استنكار عربي إسلامي وترحيب أممي بالاتفاق الإماراتي الإسرائيلي
دعت القيادة الفلسطينية المجتمع الدولي للتمسك بالقانون الدولي وبقرارات الشرعية الدولية التي تشكل أساسا لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
ميدل ايست نيوز: رحبت مصر والبحرين باتفاق تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل الذي أعلن اليوم الخميس، في حين دعت الرئاسة الفلسطينية الجامعة العربية إلى الانعقاد واصفة هذا التطبيع بالخيانة، كما توالت ردود الفعل المنددة في أكثر من عاصمة عربية.
وغرد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على موقع تويتر “تابعت باهتمام وقدر بالغ البيان المشترك الثلاثي حول الاتفاق على إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية”. واعتبر أنها خطوات “من شأنها إحلال السلام في الشرق الأوسط”.
وجاءت تغريدة السيسي بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر تويتر بشكل مفاجئ عن اتفاق “تاريخي” بين الإمارات وإسرائيل حول تطبيع العلاقات.
كما عبرت البحرين عن تهانيها لدولة الإمارات وقيادتها “الحكيمة” على الاتفاق واتخاذ خطوات تعزز فرص التوصل إلى السلام في الشرق الأوسط.
وقال بيان نقلته وكالة أنبائها الرسمية “تشيد المملكة بالجهود الدبلوماسية المخلصة التي بذلتها دولة الإمارات، مؤكدة أن هذه الخطوة التاريخية ستسهم في تعزيز الاستقرار والسلم في المنطقة”.
وفي أول رد فعل رسمي، أكدت القيادة الفلسطينية “رفضها واستنكارها” للاتفاق، معتبرة إياه “خيانة للقدس”، ودعت إلى عقد اجتماع لجامعة الدول العربية، واستدعت سفيرها في الإمارات.
وأكد الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في بيان تلاه عبر شاشة التلفزيون الرسمي أن الاتفاق “نسف المبادرة العربية للسلام”، وهو “خيانة للقدس والأقصى وقرارات القمم العربية والإسلامية والشرعية الدولية وعدوان على الشعب الفلسطيني”.
كما دعت القيادة الفلسطينية المجتمع الدولي للتمسك بالقانون الدولي وبقرارات الشرعية الدولية التي تشكل أساسا لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، معتبرة أن السلام لا يتحقق إلا بالإنهاء الكامل للاحتلال الإسرائيلي.
وقالت لجان المقاومة الفلسطينية إن الاتفاق يكشف حجم المؤامرة على الشعب الفلسطيني، معتبرة أنه طعنة غادرة ومسمومة في ظهر الأمة.
كما أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس أن الاتفاق لا يخدم القضية الفلسطينية ويشجع الاحتلال على التنكر لحقوق الشعب الفلسطيني.
وقال حازم قاسم المتحدث باسم الحركة إن الاتفاق مع الاحتلال لا يخدم القضية الفلسطينية ويشجع الاحتلال على تنكره لحقوق الشعب الفلسطيني، واستمرار جرائمه بحقه.
وشدد على أن مواجهة الضم الحقيقية تكون بالمقاومة الشاملة والإسناد العربي لها وليس عبر مقايضتها باتفاقات من هذا النوع، معتبرا أنه كان المطلوب دوماً دعم نضال الشعب الفلسطيني المشروع لتحقيق أهدافه بالحرية وليس إقامة علاقات مع الاحتلال.
بدوره، قال القيادي بحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) عباس زكي إن الاتفاق يعتبر “تخليا من الإمارات عن الواجب القومي والديني والإنساني تجاه القضية الفلسطينية”.
كما نددت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بالاتفاق قائلة إنه طعنة جديدة في خاصرة الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية.
من ناحيتها، قالت حركة الجهاد الإسلامي إن الاتفاق يمثل سقوطا أخلاقيا وإستراتيجيا للسياسة الإماراتية التي تتنكر للإجماع القومي العربي وتخون ثوابت الأمة.
