حرائق هور العظيم تدخل شهرها السابع.. وخبراء: كارثة بيئية تهدد حياة الإيرانيين

تستمر الحرائق في الجزء العراقي من هور العظيم منذ سبعة أشهر، في حين يهدد الدخان الكثيف الناتج عنها صحة سكان محافظة خوزستان الإيرانية.

ميدل ايست نيوز: تستمر الحرائق في الجزء العراقي من هور العظيم منذ سبعة أشهر، في حين يهدد الدخان الكثيف الناتج عنها صحة سكان محافظة خوزستان الإيرانية.

وقال مسؤولون محليون إن الحرائق المشتعلة في الجزء العراقي من هذا المستنقع الضخم، الذي يعاني من الجفاف ونقص المياه منذ أكثر من سبعة أشهر، تسببت في تلوث الهواء بشكل واسع نتيجة الرياح التي تدفع الدخان باتجاه الأراضي الإيرانية، ما أدى إلى تعطيل الحياة اليومية في غرب خوزستان.

وأوضح الخبراء أن حل هذه الأزمة البيئية يتطلب تعاوناً بين العراق وتركيا وإيران لضمان توفير حصة كافية من المياه (حقوق مائية) للمستنقع، الأمر الذي يمكن أن يوقف عملية الاحتراق الذاتي الجارية فيه. لكن السلطات العراقية – وفقاً للمصادر المحلية – لم تتخذ حتى الآن إجراءات فعالة لإخماد الحرائق، ويبدو أنها تنتظر هطول الأمطار لإطفائها طبيعياً.

وأشار مسؤولون إيرانيون إلى أن محافظ خوزستان وجّه خلال فترتين سابقتين بإرسال طائرات لإطفاء الحرائق إلى الجزء العراقي من هور العظيم، إلا أن هذه الخطوة كانت مؤقتة ولم تحقق نتائج دائمة، مؤكدين أن الحل الجذري يكمن في إعادة ضخ المياه إلى المستنقع.

وقال محافظ مدينة الحويزة إن “وضع الاحتراق الذاتي في هور العظيم لم يتغير بشكل ملحوظ، لكن انخفاض درجات الحرارة خفف من حدته بعض الشيء”، مضيفاً أن الدخان ما زال يغطي أجواء المنطقة بسبب استمرار الحريق، ولم تُتخذ أي إجراءات حقيقية للسيطرة عليه حتى الآن.

من جانبه، قال النائب عن مدن أهواز وباوي وحميدية وكارون، محسن موسوي زاده، إن “الحرائق في الجزء العراقي من هور العظيم والدخان المتصاعد على مدار الساعة فوق سماء خوزستان تخلق مشهداً مشابهاً لكارثة حلبجة، بحسب وصف الخبراء”، داعياً الحكومة الإيرانية إلى تحرك عاجل عبر التفاوض مع العراق وبمساعدة الأمم المتحدة لإيجاد حل لهذه الأزمة البيئية الإقليمية.

بدوره، أوضح المدعي العام في سهل آزادكان أن “الحرائق المتكررة في الجزء العراقي من هور العظيم شرق بحيرة أم النعاج والمجاور للحدود الإيرانية، أدت إلى انتشار دخان كثيف خلال ليال متتالية، ما تسبب في تدهور جودة الهواء وزيادة حالات الإصابة بمشكلات تنفسية في المناطق القريبة”.

وأضاف محسن صادقيان أن “انخفاض حصة المياه المخصصة للمستنقع، والجفاف الحاد الأخير، وبناء السدود في أعالي الأنهار داخل إيران وتركيا من العوامل الرئيسية التي فاقمت هذا الوضع”، مشدداً على أن “استمرار الحرائق وانتقال الدخان إلى المدن الإيرانية أثار استياء عاماً وزيادة في مراجعات المواطنين للمراكز الطبية”.

وأكد صادقيان أنه من الضروري أن تتخذ إدارة البيئة وإدارة الأزمات في محافظة خوزستان إجراءات عاجلة للسيطرة على الوضع، داعياً إلى تحرك قانوني من قبل الادعاء العام في المحافظة ومركز الإقليم، ومشدداً على وجوب إحالة القضية إلى الادعاء العام للدولة إذا كانت تحتاج إلى متابعة على المستوى الوطني أو الدولي.

ويُعد مستنقع هور العظيم، الواقع على الحدود بين إيران والعراق في جنوب غرب محافظة خوزستان، من أكبر المستنقعات في إيران وله دور حيوي في الحفاظ على التوازن البيئي للمنطقة.

وقد سُجّل هور العظيم ضمن اتفاقية رامسر كأحد الأنظمة البيئية العالمية القيّمة، ويحظى باهتمام المؤسسات البيئية المحلية والدولية. ويرى الخبراء أن إحياء هذا المستنقع يتطلب تعاوناً مشتركاً بين إيران والعراق وإدارة فعّالة للموارد المائية، وإطلاقاً منظّماً للمياه من نهري الكرخة ودجلة لتفادي تكرار الكوارث البيئية في المنطقة.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

1 × 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى