لبنان: هدوء في خلدة بعد اشتباكات مسلحة واتصالات تهدئة

شهدت منطقة خلدة توتراً أمنياً نتيجة إشكال وقع بين عددٍ من الشبان قبل أن يتطوّر إلى اشتباكات مسلحة أدت إلى سقوط قتيلين وعدد من الجرحى.

ميدل ايست نيوز: شهدت منطقة خلدة (محافظة جبل لبنان)، مساء الخميس، توتراً أمنياً نتيجة إشكال وقع بين عددٍ من الشبان في محيط سوبرماركت رمال، قبل أن يتطوّر إلى اشتباكات مسلحة أدت إلى سقوط قتيلين وعدد من الجرحى.

وتعدّدت الروايات حول الإشكال والأسباب التي أدت إلى وقوعه بداية، في ظلّ حديث عن حادث أمني وقع بين عناصر من “حزب الله” اللبناني، وأبناء عشائر عربية يُعرفون بـ”عرب خلدة”، وعملت أوساط محلية على تطويق الإشكال ومنع تفاقمه، خصوصاً أنّ المنطقة حسّاسة وتتشابك فيها أحزاب متعددة، وسبق أن سُجّلت حوادث سقط فيها قتلى، لا سيما بين مناصري “حزب التقدمي الاشتراكي” الذي يرأسه النائب السابق وليد جنبلاط، و”الحزب الديمقراطي اللبناني” برئاسة النائب طلال أرسلان، كما تقع المنطقة على تماس مع مناطق محسوبة على “حزب الله”.

وبعد أكثر من ساعتين من الاشتباكات، أصدرت قيادة الجيش- مديرية التوجيه بياناً أشارت فيه إلى أنه مساء الخميس وقع إشكال في منطقة خلدة قرب سوبر ماركت رمال بين أشخاص من عرب خلدة وعدد من سكان المنطقة على خلفية رفع راية لمناسبة عاشوراء، وما لبث أن تطور إلى إطلاق نار من أسلحة رشاشة وقذائف آر بي جي، ما أدى إلى سقوط قتيلين وعدد من الجرحى.

وأضاف البيان: “على الفور تدخلت وحدات الجيش الموجودة في المنطقة لضبط الوضع وإعادة الهدوء، كما تمّ اتخاذ إجراءات أمنية مكثفة واستقدام تعزيزات عسكرية وتسيير دوريات مؤللة”.

وعلى خلفية الاشكال، أوقف الجيش اللبناني أربعة أشخاص، بينهم اثنان من الجنسية السورية، وتجري ملاحقة باقي المتورطين في الإشكال لتوقيفهم، بحسب بيان الجيش.

وعمد عددٌ من الشبان إلى إحراق “مبنى شبلي” في المنطقة، والذي يضم سوبرماركت رمال، الذي يملكه شخص ينتسب إلى حزب الله، وهو مكوّن من طوابق عدّة. في حين امتدّ الإشكال من خلدة إلى أوتوستراد الناعمة، حيث تم قطع الطريق، قبل أن يعمل الجيش لاحقاً على فتحها.

وتضامن عددٌ من المناطق مع عشائر عرب خلدة، منها عكار (شمالي لبنان) حيث قطع بعض الشبان طريق سهل عكار بالإطارات المشتعلة.

وأعلنت مديرية الإعلام في “الحزب الديمقراطي اللبناني” أنّ أرسلان تلقى اتصالاً مساءً من رئيس الجمهورية ميشال عون جرى خلاله البحث في تداعيات إشكال خلدة. كما أجرى رئيس الحزب اتصالات عدّة مع جهات سياسية وحزبية ومسؤولين أمنيين لتطويق الإشكال، ووقف إطلاق النار من الجانبين.

وقال مصدرٌ في “الديمقراطي اللبناني” لـ”العربي الجديد” إنّ الاشكال أدى إلى توتر كبير في المنطقة، وعمل النائب أرسلان على تكثيف اتصالاته لإعادة التهدئة، والحؤول دون تطوّره أكثر، كردود فعل على القتلى الذين سقطوا خلال إطلاق النار، في ظلّ وجود مخاوف من تصاعد وتيرة الاشتباكات.

وناشد اتحاد أبناء العشائر العربية في لبنان، عبر بيان مساء اليوم، قيادة الجيش اللبناني وقادة الأجهزة الأمنية، التدخل لوقف الاشتباك في خلدة، وحمّل القيادة السياسية مسؤولية ما يحصل.

وقال البيان، “بالأمس طالبنا قيادة حزب الله واليوم نتوجه إليه وحركة أمل (يرأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري)، بأن مناطق العشائر والعشائر العربية في لبنان لن تكون مرتعاً لتوجيه رسائلكم السياسية، ونحمّلكم مسؤولية كل قطرة دم تسقط من العشائر، كنا ولا نزال تحت سقف القانون، وكنتم وما زلتم خارج القانون، وكنا وما زلنا مع الدولة ومؤسساتها”.

كما أصدر “تيار المستقبل” (يرأسه سعد الحريري) بياناً أشار فيه إلى أن “قيادة التيار تابعت تطورات الحوادث الأمنية الخطيرة في منطقة خلدة، التي أدت إلى سقوط عدد من الضحايا في صفوف الأهالي، وانتشار حالة من الفوضى وقطع الطرقات والاستنفارات المسلحة، نتيجة السلاح المتفلت والاستفزازات التي لا طائل منها. وقد أجرت القيادة اتصالاتها مع قيادة الجيش والقوى الأمنية المعنية للضرب بيد من حديد، واتخاذ كل الإجراءات الكفيلة بإعادة الأمن والأمان إلى المنطقة، وتوقيف المعتدين على أهلها، كائناً من كانوا”.

وناشدت قيادة “تيار المستقبل” الأهل في عشائر العرب في خلدة وفي كل المناطق اللبنانية، الاستجابة لتوجيهات الرئيس سعد الحريري، بالتزام أقصى درجات ضبط النفس، والعمل على تهدئة الأمور، والتعاون مع الجيش والقوى الأمنية لضبط الأمن، وتفويت الفرصة على كل العابثين بأمن اللبنانيين وسلامهم، وعدم الانجرار وراء الساعين إلى ضرب السلم الأهلي من خلال افتعال الإشكالات الأمنية.

كما غرّد جنبلاط، على حسابه عبر “تويتر”، كاتباً: “طريق الجنوب وأمن المواطنين في منطقة خلدة والجوار فوق كل اعتبار وممنوع على أي جهة حزبية او سياسية او مذهبية العبث بالطريق والمنطقة التي هي للجميع”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة عشر + أربعة =

زر الذهاب إلى الأعلى