واعتبرت الحركة في بيان لها أن محاولة تبرير هذا الاتفاق هو تضليل محض واستخفاف لا ينطلي على أحد، داعية القوى الحية في العالم العربي والإسلامي والبرلمانات والشعوب لإعلاء صوتها برفض هذا الاتفاق الذي وصفته بالمذل.
كما قالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي إنه جرت مكافأة إسرائيل على عدم إفصاحها عما فعلته في فلسطين بشكل غير قانوني منذ بداية الاحتلال.
من جهته قال رئيس المبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي إن “اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي تطبيق لصفقة القرن التصفوية وطعنة في ظهر الشعب الفلسطيني”.
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن إن “التاريخ سيكتب أن من خانوا الشعب الفلسطيني وقضيته هم الخاسرون”.
وأصدرت وزارة الخارجية الإيرانية فجر الجمعة بيانا أدانت فيه بشدة إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل ووصفتها بـ”حماقة استراتيجية”.
وفي البيان الصادر أدانت الخارجية الإيرانية إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات العربية المتحدة والكيان الصهيوني، واعتبرت هذه الخطوة حماقة استراتيجية من جانب ابوظبي وتل ابيب، ستكون حصيلتها بلا شك تقوية محور المقاومة في المنطقة.
من جانبه، أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي أن على إسرائيل أن تختار بين السلام العادل أو استمرار الصراع الذي تعمقه انتهاكاتها للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وفي اليمن، قال وزير الخارجية اليمني محمد الحضرمي إن “موقف الجمهورية اليمنية سيظل ثابتا ولن يتغير تجاه القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق -غير القابلة للتصرف- وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.
من جهته، قال المتحدث باسم جماعة الحوثي محمد عبد السلام “نعبر عن استنكارنا الشديد للاتفاق الصهيوني الإماراتي ونعتبره خطوة مستفزة”، مضيفا “هذه الخطوة نقلت ما في السر إلى العلن، وتثبت أن العدو الصهيوني والأميركي مستمر في تدمير المنطقة”.
ترحيب أممي
قال جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأميركي إنه يوجد “احتمال كبير جدا، أن تعلن إسرائيل ودولة عربية أخرى تطبيع العلاقات، في حين كشف مسؤول إسرائيلي عن أن البحرين ستكون هي التالية، وسط تأكيد أميركي أن خطة تعليق ضم أراض فلسطينية مؤقتة.
بدوره، توقع مستشار ترامب للأمن القومي روبرت أوبراين حصول اتفاقات مماثلة بين إسرائيل ودول عربية، وقال “نعتقد أنه توجد دول أخرى مستعدة” لخطوة من هذا النوع.
وأوضح أوبراين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان أو من ينوب عنه مدعوان إلى “حفل توقيع رسمي في البيت الأبيض”.
لكن مسؤولا إسرائيليا رجح أن توقع دولة البحرين اتفاقية سلام مع إسرائيل في المستقبل القريب.
وفي حين برر وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، الخميس، قرار بلاده تطبيع العلاقات مع إسرائيل بأنه جاء للحفاظ على فرص حل الدولتين عبر تجميد إسرائيل مخطط ضم أراضي فلسطينية بالضفة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه لم يوافق على إزالة السيادة على الضفة الغربية من جدول أعماله مقابل التوصل إلى اتفاق مع الإمارات. وأوضح أن ما طُلب منه هو التريث في بسط السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية ولم يطلب منه شطب ذلك.
من جانبه قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن خطة الضم الإسرائيلية ليست على الطاولة في الوقت الحالي، مشيرا إلى أنه لا يستطيع الحديث عما إذا كانت إسرائيل ستنفذها مستقبلاً أم لا.
وأيده في ذلك السفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان الذي قال إن تجميد ضم أراضي الضفة الغربية يعني وقفه مؤقتاً، وإن ذلك التجميد لن يدوم.
وفي هذا السياق قال جاريد كوشنر إن إسرائيل لن تقدم على تنفيذ خطة ضم أراض فلسطينية إلا إذا توصلت إلى تفاهم بينها وبين الولايات المتحدة. وكشف كوشنر في مؤتمر صحفي أنه كانت هناك محادثات مقررة في الأشهر المقبلة بين واشنطن وتل أبيب بهذا الشأن، لكنها عُلقت في الوقت الحالي بسبب اتفاق السلام مع الإمارات.
وقد وصف مبعوث الولايات المتحدة السابق لعملية السلام في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات الاتفاق الإسرائيلي الإماراتي بأنه مذهل وتاريخي. وأضاف في لقاء مع الجزيرة أن القيادة الفلسطينية ليس لديها الحق في رفض الاتفاق.
بدوره رحب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور الجمهوري جيم ريتش بالاتفاق الذي وصفه بالتاريخي لتطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل، وأعرب عن أمله في أن يرى دولا أخرى في العالم العربي والإسلامي تحذو حذو الإمارات.
وقال ريتش في بيان إنه يتطلع إلى تعاون أكبر بين اثنين من الشركاء الرئيسيين للولايات المتحدة في مواجهة التحديات والتهديدات المشتركة في جميع أنحاء المنطقة.
واعتبر ريتش أن الرئيس دونالد ترامب ومستشاره وصهره جاريد كوشنر عملا على هذه القضية لفترة طويلة من الوقت مما يستحق الثناء على قيادتهما للتوصل إلى هذا الاتفاق الذي وصفه بالشامل، لافتا إلى أن الاتفاق يتضمن التزام إسرائيل بتعليق ضم الضفة الغربية.
لكن النائبة الديمقراطية رشيدة طليب انتقدت الاتفاق وقالت إن هذه الصفقة لن تخفف من معاناة الفلسطينيين بل ستزيد من تطبيعها.
ووصفت طليب -في تغريدة على تويتر- الاتفاق بأنه صفقة جديدة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
واعتبرت أن لب المسألة لم يكن يتعلق بضم للأراضي، وإنما بالفصل العنصري المتواصل والمدمر.
وفي هذا السياق، دعا الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، إلى زيارة إسرائيل، وذلك عقب الإعلان عن اتفاقية السلام بين إسرائيل والإمارات.
ونقل موقع صحيفة معاريف الإلكتروني عن ريفلين قوله إن الاتفاقية بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة منعطف هام وإستراتيجي لعمليات جديدة في المنطقة.
وهنأ ريفلين رئيس الولايات المتحدة ورئيس الوزراء الإسرائيلي وولي عهد إمارة أبو ظبي على توقيع الاتفاقية، واصفا إياها بالإنجاز المهم والمثير للإعجاب.
وفي إطار الترحيب الدولي، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في تغريدة على تويتر إن “قرار الإمارات وإسرائيل تطبيع العلاقات نبأ سار للغاية”.
وأضاف “كنت أتمنى بشدة ألا يمضي الضم في الضفة الغربية قدما واتفاق اليوم بتعليق تلك الخطط خطوة محل ترحيب على الطريق نحو شرق أوسط أكثر سلاما”.
وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب إن “الوقت حان لمحادثات مباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل، (فهي) السبيل الوحيد إلى سلام دائم”.
من جهته رحب وزير الشؤون الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان اليوم الخميس بالاتفاق، وقال إن فرنسا ترحب بتطبيع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والإمارات.
وقال الوزير في بيان إن قرار إسرائيل تعليق الضم المزمع لمناطق بالضفة الغربية بناء على الاتفاق التاريخي “خطوة إيجابية”، مضيفا أن التعليق يجب أن يصبح إجراء نهائيا.
وأضاف لو دريان أن “الاتفاق مهد الطريق لاستئناف المحادثات بين الإسرائيليين والفلسطينيين بهدف تأسيس دولتين”، واصفا ذلك بأنه “الخيار الوحيد” لتحقيق السلام بالمنطقة.