المايسترو اللبنانيّ في طهران تحيةً إلى بيروت

وجّهت الأوركسترا الوطنية الإيرانية، أخيراً، تحية إلى العاصمة اللبنانية وعبّرت عن تعاطفها وتضامنها مع الشعب بعد فاجعة تفجير مرفأ بيروت.

ميدل ايست نيوز: تحت عنوان Bitabi-e Belqeis، وجّهت الأوركسترا الوطنية الإيرانية، أخيراً، تحية إلى العاصمة اللبنانية وعبّرت عن تعاطفها وتضامنها مع الشعب بعد فاجعة تفجير مرفأ بيروت في الرابع من آب (أغسطس) الماضي.

التحية الفنية كانت نتيجة تعاون بين «مؤسسة رودكي» التي تدير الأوركسترا والمايسترو والمؤلّف الموسيقي اللبناني أندريه الحاج الذي أمضى الشهر الماضي ثمانية أيام في إيران، حيث تم تنفيذ هذا العمل. قاد قائد «الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق ــ عربية» حوالى 70 موسيقياً إيرانياً غالبيتهم من الشباب، عزفوا المقطوعة التي ألّفها الفنان الإيراني الشهير فردين خلعتبري، استناداً إلى أبيات شعرية فارسية معروفة. ومما جاء في كلمات الأغنية التي تشبّه «ست الدنيا» بالمرأة، وأدّاها التينور حميد رضا نوربخش: «رأيتكِ ولو من بعيد/ حلماً حلماً/ قيل لي: من قافلة الغجر/ حين استفسرت عن اسمك/ نافدٌ صبري يا بلقيس/ من صحراء قطعت إلى صحراء/ من أزقة مدينة المطر أتيت/ وجئت إلى مدينة البحر».

على مدى 5 ساعات، أُنجزت النسخة المصوّرة من الأغنية تحت إدارة المخرج رضا موسوي على مسرح «تالار وحدت» (قاعة الوحدة) في طهران‎، بعدما حضر استديو كامل في اليوم السابق لتسجيل العمل مباشرةً في المكان نفسه.

لا يزال أندريه الحاج مفتوناً بهذه التجربة التي تُعدّ الأولى بالنسبة إليه في هذا البلد. في اتصال مع الأخبار، يؤكد الحاج احترافية الفنانين الذين عمل معهم: «من الجميل التعاطي مع أشخاص على قدر كبير من الدراية والمعرفة والخبرة، لكنّهم لا يتباهون بها ومستعدون لسماع كل أنواع الملاحظات».

إلى جانب تعرّفه إلى «بلد جميل يحافظ على حضارته العظيمة»، يكتسب هذا العمل أهمية كبيرة بالنسبة إلى أندريه الحاج على الصعيد المهني. «يكفي بناء علاقات ممتازة مع فنانين من هذا المستوى… أي مايسترو يتوق إلى التعرّف إلى مدارس جديدة في القيادة الأوركسترالية وعلى انضباط جديد»، يقول. ويضيف: «معرفتي بطريقة تفكيرهم وعملهم تغنيني موسيقياً ومهنياً».

أما عن كيفية حصول التعاون، فيشير الحاج إلى أنّ الفكرة بدأت من المستشار الثقافي الإيراني في لبنان عباس خامه يار، الذي طرح الموضوع على القائمين على «رودكي» بعد التفجير الذي هزّ بيروت، فما كان منهم إلا أنّ تواصلوا مع فردين خلعتبري. مع تبلور الفكرة، وقع الاختيار على أندريه الحاج الذي أبدى استعداداً وترحيباً بالموضوع بعدما «درست الشغل وأعجبت به». حصل ذلك إثر تواصل الجانب الإيراني مع السفارة اللبنانية في طهران، والتي أبلغت وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال عباس مرتضى بالموضوع. قبل أن يكلّف مرتضى مدير مكتبه حسين عجمي بالتنسيق لإتمام المسألة، ويبلغ الحاج رئاسة المعهد العالي للموسيقى، ويحصل على موافقة مجلس الإدارة. وعمّا إذا كان سيكرّر التجربة قريباً، يوضح أندريه الحاج أنّه من الممكن تقديم برنامج لبناني في إيران بعد فترة، على أمل أن «نستضيف الفنانين الإيرانيين في لبنان أيضاً».

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
الأخبار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة + اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى