تقرير أمني إسرائيلي عن استراتيجية داعش الجديدة في العراق

التنظيم بصدد إعادة التصعيد في العراق مستقبلا، وخصوصا بحال خروج القوات الأميركية.

ميدل ايست نيوز: خلال العام الماضي، بدأ تنظيم داعش بمحاولة استعادة قوته تدريجيا بعد الضربتين القاتلتين اللتين تلقاهما، وهما انهيار التنظيم وقتل زعيمه، ما أدى إلى ضرب قدراته العسكرية والمالية وأجبره على تغير أسلوب عمله وأهدافه، وفقا لمركز المعلومات حول الاستخبارات والإرهاب الإسرائيلي.

وأفاد المركز أن الضربات التي تلقاها التنظيم لم تقتله وقد نجح في البقاء على قيد الحياة وهو يعمل على إعادة تنظيم صفوفه، وشن هجمات في عدد من المحافظات العراقية والسورية، وأكد أن التنظيم تبنى استراتيجية جديدة حولته من كيان شبه دولة إلى عصابات تمتنع عن احتلال الأراضي، كما تتضمن التنازل المؤقت عن إنشاء “دولة الخلافة” خلال هذه الفترة واستمرار حرب العصابات والنشاط الإرهابي.

بالإضافة إلى الحفاظ على بقاء التنظيم خاصة في سوريا والعراق، وتطبيق اللامركزية في نظام القيادة ضمن مختلف المحافظات، والحفاظ على وحدة الصفوف ومنع الانشقاقات وتحديث النظام الإعلامي.

وبحسب المركز، ستؤثر هذه الاستراتيجية الجديدة بشكل كبير على سلوك داعش في العراق وسوريا، مشيراً إلى أن التنظيم بصدد إعادة التصعيد في العراق مستقبلا، وخصوصا بحال خروج القوات الأميركية.

وأوضح المركز أن خروج قوات الائتلاف الدولي قد يقلل من الضغط الذي يمارس على داعش ويحفزه على رفع رأسه مرة أخرى عن طريق تصعيد القتال في هذه الساحة الحيوية بالنسبة له، مؤكدا أن تعزيز قوة التنظيم في العراق قد يرفع الروح المعنوية ويزيد من تحفيز عناصرها في الدول الأخرى.

وألمح إلى أن البغدادي كان شخصية مهيمنة في التنظيم وأنه كان صاحب القرار النهائي في الأمور العسكرية والتنظيمية  لذلك كان مقتله ضربة شديدة للتنظيم، كما الهزائم المتتالية والضربات على قدراته العسكرية والمالية في العراق وسوريا، فقد قدرت إيراداته من النفط وتسويق المنتجات النفطية في عام 2014 بمبلغ 100 مليون دولار شهريًا.

وعلى الرغم من فقدان الأراضي والموارد، فإن نشاط داعش كمنظمة إرهابية وعصابات يمنحها مزايا كبيرة، أبرزها المرونة في نشر قواته دون أي التزام لإدارة حياة السكان في المناطق الخاضعة لسيطرته، وفقا للمركز.

كما تضاف إلى مزايا كون داعش عصابة، انخفاض تعرضه للهجمات التي تشنها الولايات المتحدة والتحالف الدولي والجيوش المحلية، حيث أن عناصره غير ملزمين بالاحتفاظ بالأراضي والدفاع عنها، كل هذا يمكّنه من الحفاظ على بقائه وتنظيم نفسه قبل تصعيد الهجوم في العراق، مركز نشاطه، عندما تتغير الظروف.

تميز العام الماضي بتحول انتباه وأولوية الولايات المتحدة والتحالف الدولي من الحملة ضد داعش إلى المواجهة لإيران، كما أن تفشي فيروس كورونا وسحب عدد من دول التحالف مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا جزءا من قواتها أعطي فرصة أكبر للتنظيم لإعادة تنظيم صفوفه، فداعش يدرك جيداً التغيير الذي يحدث في البيئة الاستراتيجية في العراق، وهو أهم مجال لنشاطه، لذلك، في هذه المرحلة، يفضل التصرف بحذر وزيادة نطاق نشاطه تدريجيًا، مع تجنب هجمات قد تعرضه للانتقام، بحسب المركز.

وهذا ما أكده معتقلو داعش أثناء استجوابهم، فقد قالوا إن التنظيم يركز جهوده على إعادة تنظيم قواته في العراق ويتوقع أن تغادر قوات التحالف الدولية قريبا، وفي ذلك الوقت سيزيد من نطاق نشاطه وسينفذ هجمات أكثر أهمية. 

ويرى المركز أنه على الرغم من الضربات التي عانى منها التنظيم، تبقى الرؤية الرئيسية لداعش هي إقامة “دولة الخلافة” ولتحقيق ذلك يٌظهر قدرًا كبيرًا من الواقعية ويمتنع عن العودة إلى السيطرة الإقليمية الواسعة في الوقت الحالي، عبر طريقة لا تعرض التنظيم وعناصره لخطر.

ومن وجهة نظر المركز، ستستمر استراتيجية داعش طوال عام 2020 على أساس مكون أساسي هو استمرار نشاط العصابات والإرهاب في الدول الأساسية (العراق وسوريا) بالتزامن مع إعادة تنظيم قواتها، كما أن الهجمات التي سينفذها ستكون عبارة عن هجمات انتحارية قاتلة، وتحرير السجناء من السجن، ومهاجمة كل من يعارضه أو ينتقده.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
مركز المعلومات حول الاستخبارات والإرهاب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثمانية − خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى