من سيتولى “ملف إيران” في إسرائيل؟
هناک شخصيتان محتملتان لتولي منصب المبعوث الإسرائيلي الذي سيقود جهود التفاوض الإسرائيلية حول الملف النووي الإيراني مع الإدارة الأميركية الجديدة.
ميدل ايست نيوز: تشوب حالة “ضبابية” هوية المبعوث الإسرائيلي الذي سيقود جهود التفاوض الإسرائيلية حول الملف النووي الإيراني مع الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة، جو بايدن.
وفي تحليل لصحيفة جيروزاليم بوست، برزت أهم شخصيتين محتملتين لتولي المنصب، هما “أقوى المسؤولين الأمنيين المقربين” من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو.
الأول هو رئيس الموساد الحالي، يوسي كوهين، الذي ينظر إليه باعتباره “المرشح الطبيعي”، لتولي الملف، ومستشار الأمن القومي، مئير بن شبات، الذي أفادت تقارير بأنه أجرى محادثات بشأن إيران مع مستشار الأمن القومي الأميركي، جايك سوليفان.
وذكرت الصحيفة أنه بعد انتخاب بايدن، خرجت تقارير تفيد بأن كوهين سيقود وفدا إلى العاصمة واشنطن لبدء المحادثات لكن لا يعرف حتى الآن توقيت وحتى إمكانية حدوث هذه الزيارة.
وبصرف النظر عن الجدول الزمني لبايدن فيما يتعلق بالمضي قدما في هذا الملف، “سواء كان ذلك قبل انتخابات الرئاسة الإيرانية المقررة في يونيو أو بعد ذلك التوقيت فقد أصبحت هوية المبعوث الإسرائيلي غامضة مع مرور الوقت”.
ويشير التحليل إلى أن علاقة كوهين بمسؤولي إدارة بايدن الحاليين “مختلطة”، فمن جانب، كان مستشار الأمن القومي لنتانياهو، في نهاية ولاية الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما، عندما كان الجانبان الأميركي والإسرائيلي على خلاف، وهو ما قد يستمر، بحسب الصحيفة، في خلق حالة من عدم الثقة حتى الوقت الحالي.
من ناحية أخرى، ينظر مسؤولو إدارة بايدن إلى كوهين على أنه رجل “مهني ويتمتع بخبرة وموهوب وغير سياسي”.
ويشير التحليل إلى أن محادثات بن شبات ونظيره الأميركي أثارت تساؤلات حول ما إذا كان سيحل محل كوهين في تولي “مشروع إيران”، ويشير إلى أنه يواجه انتقادات بشأن ضعف لغته الإنكليزية مقارنة بكوهين، وعدم معرفته القوية بالولايات المتحدة رغم أنه كان عمل مع الولايات المتحدة على مدى السنوات الأربع الماضية.
والمنافسة بين الرجلين ليست وليدة العهد، فقد ظهرت، نهاية العام الماضي، خلال قيام إسرائيل بإبرام اتفاقيات تطبيع مع السودان والمغرب، ففي ذلك الوقت كانت هناك معركة حول إلى أي منهما يعود الفضل في تحقيق هذا النجاح.
وسار الاثنان أيضا في مسارات متوازية ولكن منفصلة مع إدارة ترامب بشأن إيران، فقد عمل بن شبات مع مجلس الأمن القومي، بينما عمل كوهين مع وزير الخارجية الأميركي السابق، مايك بومبيو، ليس فقط عندما كان رئيسا لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، ولكن حتى عندما أصبح وزيرا للخارجية.
ويرى الكاتب أن الرجلين يمكن أن يشاركا في نهاية الأمر في إدارة “مشروع إيران”، وكذلك في “الانخراط في مناقشة السياسة الأميركية الإيرانية في المستقبل”، مشيرا إلى أنهما لديهما مخاوف بشأن التغييرات في السياسة الأميركية تجاه إيران بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
وكانت إسرائيل قد قامت مؤخرا بتغييرات في هرم القيادة الأمنية بالتزامن مع تزايد التوتر مع إيران، إذ عينت قائدا جديدا للاستخبارات في الجيش، اللواء آرون حاليفا، في خطوة رأت صحيفة “جيروزالوم بوست” أنها قد تكون رسائل موجهة لإيران، خصوصا أن حاليفا، كان رئيس مديرية العمليات المسؤولة عن استعداد الجيش الإسرائيلي للحرب.
وزادت حدة التوترات بين إيران وإسرائيل بعد ما قامت طهران بالتخلي عن بعض التزاماتها في الاتفاق النووي المبرم في عام 2015.
وما زاد من حدة التوترات عزم بايدن العودة إلى مسار التفاوض مع طهران على أساس الاتفاق، وهو ما تعارضه إسرائيل، لكن الرئيس الأميركي تعهد بإعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق إذا استأنفت طهران التزامها الكامل ببنوده أولا، بينما تريد طهران من واشنطن رفع العقوبات أولا.
وأفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأربعاء الماضي، بأن إيران بدأت إنتاج معدن اليورانيوم لاستخدامه كوقود في أحد مفاعلاتها، في انتهاك جديد لالتزاماتها بموجب الاتفاق.
كما تعتزم إيران أيضا تخصيب اليورانيوم بمعدل نقاء 20 في المئة، وهو مستوى كانت قد وصلت له آخر مرة قبل اتفاق 2015.
ووصلت حتى الآن إلى معدل نقاء 4.5 في المئة فقط، لكنه أعلى من الحد الأقصى البالغ 3.67 في المئة الذي يفرضه الاتفاق، وهو أقل بكثير من معدل نقاء 90 في المئة، اللازم لإنتاج أسلحة نووية.