وفد طالبان في طهران بعد تلويح أمريكي بمراجعة اتفاق إدارة ترامب
يقوم وفد من حركة "طالبان" الأفغانية برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة في الدوحة، الملا عبد الغني برادر، بزيارة رسمية إلى طهران.
ميدل ايست نيوز: يقوم وفد من حركة “طالبان” الأفغانية، اليوم الثلاثاء، برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة في الدوحة، الملا عبد الغني برادر، بزيارة رسمية إلى طهران.
وقال الناطق باسم المكتب السياسي للحركة، محمد نعيم، في تغريدة له عبر حسابه في “تويتر”، إنّ الملا عبد الغني برادر وأفراد الوفد المرافق له قد وصلوا إلى طهران.
وأضاف نعيم أنّ وفد “طالبان” سيلتقي بوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والقيادة الإيرانية، وسيناقش معها قضايا مختلفة، منها قضية اللاجئين الأفغان في إيران، والعلاقات بين الدولتين، علاوة على التباحث بشأن قضايا إقليمية مختلفة.
وكانت وفود “طالبان” قد زارت في السابق أيضاً طهران، كما قام وفد من الحركة بزيارة إسلام آباد الشهر الماضي.
بدوره، أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، اليوم الثلاثاء، وصول وفد سياسي من حركة “طالبان” الأفغانية، يترأسها الملا عبدالغني برادر إلى العاصمة الإيرانية طهران.
وأضاف، في تصريح صحافي، اطلع عليه “العربي الجديد”، أنّ الوفد وصل فجر اليوم بدعوة من الخارجية الإيرانية، مشيراً إلى أنه سيجري لقاءات ومباحثات مع المسؤولين الإيرانيين، من بينهم ظريف، والمبعوث الإيراني الخاص للشأن الأفغاني محمد إبراهيم طاهريان فرد.
وعن أجندة المباحثات، قال خطيب زادة، إنها “تشمل مسار السلام في أفغانستان ومواضيع ذات صلة”.
وتكتسب زيارة وفد “طالبان” إلى طهران، أهمية نظراً لتوقيتها، حيث إنها تأتي على ضوء معطيات مهمة عدة، لعلّ أهمها إعلان الإدارة الأميركية الجديدة عزمها على مراجعة الاتفاق التاريخي الذي وقعته واشنطن مع الحركة، فبراير/ شباط 2020 في الدوحة، الأمر الذي من شأنه أن يشكل فرصة لطهران لتعزيز العلاقات مع “طالبان”، وخصوصاً أنها أبدت توجساً تجاه هذا الاتفاق، حيث أكدت الخارجية الإيرانية، في بيان، آنذاك، أنّ “أميركا ليست في موقع قانوني يخولها التوقيع على اتفاقية سلام حول أفغانستان أو أن تقرر مستقبلها”، وذلك على الرغم من ترحيبها بـ”أي تطور يساعد في استتباب السلام والاستقرار في أفغانستان”.
كما أنّ زيارة وفد “طالبان” إلى طهران تأتي بعد توتر شاب العلاقات الثنائية، على خلفية تصريحات لوزير الخارجية الإيراني، خلال الشهر الماضي، لقناة “طلوع” الأفغانية، بعد حديثه عن أن طهران لا تزال تعتبر “طالبان” حركة إرهابية، وهو ما أثار غضب الحركة التي رفضت هذه التصريحات، معتبرة أنها “تدخّل سافر في شؤون أفغانستان”.
وقال المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد، في بيان، حينها، إنّ “تصريحات ظريف قد تضرّ بمصلحة أفغانستان وإيران، والحركة ليست جماعة إرهابية، كما تتصور طهران”.
وزيارة قادة “طالبان” الحالية هي استكمال لسلسلة زيارات لأطراف النزاع في أفغانستان للجارة الإيرانية، إذ سبقتها قبل نحو شهر، زيارة مستشار الأمن القومي الأفغاني حمد الله محب، الذي أجرى لقاءات مع المسؤولين الإيرانيين، في مقدمتهم أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني، وتركزت المباحثات بين الطرفين على الأوضاع الداخلية في أفغانستان والعلاقات الثنائية وضرورة تطويرها، وانتشار تنظيم “داعش” فيها، فضلاً عن تركيز الجانب الإيراني أيضاً على التواجد الأميركي في أفغانستان.
وخلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي أيضاً، زار رئيس المجلس الأعلى الوطني للمصالحة الأفغانية عبد الله عبد الله، إيران، والتقى بكبار المسؤولين الإيرانيين، على رأسهم الرئيس حسن روحاني لمناقشة مستجدات المصالحة الأفغانية ودور طهران.