الصحافة الإيرانية: ما دلالات تصريح بوتين بشأن عدم سعي إسرائيل إلى المواجهة؟

ذكرت صحيفة "جوان" الإيرانية أن "الرسالة الإسرائيلية الموجهة إلى إيران لتجنّب المواجهة العسكرية تمثل دليلاً على ضعف تل أبيب وانهيارها الداخلي".

ميدل ایست نیوز: ذكرت صحيفة “جوان” الإيرانية، في تحليل للكاتب غلام رضا صادقيان تناول فيه الخطاب الأخير للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن “الرسالة الإسرائيلية الموجهة إلى إيران لتجنّب المواجهة العسكرية تمثل دليلاً على ضعف تل أبيب وانهيارها الداخلي”. واعتبر الكاتب أن هذا التراجع ناتج عن خوف إسرائيل من رد إيران وعزلتها المتزايدة على الساحة الدولية.

وفي مقاله المعنون “كيف يجب أن نفهم خطاب بوتين؟”، رأى صادقيان أن الخطاب الأخير للرئيس الروسي – الذي يُحتمل، بحسب الكاتب، أنه مرتبط بتفاهم إنهاء الحرب في غزة – تضمّن تصريحاً قال فيه بوتين: “لقد تلقينا رسالة من قادة إسرائيل نُبلغها إلى أصدقائنا الإيرانيين، مفادها أن تل أبيب لا تسعى إلى المواجهة”.

وأشار صادقيان إلى أن الكمّ الكبير من التحليلات المتناقضة في الفضاء الإعلامي جعل الجمهور يكتفي بتفسيرات مبسطة وضعيفة، مضيفاً: “أقترح أن تُقدّم التحليلات للرأي العام بأبسط شكل ممكن، من دون إضافات كثيرة لا مبرر لها”.

أربعة أسباب رئيسية لابتعاد إسرائيل عن الحرب

وأورد الكاتب أربعة أسباب واضحة، مستنداً إلى صحة ما ورد في خطاب بوتين، تفسر امتناع إسرائيل عن خوض حرب جديدة:

  1. العجز عن تحقيق الأهداف المعلنة، وهو السبب نفسه الذي أجبر إسرائيل على التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس.
  2. العزلة الدولية المتفاقمة التي وصفها بأنها “من أكثر الأمور إيلاماً للصهاينة”.
  3. الانهيار الاقتصادي والنفسي والاجتماعي الداخلي الذي تعترف به وسائل الإعلام الإسرائيلية نفسها.
  4. الخوف من رد إيراني أقوى في حال تكرار المواجهة، لأن “جراح حرب الأيام الاثني عشر لم تلتئم بعد”.

وأضاف صادقيان: “عودة إسرائيل إلى الحرب تعني عودتها إلى الجحيم بأشكاله الأربعة المذكورة، وإذا افترضنا أنها فعلاً، كما قال بوتين، لا تنوي خوض حرب جديدة، فلا داعي لإضافة فرضيات أخرى إلى هذه الأسباب”.

من اتفاق غزة إلى انحدار إسرائيل الأخلاقي

يرى الكاتب أن الشواهد الحالية تفرض نفسها على أي تحليل سياسي. وأول هذه الشواهد، بحسب قوله، هو “الاتفاق مع حماس”، الذي وصفه بأنه “يتناقض كلياً مع شعارات إسرائيل السابقة حول القضاء على حماس ومحو فلسطين من الخريطة”.

أما الشاهد الثاني فهو ما سماه “انتفاضة العالم ضد الصهيونية”، مشيراً إلى مواقف دولية عديدة، منها ما قاله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن “إسبانيا يجب أن تُطرد من حلف الناتو لأنها حظرت نقل الأسلحة والسلع إلى إسرائيل”.

وأضاف الكاتب أن “التعاطف مع إسرائيل في الولايات المتحدة الذي كان سائداً في أكتوبر 2023، تحوّل في أكتوبر 2025 إلى تعاطف مع فلسطين”.

وأشار أيضاً إلى “تزايد مظاهر اليأس داخل الجيش الإسرائيلي وارتفاع حالات الانتحار والأزمات الاقتصادية وموجة مقاطعة البضائع الإسرائيلية”، معتبراً أن هذه المؤشرات “تعكس جانباً من الواقع المؤلم الذي تعيشه إسرائيل اليوم”.

إيران: العامل الرادع الذي أجبر تل أبيب على التراجع

في القسم الرابع من مقاله، تناول صادقيان دور إيران، قائلاً: “حتى أكثر المحللين السياسيين تطرّفاً في مواقفهم والذين يختلفون فيما بينهم، يعترفون بأن الهدف من الهجوم الإسرائيلي على إيران كان إسقاط النظام، لكن إسرائيل فشلت، بينما نجحت إيران في إعادة بناء قدراتها والاستعداد مجدداً لأي مواجهة”.

وخلص إلى القول إن قرار إسرائيل بالتخلي عن نزعتها الحربية “يُعدّ مفهوماً على الأقل لفترة أطول من المعتاد بالنسبة لأنظمة معتدية كهذه”.

تحذير من الانفعالات الإعلامية

وفي ختام مقاله، وجّه صادقيان انتقاداً حاداً للمشهد الإعلامي في إيران، قائلاً: “في المجتمعات الحديثة، ومنها إيران، بات الناس من عامة الجمهور والنخب يستقون مواقفهم من موجات الانفعال السريعة على مواقع التواصل، لا من القراءة والفكر المنهجي”.

وحذّر من أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي قريباً إلى “تكرار الخطاب المضلّل نفسه الذي يصوّر إسرائيل كمنتصرة والمقاومة كمهزومة”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

20 − خمسة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى