالحلول الممكنة، شدد تجريشي على ضرورة توسيع بيئة النشاط العلمي داخل البلاد، وتوفير السكن لأعضاء هيئة التدريس وتحسين البنى التحتية البحثية والمختبرية، مؤكداً أن هذه الملفات مدرجة على جدول أعمال الحكومة.

وقال: “جميع المهتمين بالعلم والتكنولوجيا يتطلعون إلى أن تؤدي هذه الخطوات إلى نتائج ملموسة سريعاً، لأن ذلك سيكون رسالة إيجابية للأساتذة.” وأضاف أن الراتب الشهري لأستاذ مساعد في الدرجة الأولى يبلغ حالياً 24 مليون تومان، وهو مبلغ لا يكفي لتغطية تكاليف المعيشة.

وأكد في ختام حديثه ضرورة تقديم دعم خاص لأعضاء هيئة التدريس المتميزين، موضحاً أن الأمر لا يتطلب مساواة في المزايا، بل يجب تخصيص الإمكانات البحثية وفق الكفاءة والأداء، على أن تتكفل الدولة بتوفير الحد الأدنى من احتياجات هؤلاء الأكاديميين الشباب، معتبراً أن هذا الطلب ليس مبالغاً فيه ولا يتجاوز قدرة النظام على تلبيته.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 − واحد =

زر الذهاب إلى الأعلى